هدنة تنهي الحرب .. وتبقي المأساة
بي دي ان |
11 أكتوبر 2025 الساعة 05:38م

د. رانية اللوح
لأول مرة منذ سنتين عجاف يتنفس الفلسطينيون في غزة هواء خالي إلى حد ما ، من سموم المتفجرات المتناثرة في فضاءاتها والملتصق بحجارتها وجدرانها ، بلا صوت القصف والرعب الذي أرهب الفلسطينيين عامة وكبدهم خسائر معنوية ومادية لم تشهد مثلها أيا من الشعوب حتى في عهد النازية .
صفحة الإبادة تطوى بحذر شديد بعد الاتفاق على صفقة وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس التي استنجدت بأطراف عديدة ليشاركوها الموافقة على الصفقة ليتحمل معها آخرون لا علاقة لهم ببداية الفعل، وزر ما فعلته حماس دون الرجوع إلى أي طرف حين فكرت العبث بأرواح الشعب الفلسطيني ودون أي دراسة ولا تخطيط لمقامرتها ، والتعامل مع ملايين البشر " خسائر تكتيكية وأضرار جانبية لايجب الوقوف أمامها كثيراً.
شاركت بعض من الدول بالوصول إلى اتفاق لوقف الحرب كوسطاء، منهم من ساهم بثقله لوقف المقتلة والتهجير دفاعاً وإيماناً بالوجود الفلسطيني على أرضه ( مصر ) ومنهم لم من لم تكن مشاركته تطوعاً وإنما مقابل صفقة سلاح بينه وبين الكيان، بالعموم تمت الصفقة بين الكيان وحركة حماس التي يقول أحد ناطقيها " إن إسرائيل أرغمت على التوقيع ووقف الحرب، وتشعر بأنها خسرت استراتيجيا ، فيما تجرعت حكومة نتنياهو السم حين وقعت " .
في تصريح غريب وكأن الناطق لا يدري بما نطق وما تم الاتفاق عليه، وكأنه يتجاهل أن الصفقة هي أسوأ اتفاق يتم بين الكيان والفلسطينيين ( حزب يمثل نفسه ) ومع ذلك جر الفلسطينيين جميعاً لأسوأ اتفاق يخصهم ، في مشهد لا يتماشى مع المنطق والواقع .
الاتفاق الذي ليس فيه سوا وقف المقتلة دون تأكيدات لاستمرار الوقف ، أم لا في حال أخلت حماس ببعض البنود السرية المنصوص عليها في ملاحق لا يعلم عنها الفلسطينيين شيء ، ولم تظهرها حماس للشارع الفلسطيني ، والتي تمثل احتلال غزة بطريقة مختلفة بعض الشيء عن المعتاد ، مع احتفاظ الكيان وأمريكا بطموحهم الإقتصادي والاستثماري في غزة حتى هذه اللحظة وسيبقى .
لقد تم توقيع الصفقة الذي يمهل حركة حماس وقتًا إضافيا لالتقاط أنفاسها وربما احتباس أنفاسها قبل الرحيل ، وبدلاً من تقديم الأخيرة اعتذارا رسميا للشعب الفلسطيني يتمادى أفرادها المسلحين بإطلاق النار على المواطنين الذين عارضوهم وانتقدوهم فترة الحرب ، في استمرار لنهج كارثي تم انتقاده من قبل كتّاب ومثقفين ونخب نصحوا حماس آلاف المرات بالابتعاد عن هذا الاستعلاء والسلوك المدمر للسلم الأهلي وذلك دون جدوى .
وقفت المقتلة لكن تداعيات المعركة تطفو الآن ، لقد نجح الإحتلال بإثارة فتن وفوضى خلال العدوان لتستمر آثارها لما بعده .
إفرازات المعركة لم تنته بل بدأت من أولى لحظات دخول وقف العدوان حيز التنفيذ ، حيث المواطنين هرعوا لأنقاض بيوتهم لانتشال شهداءهم ، ودفنهم ، وإطلاق صرخات الوداع المكتومة بفعل معركة صراع البقاء أثناء المقتلة ، ثم أنه بداية تصفية الحسابات بين العائلات من جانب وبين حماس والعائلات من جانب آخر ، في حالة إثبات وجودها كقوة ضاربة ، في مشهد لا يتم فيه احترام الدماء ولا اللحظة القاسية التي يعيشها المواطنون بكل ما تحمله من تفاصيل مهولة .
مرحلة مابعد الحرب ، هي بداية لحرب أخرى ومن نوع آخر ، بالتالي ينبغي على حماس رفع يدها عن قطاع غزة المنكوب والمكلوم وفورا، وتشكيل جسم أو لجنة إنقاذ وماشابه ، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية في محاولة لضبط المشهد المنفلت ، وإدارة الأزمة بما يخفف من حدة الضغوطات لدى المواطنين ووضع حد للاقتتال الداخلي الذي يجعل الحياة جحيماً مرة أخرى ، وفي سياق الحديث عن اللجان ، فإننا جميعاً نشعر بالمرارة وأكثر من ذلك ، اتجاه تشكيل هيئة دولية استعمارية تحكم الفلسطينيين بعد كل سنوات النضال وآلاف الشهداء والأسرى والجرحى ومسح قطاع غزة بالكامل وضياع مستقبل ملايين البشر ، فما أبشع هذه الصفقة ، وما أبشع الاستخفاف بأرواح البشر والضحايا الذين ثبت أنهم لم يمثلوا قيمة حقيقية لدى طرفي الصفقة .
تجاوز الفلسطينيون الخطر الأول ( المقتلة ) ونتمنى أن نقفز عن خطر التهجير ، وأن ينهض المنكوبين والمكلومين لبناء غزة من جديد والتفرغ لمواجهة تحديات كبيرة أمامه بوحدة الأحرار وتكاتف الوطنيين ، وكان الله لشعبنا عوناً وسندا في مرحلته التاريخية الأصعب والأخطر على الإطلاق .
صفحة الإبادة تطوى بحذر شديد بعد الاتفاق على صفقة وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس التي استنجدت بأطراف عديدة ليشاركوها الموافقة على الصفقة ليتحمل معها آخرون لا علاقة لهم ببداية الفعل، وزر ما فعلته حماس دون الرجوع إلى أي طرف حين فكرت العبث بأرواح الشعب الفلسطيني ودون أي دراسة ولا تخطيط لمقامرتها ، والتعامل مع ملايين البشر " خسائر تكتيكية وأضرار جانبية لايجب الوقوف أمامها كثيراً.
شاركت بعض من الدول بالوصول إلى اتفاق لوقف الحرب كوسطاء، منهم من ساهم بثقله لوقف المقتلة والتهجير دفاعاً وإيماناً بالوجود الفلسطيني على أرضه ( مصر ) ومنهم لم من لم تكن مشاركته تطوعاً وإنما مقابل صفقة سلاح بينه وبين الكيان، بالعموم تمت الصفقة بين الكيان وحركة حماس التي يقول أحد ناطقيها " إن إسرائيل أرغمت على التوقيع ووقف الحرب، وتشعر بأنها خسرت استراتيجيا ، فيما تجرعت حكومة نتنياهو السم حين وقعت " .
في تصريح غريب وكأن الناطق لا يدري بما نطق وما تم الاتفاق عليه، وكأنه يتجاهل أن الصفقة هي أسوأ اتفاق يتم بين الكيان والفلسطينيين ( حزب يمثل نفسه ) ومع ذلك جر الفلسطينيين جميعاً لأسوأ اتفاق يخصهم ، في مشهد لا يتماشى مع المنطق والواقع .
الاتفاق الذي ليس فيه سوا وقف المقتلة دون تأكيدات لاستمرار الوقف ، أم لا في حال أخلت حماس ببعض البنود السرية المنصوص عليها في ملاحق لا يعلم عنها الفلسطينيين شيء ، ولم تظهرها حماس للشارع الفلسطيني ، والتي تمثل احتلال غزة بطريقة مختلفة بعض الشيء عن المعتاد ، مع احتفاظ الكيان وأمريكا بطموحهم الإقتصادي والاستثماري في غزة حتى هذه اللحظة وسيبقى .
لقد تم توقيع الصفقة الذي يمهل حركة حماس وقتًا إضافيا لالتقاط أنفاسها وربما احتباس أنفاسها قبل الرحيل ، وبدلاً من تقديم الأخيرة اعتذارا رسميا للشعب الفلسطيني يتمادى أفرادها المسلحين بإطلاق النار على المواطنين الذين عارضوهم وانتقدوهم فترة الحرب ، في استمرار لنهج كارثي تم انتقاده من قبل كتّاب ومثقفين ونخب نصحوا حماس آلاف المرات بالابتعاد عن هذا الاستعلاء والسلوك المدمر للسلم الأهلي وذلك دون جدوى .
وقفت المقتلة لكن تداعيات المعركة تطفو الآن ، لقد نجح الإحتلال بإثارة فتن وفوضى خلال العدوان لتستمر آثارها لما بعده .
إفرازات المعركة لم تنته بل بدأت من أولى لحظات دخول وقف العدوان حيز التنفيذ ، حيث المواطنين هرعوا لأنقاض بيوتهم لانتشال شهداءهم ، ودفنهم ، وإطلاق صرخات الوداع المكتومة بفعل معركة صراع البقاء أثناء المقتلة ، ثم أنه بداية تصفية الحسابات بين العائلات من جانب وبين حماس والعائلات من جانب آخر ، في حالة إثبات وجودها كقوة ضاربة ، في مشهد لا يتم فيه احترام الدماء ولا اللحظة القاسية التي يعيشها المواطنون بكل ما تحمله من تفاصيل مهولة .
مرحلة مابعد الحرب ، هي بداية لحرب أخرى ومن نوع آخر ، بالتالي ينبغي على حماس رفع يدها عن قطاع غزة المنكوب والمكلوم وفورا، وتشكيل جسم أو لجنة إنقاذ وماشابه ، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية في محاولة لضبط المشهد المنفلت ، وإدارة الأزمة بما يخفف من حدة الضغوطات لدى المواطنين ووضع حد للاقتتال الداخلي الذي يجعل الحياة جحيماً مرة أخرى ، وفي سياق الحديث عن اللجان ، فإننا جميعاً نشعر بالمرارة وأكثر من ذلك ، اتجاه تشكيل هيئة دولية استعمارية تحكم الفلسطينيين بعد كل سنوات النضال وآلاف الشهداء والأسرى والجرحى ومسح قطاع غزة بالكامل وضياع مستقبل ملايين البشر ، فما أبشع هذه الصفقة ، وما أبشع الاستخفاف بأرواح البشر والضحايا الذين ثبت أنهم لم يمثلوا قيمة حقيقية لدى طرفي الصفقة .
تجاوز الفلسطينيون الخطر الأول ( المقتلة ) ونتمنى أن نقفز عن خطر التهجير ، وأن ينهض المنكوبين والمكلومين لبناء غزة من جديد والتفرغ لمواجهة تحديات كبيرة أمامه بوحدة الأحرار وتكاتف الوطنيين ، وكان الله لشعبنا عوناً وسندا في مرحلته التاريخية الأصعب والأخطر على الإطلاق .