خرق البعض للقانون ليس مبررًا للتعامل بعنف

مراكز حقوقية بغزة: تطالب الجهات الرسمية بالتحقيق بحادثه وفاة المواطنة منال النوري بأزمة قلبية على أثر الاعتداء على ابنيها

بي دي ان |

23 سبتمبر 2020 الساعة 06:27م

أعلنت المصادر الطبية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، مساء يوم الأحد الماضي عن وفاة سيدة من مخيم النصيرات، وسط قطاع، بعد وصولها مغشي عليها إلى المستشفى بنصف ساعة، إثر تعرضها لأزمة قلبية حادة، خلال اعتداء الشرطة بالضرب على ابنيها ومحاولة اعتقال أحدهما، بسبب مخالفته قرار منع التجول، وفتحه دكانه بعد الساعة الثامنة مساءً.

قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" أنها تتابع حادثة وفاة المواطنة منال عبد الفتاح النوري (47 عاماً)، من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، التي أعلن عن وفاتها بتاريخ 21/9/2020 في حوالي الساعة 10:45 مساءً، وذلك إثر تعرضها للإغماء في منزلها بعد قيام دورية من الشرطة بالاعتداء على ابنيها محمد حمدان (23 عاماً)، ورجب حمدان (22عاماً)، لمخالفتهما قرار الإغلاق والإبقاء على "ميني ماركت" يمتلكه والدهما مفتوحًا، في غير الساعات المسموح بها، وفق قرار وزارة الداخلية ضمن إجراءات منع انتشار فيروس كورونا.

وأكدت الهيئة المستقلة أنها تواصل متابعاتها لاستكمال المعلومات الخاصة بالحادثة، والتأكد من البيانات الأولية التي وُثقت لديها، مطالية الجهات الرسمية بالتحقيق في حيثيات الحادثة، وتوضيح ما تتوصل إليه من نتائج تبين سبب الوفاة، ونشر تلك النتائج.

وفي السياق أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن الالتزام بالإجراءات الوقائية واجب قانوني ووطني، مشددا في الوقت نفسه على وجوب إلتزام الشرطة بالقانون والتعامل بحرص وحذر شديدين في فرض تلك الإجراءات.

ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 10:00 من مساء يوم الأحد الموافق 20 سبتمبر 2020، حضرت قوة من الشرطة إلى محل بقالة يملكه المواطن رجب حسام فايز حمدان، 22 عاماً، يقع أسفل منزله في مخيم النصيرات.   ودخل أحد أفراد القوة الشرطية إلى المحل وطلب رجب مرافقته لسيارة الشرطة بسبب فتحه المحل وعدم الامتثال لإجراءات الاغلاق وحظر التجول بعد الساعة الثامنة مساءً.  وقد تم اقتياده إلى سيارة الشرطة. 

في غضون ذلك، حضر شقيق صاحب المحل، محمد، 23 عاماً، فأخرج رجب رأسه من نافذة السيارة، لكن عناصر الشرطة أدخلوا رأسه واعتدوا عليه بالضرب بالهراوات. 

وحدثت مشادة بين أفراد الشرطة ومحمد، حيث قام بدفع أحد أفراد الشرطة، فاعتدوا عليه بالضرب بالهراوات. حاولت والدته، منال عبد الفتاح حمدان، 47 عاماً، التي تعاني من مرض سرطان الثدي، والتي نزلت للتو من الطابق العلوي في منزلها، محاولة تخليص محمد من أيدي أفراد الشرطة، لكنهم دفعوها.  

وأفادت مصادر في الشرطة للمركز بأن تحقيقاتها أكدت عدم تعرض السيدة حمدان للدفع أو. الاعتداء من أفرادها. وفور مغادرة أفراد الشرطة المكان مصطحبين معهم نجلها رجب، واثنين من أبناء عمه، سقطت على الأرض مغشي عليها.  وتجمع أقاربها حولها وقاموا بالاتصال بالإسعاف (الهلال الأحمر)، لكنه لم يصل، فاضطروا بعد حوالي نصف ساعة، إلى نقلها بسيارة خاصة لمستشفى شهداء الأقصى الى دير البلح. 

 وأدخلت على الفور، لقسم العناية المركزة، الا ان الأطباء بعد 30 دقيقة، أبلغوا العائلة بأنها توفيت.  وفي حوالي الساعة 10:00 صباح يوم أمس الاثنين الموافق 21 سبتمبر2020، جرى تحويل المتوفاة إلى قسم الطب الشرعي في مستشفى الشفاء بغزة، الذي أخبر العائلة أن سبب الوفاة كانت جلطة قلبية حادة، وأرادوا تشريحها، إلا أن العائلة رفضت ذلك، وقامت بدفنها في اليوم التالي.

وأكد المركز  الفلسطيني  لحقوق الإنسان على أن ظروف انتشار جائحة كورونا تحتم على الأجهزة الأمنية فرض إجراءات استثنائية، يجب على المواطنين الالتزام بها. وتخول هذه الحالة السلطات صلاحيات استثنائية، تشرعنها حالة الطوارئ المعلنة، منها تقييد بعض الحقوق والحريات، ولكن بشرط أن يكون القيد في حدود الهدف المعلن من حالة الطوارئ وفق ما أكدت المادة (111) من القانون الاساسي.

كما أكد المركز على ضرورة أن تتعامل الشرطة مع المواطنين بحذر أكثر ووفقا للمعايير، وإن تجاوز البعض أو خرقهم للقانون ليس مبررًا للتعامل معهم بفجاجة أو بعنف غير مبرر.

ودعا المركز المواطنين إلى الالتزام بإجراءات الوقاية من انتشار جائحة كورونا، بما فيها قرارات حظر التجول.