فيسبوك تتهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتجسس على صحفيين ومعارضين.. والهيئة المستقلة تطالب بالتحقيق

بي دي ان |

22 ابريل 2021 الساعة 04:19م

أعلن موقع فيسبوك، إنه عطل حملة طويلة الأمد للتجسس السيبراني تديرها المخابرات الفلسطينية، والتي تظهر فيها جواسيس ينتحلون صفة الصحفيين ونشر تطبيق مفخخ لإرسال قصص عن حقوق الإنسان.

وفق وكالة "رويترز" اتهم موقع فيسبوك، في تقرير نُشر الأربعاء، ما قالت إنه الجناح السيبراني لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني الموالي للرئيس محمود عباس، بتنفيذ عمليات قرصنة بدائية استهدفت مراسلين ونشطاء فلسطينيين، والمنشقين، وكذلك الجماعات الأخرى في سوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط.

ورفض المتحدث باسم الامن الوقائي، كرمة ثابت اتهامات فيسبوك وقال: "نحترم الإعلام، نعمل في إطار القانون الذي يحكم عملنا، ونعمل وفق القانون والنظام. نحترم الحريات والخصوصية وسرية المعلومات".

وقال إن للخدمة علاقات جيدة مع الصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين.

وقال مايك دفيليانسكي، رئيس تحقيقات التجسس الإلكتروني في فيسبوك، لـ"رويترز" قبل نشر التقرير إن أساليب الحملة كانت فجّة، لكننا "نراها مستمرة".

وقال دفيليانسكي إن جهاز الأمن الوقائي كثف أنشطته خلال الأشهر الستة الماضية أو نحو ذلك. وقال إن فيسبوك يعتقد أن المنظمة نشرت حوالي 300 حساب مزيف أو مخترق لاستهداف ما يقرب من 800 شخص بشكل عام.

ولم يتم تحديد أي من الأهداف بالاسم. قالت فيسبوك إنها أصدرت تحذيرات فردية للمستخدمين المعنيين عبر منصتها وأزالت الحسابات المارقة.

وأضاف:" من المعروف أن نسب النشاط الضار عبر الإنترنت أمر صعب، لكن، إن أكبر شبكة اجتماعية في العالم "لديها نقاط بيانات متعددة تربط هذه المجموعة من الأنشطة بالأمن الوقائي وثقتنا في هذا الإسناد عالية جدًا."

وفقًا لتقرير فيسبوك، ركزت التقنيات المستخدمة من قبل الأمن الوقائي، بشكل كبير على خداع المستخدمين لتنزيل برامج تجسس جاهزة، على سبيل المثال عن طريق إنشاء حسابات وهمية على فيسبوك تحتوي على صور لشابات جذابة. 

وقال فيسبوك إن المتسللين تظاهروا أيضًا بأنهم صحفيون، وفي بعض الحالات، حاولوا الحصول على أهداف لتنزيل برامج تجسس متنكرة في شكل تطبيقات دردشة آمنة أو تطبيق لإرسال قصص متعلقة بحقوق الإنسان للنشر.

ونشرت بعض صفحاتهم على فيسبوك ميمات، على سبيل المثال تنتقد السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط، لجذب متابعين معينين.

وأضاف موقع فيسبوك أيضًا إنه اتخذ إجراءات ضد حملة أخرى طويلة الأمد مرتبطة بمجموعة قرصنة مختلفة، غالبًا ما يطلق عليها اسم "Arid Viper". ولم تذكر الجهة التي تقف وراء المجموعة.

وأوضح فيسبوك إن Arid Viper كان يدير حسابات مزيفة على فيسبوك و وانستجرام وأكثر من مائة موقع خبيث، بالإضافة إلى التوسع في برامج المراقبة على iOS. وأضافت أن الأهداف شملت مسؤولين بالحكومة الفلسطينية وقوات الأمن.

بدورها،  طالبت الهيئة المستقلة الحكومة الفلسطينية والنائب العام إجراء تحقيق شفاف
بشأن الوقائع الواردة في بيان شركة فيسبوك حول قرصة الانترنت في فلسطين
 
وقالت تابعنا في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"، البيان الصادر عن شركة "فيسبوك"/ قسم اعتراض التهديدات، يوم ٢١ إبريل ٢٠٢١، والذي قالت فيه أنها اتخذت إجراءات ضد قراصنة الانترنت في فلسطين.

ووفقا لما جاء في البيان المذكور، فإن شركة فيسبوك رصدت قيام مجموعات قرصنة تابعة لجهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية، وأخرى تعرف باسم "الأفعى القاحلة" وغير مؤكد جهة ارتباطها، بتنفيذ أنشطة عدائية استهدفت اختراق خصوصية مواطنين فلسطينيين تركزت بشكل أساسي في الضفة الغربية، وشملت صحفيين ومعارضين للحكومة ونشطاء حقوق الإنسان ومسؤولين في السلطة الفلسطينية وحركة فتح.

وأضاف البيان، إننا في الهيئة ننظر بخطورة بالغة لما ورد في بيان شركة فيسبوك، نظراً لما يشكله من تهديد خطير لحق المواطنين الطبيعي في الخصوصية وحرمة حياتهم الخاصة، والذي كفله القانون الأساسي الفلسطيني واعتبر الاعتداء عليه جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم.

وتابع البيان، وعليه فإننا في الهيئة المستقلة نطالب الحكومة الفلسطينية وعطوفة النائب العام لدولة فلسطين باجراء تحقيق شفاف بشأن جميع الوقائع الواردة في بيان شركة فيسبوك المذكور أعلاه وأي اختراقات أخرى واتخاذ المقتضى القانوني تبعا لذلك، كما نطالب الحكومة الفلسطينية بشكل خاص، باتخاذ إجراءات فورية لحماية خصوصية المواطنين وحرمة حياتهم الخاصة.