نزوح بلا مأوى: مأساة تتفاقم في جنوب غزة

بي دي ان |

14 سبتمبر 2025 الساعة 10:15م

صورة أرشيفية

في جنوب قطاع غزة، تتفاقم مأساة إنسانية حادة، حيث يواجهالنازحون ظروفًا قاسية في ظل انعدام مقومات الحياة . 
ومع تصاعدالعدوان الإسرائيلي، اضطر آلاف المواطنين إلى ترك منازلهم، حاملينمعهم ذكرياتهم وآمالهم، ليجدوا أنفسهم في مناطق لا توفر الحد الأدنىمن متطلبات العيش الكريم.

نزوح قسري وتكاليف باهظة

تواجه العائلات النازحة تحديات مالية جسيمة، حيث تتراوح تكلفة الخيمةبين 4,500 و5,000 شيكل (1,180–1,310 دولارًا)، بينما تصل تكاليفالمواصلات إلى 2,000–3,000 شيكل (525–790 دولارًا) للعائلة، ممايجعل النزوح عبئًا اقتصاديًا لا يطاق.

شهادات من الميدان

تقول أم محمد، التي نزحت من شمال غزة: "نزحنا من شمال قطاع غزة،من بيت لاهيا، مشيًا على الأقدام، نحن وأطفالنا وجيراننا وأحبابناوأهالينا. توجهنا إلى ملعب فلسطين حيث وزعوا علينا خيامًا صغيرة،نحن الآن 25 شخصًا في خيمة واحدة، نعاني البرد القارس، ولكنناصابرون ومحتسبون، لسنا من المتسولين".

نزوح بلا خيار..

أكثر من 100ألف نازح تركوا خلفهم البيوت والذكريات، أُجبروا علىالخروج نحو الجنوب، الذي لم يكن أكثر أمانًا. بعضهم لم يُتح له حتىجمع ملابسه.  

أبو أحمد، سبعيني مريض بالسكري، قال لنا: "بيتي انهدم فوقرأسي. خرجت بملابس النوم، لا دواء ولا مال... لا نعرف إلى أين نذهب".  

يحاول الرجل نقل أمتعته القليلة، لكن تكاليف النقل تفوق إمكانياته. "أجرةالسيارة 800 شيكل، وأنا لا أملك ثمن رغيف خبز"، يضيف بصوتمخنوق.

شتاء قارس يزيد المعاناة

مع اقتراب فصل الشتاء، تتفاقم معاناة النازحين، حيث يفتقرون إلىالملابس الشتوية والخيام المناسبة، مما يزيد من خطر الأمراض والمآسيالإنسانية. ويشير تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاءالفلسطيني وسلطة النقد الفلسطينية إلى أن قطاع غزة شهد انكماشًاحادًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 82% مع نهاية عام2024، مما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة إلى 80%، وهو مستوى غيرمسبوق في تاريخ القطاع.

مناطق الجنوب... لا تتسع

الدكتور محمد الكيلاني، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، صرح: "الوضع الصحي في الجنوب كارثي، المستشفيات تعمل فوق طاقتها،وهناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية".

تؤكد الأونروا أن مراكز الإيواء تجاوزت قدرتها الاستيعابية، فيمايُضطر آلاف النازحين للنوم في الشوارع أو خيام مرتجلة لا تصمد أمامأول نسمة برد.  

من جانبه، أكد السيد أحمد النجار، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيقالشؤون الإنسانية في غزة، أن "الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكليومي، ونحن بحاجة ماسة إلى دعم دولي عاجل لتوفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة للنازحين. 

إحصائيات محدثة

المرافق الصحية: أكثر من 60% من المرافق الصحية توقفت عنالعمل بسبب القصف أو نقص الوقود والإمدادات.

المأوى: أفادت وكالة الأونروا بأن مراكز الإيواء التابعة لها تستضيفأكثر من 300,000 نازح، بينما يعيش الآلاف في خيام أو في العراء دونحماية من العوامل الجوية.

شتاء النزوح... والخطر القادم

بينما يستعد العالم لفصل الشتاء، يستعد سكان غزة للعتمة، والبرد،والانتظار الطويل تحت السماء.  

لا توجد ملابس دافئة، لا أغطية، لا قدرة على الاحتماء.  

أم خليل، نازحة من الشجاعية، تتساءل: "هل سيموت أطفالي منالبرد هذه المرة؟ أم من الجوع؟ أم من القصف؟ لا نعلم بأي مصيبة نواجهالغد."

أمل رغم الألم

رغم الظروف القاسية، يظل الأمل حاضرًا في قلوب النازحين، حيثيعبرون عن رغبتهم في العودة إلى منازلهم والعيش بكرامة ، يقولالمواطنون: "لن نُهَجَّر، لن نُقلَع. هذه أرضنا، وإن خرجنا منها مُرغمين،فإننا سنعود".  

معاناة النزوح ليست فقط في الرحيل، بل في الشعور الدائم بأنك غريب في وطنك.