في ظل مباحثات تبادل الأسرى.. هل نقترب من هدنة قصيرة أم وقف كامل للحرب؟

بي دي ان |

20 ديسمبر 2023 الساعة 01:35م

صورة من الحدث
في ظل استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها الدموية على قطاع غزة، يبذل الوسطاء جهود ومباحثات بشأن عقد صفقة تبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، والتي يمكن أن تصل لوقف الحرب، سواء لهدنة قصيرة أو طويلة الأمد.

ويكمن الخلاف بين إسرائيل و"حماس" حول الهدنة، في رغبة تل أبيب بهدنة قصيرة للتبادل، فيما تشترط "حماس" وقفا كاملا للحرب الراهنة، من أجل عقد صفقة تبادل للأسرى.

‏وفي هذا الإطار، كشف الرئيس الإسرائيلي، "يتسحاق هرتزوغ"، أمس الثلاثاء، إن بلاده على استعداد للتوصل لاتفاق بشأن هدنة إنسانية جديدة بهدف الإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، بحسب قوله.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "معاريف" العبرية، نقلا عن "هرتزوغ"، فأن "إسرائيل على استعداد لإتمام هدنة إنسانية جديدة مع حماس، من أجل إطلاق سراح الرهائن والأسرى الإسرائيليين لديها، في قطاع غزة".

وأردف "هرتزوغ"، أن "المسؤولية تقع بالكامل على عاتق كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وقيادة الحركة نفسها".

أما فيما يتعلق بإمكانية عقد صفقة جديدة للتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وعن أي شروط سيتم تنفيذها، طرح الخبراء عدد من السيناريوهات.

ثلاثة سيناريوهات

من جانبه، كشف الخبير السياسي الفلسطيني، ورئيس منتدى "العلاقات الدولية للحوار والسياسات"، "شرحبيل الغريب"، إن "هناك جهودا كبيرة تبذل بهدف عقد لصفقة تبادل، إلا أن في نفس الوقت، هناك اختلاف في الطروحات التي يتم تداولها، حيث تريد حماس وقف إطلاق نار كامل في غزة، ومن ثم التفاوض، في المقابل تريد إسرائيل في التهدئة مقابل صفقة التبادل".

وتابع": "المشهد الدائر يضع عدة سيناريوهات أمام مشهد الحرب المعقدة في غزة، ومستقبل القتال الراهن، الأول ممارسة ضغوط تنتهي بهدنة يتخللها صفقة تبادل، بشرط أن يتبعها وقف إطلاق النار في القطاع".

أما عن السيناريو الثاني، بحسب "الخبير السياسي"، يتحدث عن مواصلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، علاوة على زيادة الضغط على المدنيين الفلسطينيين، من أجل عقد صفقة تبادل بنفس الطريقة والآلية التي تمت في المرة الأولى، قبل تجدد القصف الإسرائيلي من جديد.

وهناك "سيناريو ثالث"، وهو أن "تتفاقم إسرائيل الخلافات الداخلية في إسرائيل والتظاهرات من أسر الجنود الأسرى بيد المقاومة الفلسطينية، مما يسهل عقد صفقة تبادل بحسب شروط حركة حماس"، وفقاً لما ذكره المصدر".

 فيما اعتبر" أن "مواصلة الحرب بوتيرة أكبر وسيلة لبقاء نتنياهو في السلطة".

هدن قصيرة

وفي سياق متصل، أكد "فادي أبو بكر"، المحلل السياسي الفلسطيني، أن "تل أبيب غير قادرة على حسم الحرب الراهنة في قطاع غزة، حتى الآن، أو تحقيق أي انتصار ملموس على الأرض، مع زيادة التظاهرات للضغط على الحكومة الإسرائيلية، من أجل لإفراج عن المحتجزين في غزة".

وأردف "أبو بكر": "مع تفاقم الخلافات الأمريكية الإسرائيلية على طريقة إدارة الحرب في غزة، يبدو أن سيناريو الهدن القصيرة التي تتضمن تبادل دفعات جديدة من الأسرى هو الأقرب والأكثر توقًا"، مشدداً على أن "تصريحات نتنياهو الإعلامية التصعيدية تأتي بهدف رفع سقف المطالب الإسرائيلية عند حسم أي نقاشات أمنية مستقبلية بخصوص القطاع".

أما فيما يخص التفاوض بشأن الأسرى، رجح "المحلل السياسي"، أن نشهد في الأيام القادمة تراجع حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية لجهة التركيز على أهداف محددة لتحقيق "صورة نصر ولو شكلية"، ولا يمكن الحديث عن ملف الأسرى بمعزل عن الأرض؛ لاسيما منطقة شمال القطاع.

واستطرد "المحلل السياسي"، قائلًا: "سيسعى الاحتلال لتمركز قواته في مواقع محددة هناك، خصوصاً وأن معالم النقاش العالمي عن مستقبل غزة بعد الحرب تتمحور بشأن قوات دولية كمرحلة انتقالية تؤسس لسلطة فلسطينية تدير غزة".

وفي السياق ذاته ، لفت "أبو بكر"، إلى أنه "من هذا المدخل ستحاول تل أبيب استخدام هذه الورقة للضغط والمناورة قدر الإمكان وربط ملف أسرى الاحتلال بملف تسليم غزة، وكيفية ذلك للحد من أكبر قدر ممكن من الخسائر للاحتلال على كل المستويات، سواء في ملف أسراه أو غيره".

والجدير بالذكر أن القناة الـ 12 العبرية، أكدت أن "الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، وافقت على إجراء مفاوضات بين رئيس جهاز "الموساد" ديفيد بارنياع، مع قطر ومصر، لإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة".