في خطوة غير مسبوقة اعترض نواب ديمقراطيون على بند يمنح "إسرائيل" مليار دولار لشراء صواريخ اعتراضية لـ"القبة الحديدية"، ما أثار جدلاً واسعاً داخل الكونغرس الأمريكي، ويُنذر في الوقت نفسه بمعركة محتملة حول هذه المسألة التي تم تأجيل البت فيها. فماذا يعني ذلك؟ وكيف يؤثر هذا الحدث على الاتجاه السياسي الأمريكي بشكل عام نحو إسرائيل؟

يأتي هذا في وقت حساس ودقيق للغاية، خاصة مع تفاعل قضية الأسرى الفلسطينيين على الساحة الفلسطينية، وهم الأسرى الذين باتوا حديث الكثير من الصحف ووسائل الإعلام الغربية والعالمية، خاصة مع دقة ما قاموا به. 

وأشارت تقارير إلى وجود حالة من التعاطف الكبير مع هؤلاء المعتقلين في عموم فلسطين، الأمر الذي أثار قلق دوائر بحثية محددة توجست من تصعيد الأوضاع الأمنية بغزة، الأمر الذي يؤثر بالنهاية على الضفة الغربية. وخرجت في هذا الصدد خلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية، غير أن الكثير من القوى الوطنية تحاول تهدئة خواطر هذه الأزمة. 

غير أن ما جرى بالكونغرس دفع "بي دي ان" إلى سؤال عمرو جوهر المحلل والخبير السياسي من العاصمة الأميركية واشنطن عن رؤيته بما حصل. 

وقال معقبا: " اعتقد أنه لا يوجد اعتراض داخل الكونجرس على مبلغ المليار دولار لتمويل نظام القبة الحديدية الإسرائيلي كما هو شائع في الاعلام بناء على اعتراض مجموعة من الديمقراطيون داخل الكونجرس، حيث يناقش مجلس النواب تشريعًا لتمويل الحكومة الفيدرالية حتى 3 ديسمبر ورفع حد الاقتراض في البلاد، وهو ما اجل النفقات الخارجية الاضافية ومنها نظام القبة الحديدية وليس رفضه". 

ويضيف جوهر "قدمت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 1.6 مليار دولار لإسرائيل لتطوير وبناء نظام القبة الحديدية، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونجرس الأمريكية العام الماضي، ويعكس هذا التمويل دعمًا قويًا دائمًا لمساعدة إسرائيل بين الديمقراطيين والجمهوريين". 

ويوضح أنه وفي مساء الثلاثاء ايضا قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيني هوير، إنه سيطرح مشروع قانون على مجلس النواب في وقت لاحق من هذا الأسبوع لتمويل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي بالكامل، وتوقع إقراره. وقال هوير "يجب أن نفعل ذلك .. إنه ضروري للغاية". 

ومن جانب آخر اجبر الصراع داخل الكونجرس بشأن نفقات فيديرالية داخليه خاصه بالشأن الأميركي على تاجيل المخصصات الإضافية الخارجية، ومنها نظام القبة الحديدية لفترة وجيزة قبل أن يتعهد قادة لجنة المخصصات بأن يتم تضمين تمويل النظام الإسرائيلي في مشروع قانون الإنفاق الدفاعي في وقت لاحق من هذا العام.، بالإضافة إلى المساعدات المالية والعسكرية، تقدم الولايات المتحدة أيضًا دعمًا سياسيًا واسع النطاق لإسرائيل، حيث استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 42 مرة ضد القرارات التي تدين إسرائيل ، من إجمالي 83 مرة استخدم فيها حق النقض (الفيتو) على الإطلاق.

ويوم امس الثلاثاء، تمكن أنصار فلسطين من أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، من إلغاء مليار دولار من التمويل العسكري لإسرائيل، خاصةً النظام الذي تطلق عليه دولة الاحتلال "القبة الحديدية".