حزيران غير قابل للنسيان

بي دي ان |

16 يونيو 2021 الساعة 09:54م

تاريخ لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، الرابع عشر من حزيران ذاك التاريخ الأسود الملطخ بدماء الأبرياء، يوم تجرأ فلسطيني على الدم الفلسطيني بلا مبرر ولا مغفرة حتى اللحظة ولا اظنها تكون. تاريخ أستطيع القول أنه غير مجرى القضية الفلسطينية لأنه وجد لتغيير مسارها وخربطة الأوراق والانجرار لمربع غريب عنا وعن ثقافتنا ولغتنا وهويتنا، نقزم الحدث والجريمة حين نطلق عليه انقسام أو انقلاب بل هو أسوأ وأخطر من كل المسميات لأنه نجح في اخطر مهمة، (مهمة لم يستطع العدو تنفيذها). حزيران المعبد بالدم ورائحة الشهداء وصمت المكلومين خوف من بطش الظالمين مازال شاهدا على كل تلك الجرائم التي تتنافى مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا. 

معضلة ذلك التاريخ أنه لم يتم الاعتذار عنه ولا تصحيح المسار فيما بعده. خمسة عشر عاما عجافاً ثقالاً لم تتراجع خلالهم حركة حماس عما اقترفت في ذاك اليوم ولا حتى الذين توسمنا فيهم الخير، الذين لم يشاركوا في هذا اليوم الأسود، كان الاعتذار واجباً والتصحيح إلزامياً، وطي تلك الصفحة لعا الضحايا وذويهم يغفرون رغم صعوبة الحدث. 

مؤسفة الحقيقة انهم عجزوا أن يكونوا جزءاً من الكل الوطني وطبيعي فشل محاولات المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، لأن هنالك خطان متوازيان لن يلتقيان مهما حاولنا تجميل الأمور فقد احترق الوجه وعمليات التجميل غير مجدية ولا مقنعة، هذا الجزء مُصر أن يبقى بعيد عن النسيج المجتمعي والوطني وغريب عنه، فلديه أجنداته الخاصة أو أن يعمل بالوكالة لغيره تارة ويحاول أن يكون بديلا لنظام سياسي، ولمنظمة التحرير الفلسطينية تارة اخرى. 

فلسطين ليست معركة واحدة، الشعب الفلسطيني على مدار عشرات السنوات وهو في حالة نضال دائم يقدم الضحايا والشهداء والجرحى والأسرى بالتالي لا يجوز أن يكون الهدف من المعركة هو الإزاحة والإحلال، يجب أن يكون الهدف نزح الاحتلال وكنسه، هدف يتلاءم مع عمق وعدالة القضية وقدسية الدماء الزكية التي نزفت.

فلسطينيتنا تستوجب تحرير الذات من التبعية للآخرين دون فلسطين وأننا جنود سواء لوطن يستدعي ثوار احرار، ومهم أن يتدارك الجميع أن لا سيد ولا عبد هراء كل ما نراه من استعلاء وفوقية لفئة اتجاه أبناء شعب سبقوهم بالنضال والأسر والكفاح، على الجميع أن يقف ويعيد حساباته فلا دوام لأحد، هنا وطن.. هنا إنسان هنا الفلسطينيون لا استهانة ولا احتقار ولا تحقير، هنالك دوائر ستدور والتاريخ لن يرحم.

مرحلة كي الوعي انتهت حتى صغائر الأمور وكبائرها واضحة جلية لم يبق سوا وقت هو قصير جدا في عمر الشعوب ويثور الشعب الحر على كل الظلم ويمحو بغضبه سنوات الظلام، فشعبنا لم يعد يملك ما يخسره، أنها بقايا الكرامة يا سادة.