وسط هتافات المشجعين وصافرات الحكم، وفي أجواء تنبض حيوية ونشاط، يمارس فريق كرة قدم من فئة قصار القامة داخل صالة سعد صايل الرياضية بغزة، يستجمعون كل قواهم وإصرارهم على تحدي ظروف الإعاقة ضمن تدريبات مكثفة، على أمل المشاركة في بطولات دولية، وتمثيل فلسطين ورفع العلم الفلسطيني عالياً.

وفي الآونة الأخيرة، بذل فريق فلسطيني من قصار القامة شُكَل في لبنان عام 2021 جهود حثيثة، لانضمام الفريق الذي تم تشكيله في قطاع غزة، في محاولة لتكوين أول منتخب وطني من قصار القامة.

طموح عالية

ويقول هيثم السقا أحد اللاعبين في نادي فلسطين لقصار القامة: "إن فكرة الفريق كانت موجودة فعلياً من قبل أشقائنا الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في لبنان، حيث يمارسون اللعب منذ عامين ونصف ولديهم اعتراف من الفيفا الدولية، ويمثلون فلسطين في مختلف البطولات الدولية".

ويضيف السقا في حديثه لوكالة "الرأي": "جرى تواصل ما بين الفريق الموجود بالمخيم في لبنان وبعض أعضاء الفريق الموجودين في قطاع غزة، في محاولة لأن يكون المنتخب مشكل ما بين خارج فلسطين وداخلها"، موضحاً أن تشكيل الفريق بدأ بثلاثة أعضاء ثم وصل العدد إلى تسعة لاعبين.

ويأمل اللاعب أن يكون لهم نصيب للمشاركة في البطولات في لبنان والبطولات الدولية في الفترة القريبة القادمة، خاصة في ظل التدريبات المكثفة التي يتلقاها الفريق، لافتاً إلى أن هدف تشكيل الفريق تمثيل دولة فلسطين، ورفع العلم الفلسطيني في البطولات الخارجية، بالإضافة إلى تواجدهم مع شركائهم في لبنان.

وتصل الكثير من الدعوات لفريق كرة القدم المشكل من قصار القامة بغزة بشأن المشاركة في بطولات خارجية والتدريب خارج غزة، في وقت يسعى فيه الفريق للوصول للعدد الذي يمكنه من المشاركة في الخارج واللعب والتدريب.

تحدٍ كبير

من جهته، يقول علاء مقداد أحد اللاعبين في نادي فلسطين لقصار القامة: "نسعى لأن يكون لنا رابطة تجمعنا، وأن يكون لنا نادي خاص بنا على أمل تمثيل فلسطين في الخارج، فكانت زاوية كرة القدم هي الأقرب لتجمعنا كقصار قامة لدينا ثقافة واحدة وهموم واحدة، وأفكار واحدة تهدف لتعزيز هوايتنا".

ويؤكد مقداد لـ "الرأي" أن لديهم نادي فلسطيني في لبنان يجمعهم على أمل تمثيل دولة فلسطين في الخارج، أو الانضمام للمنتحب الفلسطيني خارج فلسطين.

ويضيف: "النادي في دولة لبنان الشقيق يحصل على صورنا ويشجعنا ويتواصل معنا، ويبذل جهود مكثفة لانضمامنا في أي بطولات خارجية، في وقت نقوم فيه بتدريبات مكثفة على أمل الذهاب والمشاركة خارج قطاع غزة، ورفع العلم الفلسطيني في المباريات الدولية"، مشيراً إلى أن هذا يمثل تحدياً كبيراً لهم، وأنه دليل على أن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

دعم وتشجيع

وفي جانب دعم اللاعبين من ذوي الاعاقات وقصار القامة، يقول غسان محيسن مدير الإعلام في المجلس الأعلى للرياضة بغزة: "إن المجلس يقدم دعم وتسهيلات من خلال توفير صالة التدريب والمدربين والتجهيزات الفنية اللازمة للتدريب، إلى جانب الدعم الذي يقدم للجنة البارالمبية المشرفة على ألعاب ذوي الإعاقة، من خلال التوجيهات والمتابعة وتقديم الدعم المادي".

ويضيف محيسن في حديثه لـ "الرأي": "أن هناك تشجيع دائم من قبل المجلس الأعلى للرياضة لدعم كل الألعاب لذوي الإعاقة ومنهم منتخب قصار القامة"، موضحاً أن تشكيل الفريق يساعد قصار القامة على ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

ويؤكد أنه من خلال جهاز فني يشرف على تطوير قدراتهم ويؤسس لمنتخب، يمكن أن يمثل فلسطين في البطولات الخاصة باللعبة، مشيراً إلى هذا جزء من الرؤية التي يسعى لها المجلس الأعلى للرياضة، حيث أن ألعاب ذوي الإعاقة ومن خلال المنتخبات التي تشارك من فلسطين تحقق نتائج مرضية، وغالباً ما تحقق إنجازات كبيرة.