وسعت فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت، من رقعة المناطق المستهدفة بقذائفها الصاروخية في مواقع ومستوطنات ومدن كيان الاحتلال الإسرائيلي، ردا على العدوان الدامي المستمر على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي.

ودوت صفارات الإنذار في مدينة تل أبيب للمرة الأولى منذ بدء رد فصائل المقاومة على عدوان الاحتلال الموسع على غزة في اليوم السابق، الذي افتتحه باغتيال القيادي البارز في سرايا القدس تحسين الجعبري.

وقال جيش الاحتلال، إن الفصائل الفلسطينية أطلقت حتى الآن أكثر من 350 صاروخا على مدن وبلدات محتلة في الداخل، حتى ساعات مساء السبت، بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الالكتروني.

واستهدفت فصائل المقاومة بصواريخها مدن أخرى في وسط كيان الاحتلال بعد ساعات من قصف مماثل باتجاه بلدات على طول الحدود ومدن في الجنوب.

وسقط أحد الصواريخ في منطقة مكتظة بالمستوطنين في عسقلان في ساعات المساء، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، وفق "يديعوت أحرونوت".

فيما دوت صافرات الإنذار أكثر من مرة يوم السبت، في مستوطنات "سديروت" و"إيبيم" و"نير عام".

وأصابت صواريخ المقاومة مصنعًا في مدينة سديروت، ومبنى في مدينة عسقلان (جنوب فلسطين المحتلة)، بحسب إعلام عبري.

وذكرت قناة "12" العبرية، أن "صاروخا سقط بشكل مباشر على مصنع في مستوطنة سديروت، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية، دون وقوع إصابات".

وأشارت القناة إلى أن "صاروخا آخر سقط على مبنى في مدينة عسقلان، دون وقوع إصابات أيضًا".

وأضافت أن "الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية مؤخرًا، سقطت في مدن سديروت وعسقلان وأشدود، رغم اعتراض بعض الصواريخ عبر نظام القبة الحديدية".

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصف عند الساعة التاسعة من مساء السبت مدن تل أبيب وأسدود وعسقلان وسديروت برشقات صاروخية كبيرة، ضمن عملية أطلقتت عليها "وحدة الساحات".

وقبل ذلك، قالت إنها استهدفت بأكثر من 100 صاروخ أسدود وسديروت وعسقلان ردًا على العدوان الغاشم على قطاع غزة.

وجاء قصف السرايا عقب تنفيذ طائرات الاحتلال الحربية ومدفعيته عدة غارات على مناطق متفرقة بقطاع غزة اليوم السبت، مما أدى إلى تدمير العديد من المباني السكنية وتسويتها بالأرض، فضلا عن ارتقاء عدد من الشهداء في سلسلة استهدافات.

وأضافت سرايا القدس أنها قصفت كل من المواقع العسكرية الإسرائيلية "صوفا" و"موقع 16"، و"النصب التذكاري"، وإيرز، و"نير عوز" و "كيسوفيم" و "بوابة المطبق" بعدد من قذائف الهاون.

وضمن عملية "وحدة الساحات" فقد طالت الصواريخ غرف القيادة والسيطرة في موقع "ناحل عوز" بعشرات قذائف الهاون وتحوله لبقعة نار ضمن الاستمكان المدفعي.

ووفق بيانات "السرايا" المتتالية فإن صواريخها طالت مستوطنة كيسوفيم، وموقع "فجة" العسكري،

من جانبه، أمر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، السبت، بمواصلة الغارات في غزة ضد حركة الجهاد الإسلامي، فيما لوّح متحدث باسم الجيش بالتوسع برا وجوا داخل القطاع، بحسب وسائل إعلام عبرية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن غانتس أجرى تقييما للوضع بمشاركة مسؤولين عسكريين.

وأضافت: "وجّه غانتس بمواصلة الجهود الهجومية ضد الجهاد الإسلامي، مع التشديد على إجراءات لإحباط إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل".

فيما نقلت قناة "كان" الرسمية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال العميد "ران كوخاف" قوله: "نحن في حملة مركزة ضد الجهاد الإسلامي، وسنواصل الهجمات واسعة النطاق من البر والجو".

وأضاف "كوخاف": "إذا احتجنا إلى التوسع برا وجوا أو بأي وسيلة أخرى، سنفعل ذلك، ولن يُهدد أحد أو يُقيّد، لا غلاف غزة (المناطق الإسرائيلية المحيطة بالقطاع)، ولا أي مدينة أو مواطن"، على حد تعبيره.

وتبين أن كتائب شهداء الأقصى "لواء العامودي" أعلنت صباح اليوم، مسؤوليتها عن قصف مستوطنة سديروت بعدد من الصواريخ.

فيما قالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية، إنها استهدفت مستوطنة سديروت بقذائف الهاون عيار 100 ملم، وقصفت "كفار سعد" بقذائف الهاون عيار 120 ملم، ورشقة صاروخية.

كما أطلقت كتائب "أبو علي مصطفى" قذائف الهاون عيار 100 ملم، على موقع ناحل عوز شرق غزة، وفق ما أوردته في بيانٍ لها.

وعلى إثر إطلاق صواريخ المقاومة دوّت صفارات الإنذار صباح اليوم، في جميع مستوطنات غلاف غزة، ومناطق أخرى من الأراضي المحتلة، بينما حاولت القبة الحديدية التصدي لها.

ووفقًا لما نقلته قناة الجزيرة الفضائية عن جهات طبية إسرائيلية، فإن 40 إسرائيليا تم إسعافهم خلال الساعات الماضية، ولكن معظهم أصيب إما بسبب التدافع خلال الركض إلى الملاجئ، أو بسبب الرعب.

وذكرت نجمة داود الحمراء الإسرائيلية، في بيان نقلته قناة "كان" أن 5 أشخاص أصيبوا من بينهم 4 بجروح طفيفة خلال ركضهم نحو الملاجئ في مدينتي أسدود وسديروت، فيما أصيب خامس بحالة ذعر.

في حين نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إصابة 7 مستوطنين، صباح اليوم، جراء قصف صاروخي من المقاومة على مدينة عسقلان. وأصيب مستوطنين بجروح، ، إثر سقوط صواريخ المقاومة على مستوطنات غلاف غزة، وفقاً لما أوردته القناة 13 الإسرائيلية.

وكانت سلطات الاحتلال قد أمرت المستوطنين في المناطق المتاخمة للقطاع في شريط بعمق 40 كيلومترا الالتزام بتوجيهات الجيش والبقاء على مقربة من الملاجئ والغرف المحصنة، تحسبا من تعرض مناطقهم لإطلاق نار وصواريخ من القطاع.

بالإضافة إلى تعليمات أصدرها جيش الاحتلال، تقضي بتغيير مسار الهبوط والإقلاع في مطار اللد؛ تحسبًا لاستهداف المطار بالصواريخ.

ومنذ عصر أمس، تشن طائرات الاحتلال سلسة غارات جوية على مناطق متفرقة من القطاع، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الفجر الصادق" ضد حركة الجهاد الإسلامي، اغتالت فيها القيادي البارز تيسير الجعبري في واحدة من الغارات.