خطاب الرئيس عباس.. وعوار الأمم المتحدة

بي دي ان |

23 سبتمبر 2023 الساعة 12:36م

المشرف العام
"لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة"، هذا ما بدأ به الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابه للعالم من على منبر الأمم المتحدة ( 21/9/2023 ) رسالة واضحة وصريحة قبل البدء بالحديث عن تفاصيل وجوهر القضية مفادها أنه لن يهنأ بال أي أحد في المنطقة دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية؛ خاصة في ظل مواصلة اليمين الإسرائيلي العنصري، الاعتداء السافر على شعبنا وإمعانه من خلال جيشه ومستوطنيه في ترهيب وقتل المدنيين الأبرياء وسرقة الأموال الفلسطينية. 

جثامين محجوزة، وأشار أبو مازن إلى ستمائة جثمان شهيد محجوزين لدى إسرائيل، متسائلا لماذا يتم حجز هذه الجثامين؟! 

الرئيس عباس، تحدث عن معاناة شعبه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة سواء كان على منبر الأمم المتحدة أو من على أي منبر آخر يتيح له الحديث عن المزاعم الإسرائيلية وانتهاكاتها للحقوق الفلسطينية، وممارستها لسياسة الفصل العنصري '"الأبارتايد" على مرأى ومسمع العالم، يصاحبها انتهاكاتها (إسرائيل) للمواثيق والأعراف الدولية. 

لم يغب على الرئيس الفلسطيني شرح الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخرق الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة وبالذات المسجد الاقصى المبارك، الذي أقرت الشرعية الدولية أنه حق حصري للمسلمين وحدهم، بما في ذلك مصلى باب الرحمة، وحائط البراق طبقًا لقرار عصبة الأمم لعام ( 1930 ). 

وحذر أبو مازن من انفجار قادم في حال استمرت إسرائيل في حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى. 

وفي تحد حقيقي ومكاشفة كان لا بد منها، حمل الرئيس إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن معاناة الشعب الفلسطيني مطالبا منهم الاعتراف والاعتذار وجبر الضرر، وتقديم التعويضات وفق القانون الدولي، "قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية" حيث أعاد إلى الأذهان مرة أخرى ضرورة تنفيذ القرارين 181 و القرار 194، رغم المطالبة بتنفيذهم عشرات المرات ومن على ذات المنبر وعبر خطابات عديدة، لكن يبدو واضحا العوار الذي يحيط بهذا الصرح الدولي الذي بكل أسف لم يستطع الدفاع عن قراراته التي يقرها. 

لا أعتقد أن الرئيس عباس غفل في خطابه عن أي قضية أو تفصيل أو معاناة يعاني منها الشعب الفلسطيني إلا وذكرها وحمل من هو مسؤول عنها المسؤولية الكاملة. 

إصرار واضح وثبات على موقف وطني بامتياز لا بد من الثبات عليه، خاصة لتكون رسالة قوية ومنطقية للدول التي تفكر بالتطبيع المجاني مع إسرائيل من جانب، وللمنظمات الدولية لأخذ دورها وتحمل مسؤولياتها من جانب آخر، خاصة فيما يتعلق بعودة الحق الفلسطيني، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجروا منها في عام 1948، وكذلك كنس الاحتلال عن فلسطين، ووضع حد لجرائمه والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشريف، ووقف التحد السافر لقرارات الشرعية الدولية. 

بعد هذا الخطاب بات مطلوب عرض إسرائيل وفضحها أمام جميع الأطراف المعنية استعدادا لمعاقبتها على جميع الجرائم المرتكبة بحق كل ماهو فلسطيني. 

ما زال أمام الفلسطينيين تحد كبير في ظل حكومة يمينية متطرفة ومن شدة وقاحتها تطالب بتطبيع مع "سعودي" مجاني دون  اعطاء أي من الحقوق الفلسطينية لأهلها. 

حكومة تلغي أصحاب الأرض والحق، 
لذلك وفي ظل هذا المشهد السياسي بات مطلوبا خطة إستراتيجية واضحة يلتف حولها الكل الفلسطيني للضغط بأكثر من اتجاه ما بين التوجه للمحاكم الدولية لمعاقبة إسرائيل، وبين الحفاظ على صمود المواطنين والاستمرار بالمقاومة الشعبية للتصدي لجرائم الاحتلال وحماية أبناء شعبنا. 

ما زال الطريق طويل ويحتاج لتضحيات كبيرة، لكن الأهم أن تتوفر إرادة فلسطينية شاملة لمواجهة الاحتلال بدل من الانشغال بأنفسنا وببعضنا وبكل ما يمكن أن يشغلنا عن مواجهة العدو الحقيقي في معركتنا الوجودية.