الصحافة في غزة: مهنة تدفع ثمن الحقيقة بالدم

بي دي ان |

07 يوليو 2025 الساعة 03:41م

صورة من الحدث

في غزة، لا يحمل الصحفي الكاميرا فقط، بل يوقّع على شهادة وفاته، ففي زمن أصبحت فيه الحقيقة جريمة يُعاقَب عليها بالموت، لم يعد العمل الصحفي مجرد مهنة، بل فعل مقاومة في وجه محاولات طمس الواقع.

ورغم الاستهداف الممنهج، يواصل الصحفيون نقل الحقيقة من قلب النار، رافضين الصمت، ومؤمنين أن الصورة والكلمة أقوى من الرصاصة

الاعتداء على الصحفيين: محاولة لإسكات الحقيقة

تحمل غزة رسالةً قويةً إلى العالم مفادها أن الحق لا يموت، وأن نقل الحقيقة ضرورة لا خيار. ويُجسّد الشعب الغزي هذا المفهوم باعتبار أن كل فرد فيه أصبح ناشطًا وصوتًا إعلاميًا في وجه العدوان.

إسماعيل أبو حطب، مصوّر صحفي عُرف بتغطيته للأحداث الجارية في غزة، قُتل إثر استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي لكافتيريا “الباقة” على شاطئ بحر غزة، والتي كانت تؤوي عشرات النازحين والصحفيين من مختلف المناطق.

استهداف جيش الاحتلال لاستراحة “الباقة” بشكل مباشر أسفر عن استشهاد أكثر من 20 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى، في ظل صعوبة الوصول إلى الضحايا بسبب القصف المستمر.

هذه الاعتداءات على الصحفيين لا تُعدّ حوادث فردية، بل هي جزء من سياسة ممنهجة لقمع حرية التعبير وإسكات الصوت الفلسطيني

الصحفيون في غزة: أسماء ترفض أن تتحول إلى أرقام

وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استشهاد أكثر من 220 صحفيًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى تدمير أكثر من 70 مكتبًا إعلاميًا وانقطاع البث والاتصال عن عشرات القنوات.

وأكد المكتب أن استهداف الإعلاميين يأتي ضمن خطة واضحة لإسكات الصوت الفلسطيني ومنع نقل الحقيقة إلى العالم

دعوات دولية لحماية الصحفيين

في غياب صحافة حرة ومستقلة، تتضاءل فرص كشف الانتهاكات وفضح ما يجري في غزة. ولهذا، تُعد حماية الصحفيين من القضايا الملحّة التي تستوجب تدخلاً دوليًا عاجلًا.

ودعا “الاتحاد الدولي للصحفيين”، و”اتحاد الصحفيين العرب”، وكافة المؤسسات الصحفية حول العالم إلى إدانة الجرائم الممنهجة بحق الإعلاميين الفلسطينيين.

كما طالبوا المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحرية الصحافة باتخاذ خطوات فعلية لحماية الصحفيين ووقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، حيث يواجه الصحفيون خطر الموت في كل لحظة أثناء تأدية مهامهم.

رموز الحقيقة لا يسقطون

يُعدّ الصحفيون في غزة رموزًا للحرية والشجاعة، يواصلون عملهم في أصعب الظروف، ملتزمين بتوثيق الحقيقة رغم كل التهديدات.

ورغم الاستهداف، لم يتراجعوا، بل باتوا أكثر إصرارًا على أداء رسالتهم، حاملين على عاتقهم مسؤولية نقل معاناة شعبهم للعالم