الدجاج اللاحم: "المربي متعوس والمتربي مرتاح "!

بي دي ان |

30 ديسمبر 2022 الساعة 11:07م

تربية الدجاج اللاحم في قطاع غزة، هي مهنة يمتهنها كل من لا يجد لنفسه مدخولاً شهرياً لإعالة أسرته وسط ضنك العيش وازدياد البطالة وتفشي حالة الفقر بين طبقات المجتمع، لكن هذه المهنة أدت في الكثير من الناس الى خسارة أموالهم.

 المواطن أحمد عرفات أحد المزارعين يقول بت لا أقدر على تصريف الدجاج ورعايته بالشكل المطلوب، ونحن بأي لحظة معرضين لإيقاف التربية نتيجة إرتفاع أسعار الأعلاف ومتطلبات الرعاية، بالإضافة إلى ثبات سعر بيع الدجاج اللاحم.

وأشار أن سعر الدجاج اللاحم عن أرض المزرعة يتراوح  من ثمانية ونصف إلى إحدى عشر ونصف وهذا السعر لا يناسب متطلبات وتكلفة إنتاج هذه السلعة في الوقت الحالي، مضيفا إلى سعر طن العلف 3500 شيكل مقارنه بالسابق بزيادة 50% على الثمن الأول.

وليس العلف وحده من شهد غلاء عاليا بالأسعار، بل كل متطلبات هذه المهنة تعرضت الى نفس الوباء، والمواطن محمود السموني هو أيضاً من مربي الدجاجة الذين لا يقلوا وضعهم سوء عن المربي عرفات، فيتشابه أصحاب هذه المهنة بنفس الظروف والمصاعب التي تواجههم، نظراً على ما يحمله لهم هذا العمل الشاق من أعباء مصرفية، ربما تقرهم لمغادرة مهنتهم إلى غير رجعة نظراً إلى سعر التعلية المفروضة عليهم في جميع المتطلبات اللازمة.

 لإنقاذ المهنة من هذا الدرك في البطالة والفقر يطالب المواطن السموني الحكومة في قطاع غزة إلى النظر لهم بعين العناية ومساندة المزارعين ودعمهم للإستمرار بالتربية، خاصة مع إرتفاع سعر الصوص والدواء والاعلاف والمتطلبات التي تلزم المنتج في السوق المحلي، نظراً لاسيما مع وجود فصل الشتاء الذي يحتاج ايضا المزيد من الدفئ وذلك يزيد من سعر تكلفة الإنتاج.

وعلى سبيل المثال لحصل دواء الرشح (التايلندي) الذي شهد إرتفاع في ثمنه فتبين خطورة الازمة، ويأكد السموني نحن لا نستطيع رفع سعر الدجاج في المزرعة لان المواطن لا يستطيع تحمل هذه الأعباء، ويلهمه إعتقاد خاطئ بأن التاجر هو من يستطيع تحمل الغلاء وحده، ونحن لم نصبح بتجار في المعنى الحقيقي وإنما مجرد مربين نربي ونبيع لكسب لقمة العيش، وفي كثير من الأحيان لا نقدر على تحصيل الأتعاب من هذه المهنة ولكن ما يطرنا لها عدم وجود غيرها وشغل وقت الفراغ.

مربي الدجاج اللاحم ليس هم الأقل سوء عن مربين باقي الطيور والإنتاج الحيواني  فجميعهم خضع الى نفس المشكلة ونفس الضائقة وهو ما يجعلنا نواجه خطر إنقراض الإنتاج الحيواني في القطاع، وإقتصارها على بعض التجار المحسوبين على الحكومة في غزة وضياع التاجر الذي يسمى بين العوام التاجر العاني وسيؤدي بدوره الى إحتكار هذه السلعة بيد بعض الاشخاص ومن ثم عدم وجود نقابة تضمن حقوق باقي المربيين لهو ايضا دور كبير في إستكمال المربي لعمله.