هل اعتاد السياسيون والمفاوضون المشهد ؟؟ !!
بي دي ان |
10 يونيو 2024 الساعة 05:28م
تقول الصحافية اليهودية اليسارية: عميرة هاس "لقد قام ثلاثة الآف جندي إسرائيلي بعملية تحرير (أربعة) أسرى إسرائيليين محتجزين في مخيم النصيرات، قتل منهم ثمانية عشر جندي إسرائيلي من ضمنهم قائد فرقة اليمام "ارنون زاموا"، وأصيب خمس وعشرين جندي .
هذا الكم الهائل من الجنود الإسرائيليين الذي تم استخدامه بعملية تحرير الرهائن أول أمس السبت 8 يونيو الجاري في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة "منطقة السوق تحديداً"، والتي تعتبر من أكثر المناطق سكاناً وازدحاماً، هو دليل واضح وفاضح على استعداد هذا العدو لقتل المئات بل الاف الفلسطينيين في سبيل تحرير رهينة واحدة دون أي اعتبار لحياة أولئك المواطنين وسلامتهم، ولهذا فاق الشهداء في هذه المجزرة البشعة (208) شهداء وإصابة أكثر من (200) جريح على أقل تقدير، إضافة إلى تدمير المنازل ومناطق سكنية كاملة، ضاربة بعرض الحائط (كعادتها) كل القرارات والقوانين الأممية والقانونية والإنسانية والأخلاقية .
لم يكن غريباً على الإطلاق مشاركة قوات أمريكية في الهجوم البشع والدامي على مخيم النصيرات، والذي خلف مئات الضحايا دون أي ذكر أو إشارة لأولئك الضحايا المدنيين الذي ساهمت أميركا بشكل مباشر في قتلهم، بل على العكس فور انتهاء المجزرة، أشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان بعمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي نفذت هذه العملية (الجريئة) على حد قوله، متجاهلاً سيل الدماء والأشلاء والضحايا من المدنيين، ولعل موقف الاتحاد الأوروبي اختلف عن الأمريكي بتصريح جوزيب بوريل مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد ، فبجانب ترحيبه بتحرير الرهائن، أدان المجزرة التي ارتكبها جيش الكيان بحق الفلسطينيين، مطالباً بالوقف الفوري بما وصفه "حمام الدم في غزة".
ردود الفعل العربية على مجزرة النصيرات كما ترغب الرسمية العربية (وترغم) على تكرار الرد عند أي مجزرة إسرائيلية ضد الفلسطينيين، من حيث الإدانة بشدة وبعمق، وشديد وكبير أسفنا، إلى آخره من مصطلحات الخيبة والخذلان دون اتخاذ أي موقف فعلي يليق بحجم الجريمة ويرد اعتباراً للضحايا والدماء المنسابة، وبما يليق بكرامة وآدمية الإنسان، ولو بالفعل القليل، وكما اعتادت وألفت الرسمية المشهد وسخافة الرد، اعتاد الفلسطيني الخذلان.
أمريكيا: لم تخجل ولا لمرة واحدة وهي تشير في كل مناسبة دعمها لإسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها، وصولاً إلى تصريحات أمريكية بمشاركتها في مجزرة النصيرات وهذا يستدعي فلسطينياً إبعاد أميركا عن دور الوسيط كونها طرفاً سافراً ووقحاً في حرب الإبادة على غزة.
وفي العودة للرهائن المحتجزين لدى المقاومة كان لابد من تساؤلات عدة، أولها كيف لحماس أن تجعل وسط الازدحام السكاني الهائل كمخيم النصيرات مخبأ للرهائن؟ وكيف وصلت الاستخبارات الإسرائيلية لهم؟، وهل فعلا تم بيع المعلومات بثلاثة ملايين دولار؟، وهل استطاعت حماس تحديد الخائن؟.
لقد نشرت كتائب القسام أمس فيديو تشير من خلاله إلى أن جيش العدو حرر أربعة محتجزين في حين قتل ثلاثة آخرين في ذات المنطقة، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، وهذا التصريح غير الموفق يأخذنا لشمال غزة بعد إعلان الاحتلال (تطهير) الشمال من المقاومة على حد زعمهم، تعود المقاومة لإطلاق صواريخها من ذات المنطقة، ثم يقوم الاحتلال بالعودة مرة أخرى وبشراسة أكبر لتدمير كل شيء أمامه بشكل جنوني، فهل للقسام أن يفيدنا بهدف النشر وبهذا المضمون؟ !!
لم تكن المراجعات النقدية وإعادة تقييم النتائج عيباً، وإنما الكارثة هي تكرار الأخطاء والتصلب عند موقف معين دون استخلاص العبر، ما حدث في مجزرة النصيرات أُم الكوارث، وأن نخسر أكثر من خمسمائة ما بين شهيد وجريح مصيبة، وأن يعتاد السياسيون والمفاوضون هذا المشهد والدم والأشلاء مصيبة أكبر.