حرق الخيام في غزة تفضح المجتمع الدولي

بي دي ان |

07 ابريل 2025 الساعة 10:38م

المشرف العام
لقد صاحب تعيين إيال زمير ‏(مواليد 1966)، بمنصب رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، منذ 5 مارس 2025، عمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية بشكل أشرس مما كانت عليه الحرب على غزة على مدار 17 شهرا، لم يترك فيها جيش الكيان؛ مكان ولا بشر ولا بئر ماء ولا مدرسة ولا أي منشأة إلا ودمرها، ومع تعيين زمير الذي يريد إثبات حضوره بسيول دماء الفلسطينيين وأشلاءهم، وقد حدث ما أراد - ومازال - بعد تلقي دولة الكيان ضوءا أخضرا مما يقول (أنا ربكم الأعلى) فصدقه العالم بضعفهم.
 
لقد أتاح الضوء الأخضر من ترامب المجال للإعلام عامة مادة إعلامية سوداء يشيب لها الولدان لو كان المشاهدون بشرا حقيقيون؛ نشرات إخبارية شبه روتينية ليست يومية بل لحظية، (عشرات الشهداء، عشرات الجرحى، أشلاء، وجثث تأكلها الكلاب والقطط، مفقودين تحت الأنقاض، موت بسبب الجوع والعطش) نعم يموت الأطفال عطشا وجوعا وبردا في عصر الحضارات والديمقراطيات المزعومة ومؤسسات دولية، حقوقية وإنسانية ودينية، وجميعها تم كشف زيفها بعد الحرب على غزة، مؤسسات لاتعدو عبارة عن هياكل مهزوزة سقطت مع سقوط أول طفل من العطش، وصولاً لدفن رجال الإسعاف ورجال الإغاثة الدولية (مربوطين اليدين) وقد ألقوا في حفرة وجدوا بها شهداء. 

العالم المنافق لم يستطع الدفاع حتى عن موظفيه ولا عن مبادئه التي تم هدم المعبد عليها، فلم يعد هذا المجتمع الدولي يمتلك ذرة قوة للدفاع عن قيمه، وليس أدل على ذلك من دولة المجر الموقعة على اتفاق روما الذي تأسست المحكمة الجنائية الدولية بناء عليه، وانسحبت منه المجر قبل أيام، لتستقبل في بلادها مجرم الحرب نتنياهو. 

الدولة الفاشية تقوم بحقل تجارب يومية على الشعب الفلسطيني، فقد استخدمت مؤخرا صواريخ جديدة تطايرت جثامين الأطفال بفعلها إلى السماء، بفعل صواريخ إسرائيلية دون تحريك أي ساكن من عالم هزيل لايحمل سوا شعارات خالية الدسم والفعل، (490) طفلا قتلوا خلال عشرون يوما، هل بات الفلسطينيون أرقاما؟! 

لا أظن أن التاريخ سجل أكثر من بيانات الشجب العربية والدولية، ولا أكثر من نداءات الشعب الفلسطيني لشعوب العالم ومؤسساته الدولية المتهالكة، واستمراراً لخنق دور هذه المؤسسات تم ليلة أمس صفع الاتحاد الدولي للصحفيين بعد أن أقدمت طائرات الاحتلال الغادرة بقصف خيمة للصحفيين داخل مستشفى ناصر في خانيونس جنوب قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد صحفيين وإصابة ما يقارب تسعة آخرين، وبهذا تكون دولة الكيان المارقة قد صفعت جميع المؤسسات الدولية من خلال الإعتداء على موظفينهم وصفع قوانينهم واتفاقياتهم الدولية والتي كانت إسرائيل ولاتزال جزءا منها.

الحدث الجلل والأعظم في قصف الصحفيين هو حرق صحفي واشتعال النيران به أمام الكاميرات وهو جريمة متكاملة الأركان، تضاف لآلاف الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها هذا الكيان القاسي بحق الفلسطينيين في غزة والضفة، ويتساءل الفلسطينيون إلى متى هذا الصمت الدولي؟! سوا بعض الأحرار الذين يقوموا بفضح الانتهاكات الإسرائيلية وجرائمهم والتي لن تكون آخرها الفتاة المغربية (إبتهال أبو السعد) التي وقفت في الذكرى الخمسين لتأسيس شركة مايكروسوفت خلال الاحتفال الرسمي ووجهت اتهاما مباشراً لمصطفى سليمان (المدير التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في الشركة) من أصول عربية - بالتواطؤ في سفك الدماء، كما اتهمت ادارة مايكروسوفت بالتورط في دعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي عبر تزويد جيشه بالتقنيات والسيرفرات التي تستخدم في تنفيذ جرائم الإبادة. لقد فعلت هذه الحرة مالم تفعله دول، فهل تكون إبتهال نموذج يحتذى به كل في عمله؟! 

لقد بات مطلوب فلسطينيا وعربيا ودولياً ومن كل الأحرار في العالم، الخروج بمسيرات ومظاهرات تجوب الميادين في كل دول العالم للتنديد بجرائم الاحتلال والمطالبة بوقف الحرب وإنسحاب الاحتلال من الأراضي الفلسطينية، فإذا مررت إسرائيل وحليفتها أمريكا مخطط الشرق الأوسط الجديد (المزعوم) فإنها ستزحف زحفا استعماريا بأشكال مختلفة والهدف واحد هو السيطرة الكونية وسيطال الجميع ولو بطرق مختلفة، فليت العرب والمسلمون يبدؤا ليقفوا أمام مسؤولياتهم أولا ولحماية دولهم ثانياً، بما فيها الدول المطبعة لتعلن الشعوب رفضها الكامل لاتفاقيات التطبيع التي لن تكون يوما حصانة لهم.