كان يا ما كانش

بي دي ان |

21 يوليو 2023 الساعة 01:40ص

الكاتب
قلنا في مقال سابق: الدجل ليس مجاله عالم الجن والعفاريت فقط. الدجل يعرف طريقه إلى كل المهن هناك الحزبي الدجال والكاتب الدجال والمثقف الدجال والفنان الدجال والسياسي الدجال؛  وسبحان الذي يُغير ولا يَتغير!.. مات كثيرون فشبعوا موتًا، ووُلِدَ كثيرون لا يشبعون من الحياة. هبط من الأعالي قومٌ وارتفع من القَعر قوم، أثرى أناسٌ بعد جوع، وتَسوَّل آخرون بعد عز.

و لا يوجد ضوء في نهاية النفق. في عصر تعملق الأقزام، وتباهي اللصوص بالمال الحرام، وتسيد الغباء على العمل العام، والتباهي بالانقسام،  وانتشار الهوام، وتفشى الرياء والنفاق مدفوع الأجر وتطوعا من اللئام، وغثاء القول وتسيد بهائم الأنعام، والسب في عمالقة الأقوام والاشادة بسارقي المال الحرام، و موالسة  لا تعترف بذلك، وإن اعترفت فإنها تبرأ نفسها تماما وتلقي بالمسئولية علي غيرها، فترتب علي هذه القناعة. عدم اقدامها علي أي تغييرات أو إصلاحات جذرية في السياسات او الاولويات او الاشخاص، اذ لماذا تغير وهي أصلا لم تخطئ..!!

يجب أن يستمر الفشل إلى النهاية كما يجب أن يستمر الغباء والدجل ..فعندما لم تعد تجد مبررات اصمت.. عندما تفشل فى كل شئ لا تكابر. عندما تفقد مصداقيك انسحب فورا.. عندما تفشل فى الاقناع لا تهرف، عندما تنكشف وتظهر حقيقتك للكل اعلم انها اصبحت مسألة وقت.

فقال : تصوَّر أن شعبك لم يشارك في انتخابات حرة لانتخاب ممثليه حتى الآن؟! زمان عن كلمات..مثل خير من يمثلكم  ويمثل عليكم، ومن اجل الحكم يمثل بكم. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: إلى متى ستستمر المعادلة هل اختفت الوجوه القديمة؟ السحنة... هي هي ! لابد أن نشعر بأننا جزء فاعل فى سياسة قضيتنا الوطنية، وأننا شركاء فيها، وبمد الخطوط على استقامتها، لابد أن يكتشف الناس النظام .. شبه سلطتين - و النظام الديمقراطي الغائب المغيب.. النظام الانتخابي النظام السياسية الموحد.. النظام في كل شئ، وهو ما يذكرني بمقولة فرويد إن مشوار الحضارة بدأ عندما اكتشف الإنسان النظافة ثم النظام ثم اكتسب حسا خاصا بالاستقلال.. حسنا ما صلة الانقسام بكل ذلك؟

قلت له : ما حصل يعتبر مُخالفة صريحة للقانون والدستور .. سبعة عشرة عاما دون جدوى، هل يأتي يوم يطالب فيه بحقوق المواطن؟! ألا نُسهم بذلك في الدفاع عن الحرية المُغتالة في هذا العهد البائس.  توجد أحداث غريبة لا صلة لها بمعركتنا الحقيقية. فهل نحتمل العبث إلى الأبد؟ ها هم يقضون على القوى الإيجابية في الشعب؛ فلا وحدة، ولا حرية، لا معارضة حقيقية ولا انتخابات ولا يحزنون،  ولم يبقَ إلا هؤلاء! فعلى من يعتمدون في تحقيق سياستهم؟! مع الذين سُروا في أعماقهم بالكارثة التي حَلَّت بالوطن، ولمتابعة تدمير جيل بأسره، ويقيمون بنيانهم على قوائم من قش.

 أن استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني يخدم الكيان استراتيجياً من خلال تكريس الانقسام والفصل بين غزة والضفة وجعل مشروع الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس. مستحيلة التحقق، وهذا ما كرره نتنياهو أكثر من مره في رده على معارضيه في الحكومة أمثال الحقير بن غفير. كما أن مخطط الانقسام والخراب الصهيوني. يبعد الأنظار عن معركتها الحقيقية على الضفة والقدس لاستكمال مشاريعها الاستيطانية.

فقال ساخرا: انتخابات؟! .. يعني أيه انتخابات؟! وحد الله ! نحن موعودون في النكبة والانقسام بكافة أنواع الشذوذ والدجل. وما لم يجرِ على بالٍ، قضيتك في أيدي خطة الانقسام والخراب الصهيونية! والحزبية ممكن أن تفعل الآن أي شيء كما تشاء، وكيفما تشاء باسم انقسام أكولًا متوحشًا. ولمَّا لاحظ همي وغمي قال باسمًا: شابَ شعرك. ولم تعلم عن المصالح بعد! ثم تساءل بسخرية: هل ثمة فارق حقٍّا بين أن يحكمك سوير و عوير  واللي ما فيه خير؟! فسألته: ألا تستطيع أن تثير المسألة رسميٍّا؟ فقال ساخرا: ومين فيهم رسميٍّا  ومن شرعيا؟! هيهات أن يستطيع ذلك إلا المنسق نفسه ! صَلِّ على سيدنا أيوب واصبر، وعند اليأس والعجز عن الجواب؟ توقَّع المعجزات.

فقلت له: أين الغضب... أين الشعب وحقوقه الدستورية؟! آه لو انفجر غضبه، وما أسهل أن يثور،  و ينفجر غضبه! وعند ذلك تنطلق الأعاصير تزلزِل الزلازل وتنفجر البراكين، آن للحلم أن يتحقق، وأن ينعم  شعبنا بالاستقلال والوحدة والحرية والرقي والعدل. وألأمن والأمان، ذلك الشعب الذي عانى القتل والمحرقة والارهاب الصهيوني المتوحش، والظلم والاستبعاد والتهميش، والسياسة الدجل والخراب والانقسام والفقر والغربة عشرات السنين.


آن للحلم أن يتحقق، وأن تندثر القوى الجهنمية التي تعوق وحدة و تقدُّم واستقلال الوطن الحر الكريم، آن للحلم أن يتحقق  في استئصال الورم السرطاني - الاحتلال الفاشي ، ومخطط الانقسام والخراب الصهيوني- والتوثُّب للقضاء التام على  الفساد  والمصالح الشخصية والحزبية – لأشباه- الحكَّام الفاسدون، وأن يرجع الأمر إلى أبناء الشعب الحقيقيين، بحكم الشعب للشعب لخير ورفعت الشعب،  وأن ينتهى الفساد والانقسام والتفكك، وينطلق تيار المحاسبة والمحاكمة..كل يوم يمر ولا يتم فيه محاكمة ومحاسبة هذه الآفات هو يوم ضائع من طريق العودة. قادرون .. سنعود فالعودة حق مؤكد .

فقال : عصر الانقسام والحزبية هو عصر الأوهام والأحلام العريضة، بشرط أن تظل أحلاما فقط. أو سيظل يعتمد البعض على استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني فى المائة عام القادمة.. يعنى لحد ما نتخلص من نفايته.. أو تتخلص هى مننا.