وُجـدتْ لتبقـــى

بي دي ان |

05 ابريل 2021 الساعة 01:05ص

أتكور في زاوية الصمت وأكتفي بالمتابعة، وفي كلّ مرة أتصفح فيها واقعنا، أتعجبُ حقاً من قدرة الناس على التحليل والنقاش، نكتبُ عن مصائبنا، فتارة نضحك عليها وأخرى نبكي! 
هــــا نحن أمام هذا المشهد السياسي، الذي يحجّمُ كلَّ شيء بشكل ما، وبالنسبة والتناسب الأمثل، وبالصراع الأنسب حسب المطلوب في كلّ حلقة من حلقاته.

تارةً بين قدسية الحزب وحرمة الموت، بين الموت جوعاً أو الموت بطلقة متفجرة، بين العيش حيّاً أو العيش ميتاً، بين البقاء على قيد الحياة، أو على قيد الموت، بين السجن الانفرادي أو السجن الجماعي، بين الوطن والوطنية، والقائد والرئيس، وابن فتح وابن حماس أو غيرهم، وبين حلم الوظيفة الذي يتكرر بالمنام، وهَمّ الراتب الذي يتكرر في اليقظة، وبين التزامنا الديني دون أن نصنف ضمن جماعة إسلامية، وبين انفتاحنا العقليّ بدون أنْ نصنف علمانيين، بين الحرب التي تحدث دائما فوق رؤوسنا أو في عقولنا، أمام أعيننا أو وراءها ! 

أتساءل في نفسي، هل يستحقُّ الوطن أنْ يفقد ملامح جماله إلى هذا الحدّ؟! هل يستحقُّ هذا الوطن أنْ يكون كنزاً مطموراً من الوجع؟! 

إنْ فقدتم الأمل تعالوا أعطكم منه، ألمحُ صوراً سريعة لا تعلّق في ذهني لكثرتها، أودُّ أنْ أكتبها على الهواء طويلة موزونة مقفاة، ثم أنقلها إلى ورقتي تومضُ أمامي، وأمام الصادقين من الشعب. 

أخجلُ أنْ أكتب بالحبر ما كُتب من قبل بالدماء، بالدماء التي لا تبرد ولا تنتهي ولا تتوقف، أخجلُ من ذلك الركب خليل وكمال وعرفات، والركب سائرُ، أتذكر القائمة الطويلة جدّاً من الأسرى والجرحى، الذين يزحف إليهم الموت كلّ لحظة، يمرُّ أمام ناظريّ موسوعة تاريخية يتزين مطلعها بالكوفية الوطنية الفلسطينية، وغصن الزيتون الذي قطعه الاحتلال فحولته الثورة الفلسطينية رشاش يثْأر. 

فعلاً ... 

لقيادةٌ أوجدها الخندق والفكر السياسي قادرةٌ على استكمال الطريق وصنع القرار واحتواء البيت الفلسطينيّ، وأنْ تكون في الطليعة، وكلنا أملٌ أنْ يأتي 22 مايو لنرفع الشعار الذي عرفناه وعهدناه، والتصقَ على جدران قلوبنا. إنّهـا وُجـدتْ لتبقــى وتنتصـــر، وستبـقــى وستنتصـــ