"الجنائية الدولية".. ما قبل القرار ليس كما بعده

بي دي ان |

08 فبراير 2021 الساعة 01:40ص

لم يكن القرار الذي أصدره قضاة المحكمة الجنائية الدولية في الخامس من فبراير الجاري، والذي يقضي بأن المحكمة ومقرها لاهاي لها ولاية قضائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧، لم يكن هذا القرار هو الانتصار الأول للدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية ولن يكون القرار الأخير الذي ينتزع، والذي سيمهد الطريق للتحقيق في جرائم الحرب التي شنتها آلة الحرب الاسرائيلة على شعبنا والتي خلفت آلاف الضحايا خلال حروب واعتداءات وعمليات إطلاق نار وغيرها الكثير من الجرائم التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق فلسطينيين عبر مسلسل إجرامي لم ينته، هذا العدو الذي اعتاد على كل أساليب الجرائم والعنصرية دون أن يضع في حسبانه أي اعتبار للانسانية أو قوانين دولية ولا اتفاقيات ولا منظمات دولية.

فبات هذا العدو يمارس كل ماهو بشع بحق الضحايا الفلسطينيين رغم ادعاءه بأنه دولة ديمقراطية، كما علق رئيس وزرائها رداً على القرار، أن هذا يعتبر مساس بدولة الديمقراطية مع العلم أن هذه الدولة المزعومة هي دولة الاٍرهاب والعنصرية، ربما آن الأوان لتفكر هذه الدولة قبل مزاولة إجرامها مرة أخرى، والتي لربما قد نلاحظ تخفيف حدة الاعتداءات، أو التحايل والدهاء في تمرير مخططاتهم الاستعمارية اتجاه كل القضايا سواء قضايا الضم أو التهويد أو القتل، وقد تتمادى أيضاً بأفعالها المزرية بشكل علني كما اعتادت على الاستقواء والاستعلاء على ضحاياه. 

مفيد جداً اليوم استثمار هذا القرار وصولا لوضع كل قيادة جيش العدو وصناع القرارات الهمجية تحت طائلة الملاحقة والعقاب، خاصة وأن غرور تل أبيب قد لا يسمح للانصياع لهذا القرار من جانب ومن جانب آخر، مازال دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل قائما رغم مغادرة ترامب الحكم، فردة الفعل الأمريكية اتجاه القرار هي انحياز واضح لإسرائيل وهذا متوقع، فاعتراف مجلس الشيوخ مؤخراً بالإجماع "بقاء القدس عاصمة لإسرائيل لها مدلولاتها التي كنّا نحذر منها قبيل انتخاب بايدن بأنه لا انحياز أمريكي لفلسطيني مهما اختلف الرئيس فهناك أيضاً ثوابت ونهج أمريكي اتجاه إسرائيلي لايختلف باختلاف الرئيس.

على أي حال صراعنا الفلسطيني الإسرائيلي طويل ومرير وندرك جيدآ أنه لن يتوقف بقرار من هنا أو قرار من هناك، رغم أهمية القرار المنصفة لحقوقنا ورغم أهمية الجهد الفلسطيني المبذول، ومع ذلك مهم استثمار هذه القرارات والبناء عليها، ولعل مفيد اليوم استغلال هذا القرار في الانتخابات الفلسطينية خاصة فيما يخص القدس والية الانتخاب والترشح بها، فمن المهم اليوم نقل كل معركتنا للقدس وألا نكون رهينة لموافقة إسرائيل خاصة بعد صدور هذا القرار والمفترض أن يكون ما قبل القرار ليس كما بعده، رغم كل التعنت الاسرائيلي المتوقع .