خطوات ضرورية قبل القاهرة

بي دي ان |

17 يوليو 2023 الساعة 12:12ص

الكاتب
لم يبق الكثير من الوقت حتى يلتئم اجتماع الأمناء العامين لفصائل العمل السياسي الفلسطيني في الثلاثين من تموز / يوليو الحالي في القاهرة بناءً على دعوة الرئيس محمود عباس لتدارس الوضع والتطورات المستجدة في الساحة الفلسطينية، وخاصة التغول الاجرامي الفاشي الإسرائيلي على أبناء الشعب في مختلف محافظات الوطن الجنوبية والشمالية وخاصة اجتياح مدينة جنين الباسلة ومخيمها البطل في الثالث من الشهر الحالي. ومن خلال التدقيق في نشاط وحركة الفصائل الاحظ شيئا من السكون النسبي، وكأن لسان حالها جميعا يقول، هناك الكثير من الاتفاقات والتفاهمات والحوارات تمت، ولا يوجد جديد يمكن الحديث عنه.
وعلى أهمية كل الاتفاقات والاعلانات والتفاهمات السابقة، الا ان الشعب والقيادة الفلسطينية يعيشون في خضم حرب إسرائيلية مفتوحة على كل الجبهات لتحقيق اهداف حكومة الترويكا الفاشية الثلاثة أولا القبول بان إسرائيل "الدولة القومية لليهود" في فلسطين التاريخية، وفي المقابل نفي حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني؛ ثانيا من لم يقبل بالامر الواقع والاستسلام لمشيئة واملاءات حكومة نتنياهو السادسة عليه الرحيل؛ ثالثا ومن لم يرحل طوعا فالجيش وعصابات المستعمرين ستتولى امره لارغامه على الرحيل. وهو ما يؤكد حقيقة واحدة وواضحة، تخلي إسرائيل الدولة اللقيطة عن مطلق تسوية سياسية، وقطع الطريق على خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، وهذا يعني القاء الدولة الصهيونية كل الاتفاقات في سلة المهملات، الامر الذي يتطلب ردا ورؤية سياسية وتنظيمية وكفاحية تتناسب مع التحديات الإسرائيلية المنفلتة من عقالها، لوقف استمرائها سياسة البطش والتنكيل والقتل على الهوية الوطنية، ووضع كوابح امام تسارع مصادرتها وتهويدها واعلانات عطاءاتها لاف الوحدات الاستيطانية وإقامة البؤر الاستعمارية الجديدة، وإعادة الاعتبار للقضية والاهداف الوطنية ومنظمة التحرير وسلطتها الفلسطينية، وفرضها على الاجندة الإسرائيلية والعربية والاممية كقضية مركزية للعالم كله، وليس للعرب فقط.
وهذا يتطلب من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، العامود الفقري للحركة الوطنية ومنظمة التحرير قبل غيرها التحرك الفوري في الاعداد والتحضير الجيد والمناسب لاجتماع الأمناء العامين، وتحديد الأولويات السياسية والتنظيمية والكفاحية، وذلك من خلال تكثيف اللقاءات مع فصائل منظمة التحرير المختلفة: الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وجبهة النضال وجبهة التحرير الفلسطينية والصاعقة والقيادة العامة والجبهة العربية الفلسطينية وجبهة التحرير العربية والمستقلين، وفي ذات السياق التنسيق المسبق مع القيادة المصرية للإسهام بدورها كحاضنة وراعية أولى للمصالحة الوطنية لانجاح اعمال الاجتماع، وحتى لا يكون كالاجتماعات السابقة، التي لم تثمر عن نتائج ملموسة، ولكسر حالة الاستعصاء والمناكفات والتحريض من قبل القوى المتخندقة في دائرة اجنداتها الفئوية، وحساباتها النفعية الصغيرة على حساب المشروع الوطني، وأيضا لقطع الطريق على المخطط المعادي، الذي أعدته القوى المحلية والعربية والإقليمية، والهادف لتقويض الكيانية الفلسطينية واستبدالها بإمارة غزة، وكانتونات متفرقة في المحافظات الشمالية.
نعم هناك حاجة ماسة لتنشيط تفعيل العملية السياسية مع الكل الوطني، والتركيز على أولا وضع خطوات عملية لتجسيد الوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقلاب، وتعزيز أواصر الشراكة السياسية؛ ثانيا العمل على ضم قوى الإسلام السياسي وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير، والبدء في إعادة تشكيل المجلس الوطني وفق ما تم الاتفاق عليه سابقا، بحيث يكون عدد أعضائه 350 عضوا من مختلف التجمعات الفلسطينية وفق المعايير التي تم الاتفاق عليها بالانتخاب حيثما تسمح الشروط في هذا التجمع او ذاك، وبالتعيين في الساحات التي تحول دون الانتخابات؛ ثالثا تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم مختلف المكونات السياسية بهدف الاعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية والوطنية؛ رابعا الاتفاق على رؤية برنامجية متكاملة سياسية وتنظيمية وكفاحية، انطلاقا من الترجمة الفعلية لقرارات المجلسين الوطني والمركزي وبما يستجيب وحاجات ومصالح الشعب العليا، وتشكيل قيادة وطنية موحدة لتفعيل المقاومة الشعبية وكل اشكال المقاومة على أرضية نظام سياسي تعددي واحد، وسلاح واحد، وقانون واحد، وخطة وطنية واحدة استراتيجية وتكتيكية تعمل بالتناغم والتكامل بين كل مكونات ومؤسسات الشعب الوطنية، وتحت راية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد؛ خامسا فرض السيادة الفلسطينية على كل أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة وعلى رأسها القدس العاصمة الأبدية لفلسطين؛ سادسا تعزيز وتعميق الحاضنة الشعبية والرسمية العربية، وفي اوساط انصار السلام في العالم، وتوسيع دائرة التحالفات الدولية مستفيدين من التحولات العالمية الجارية والسائرة بخطى حثيثة نحو منظومة عالمية نوعية متعددة الأقطاب؛ سابعا توسيع وتعميق النشاط في المنابر الدولية لرفع مكانة فلسطين لدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ومطالبة الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية للاعتراف بها، والتمهيد لعقد مؤتمر دولي وفق روزنامة محددة لانهاء الاستعمار الإسرائيلي وتأمين استقلال وسيادة الدولة الفلسطينية، وتأمين الحماية الدولية للشعب العربي الفلسطيني.. الخ
[email protected]
[email protected]