بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، زاد التفاؤل خاصة بعد الاعلان عن حزمة مساعدات بقيمة 1.9 تريليون دولار، عبارة عن تحفيز حكومي سيدعم النمو الاقتصادي العالمي، وهو يتضمن شيكات إضافية بقيمة 1400 دولار أمريكي لمعظم الأمريكيين، وزيادة مؤقتة في إعانات البطالة، وهذا سيؤدي الى زيادة الاستهلاك، وتوقعات بارتفاع الطلب، رافق ذلك ارتفاع اسعار النفط الامريكي وأسعار العقود الاجلة لخام برنت تكساس
كذلك المضاربين الكبار، قاموا بخفض صافي صفقات الذهب الطويلة في العقود الاجلة، فقد قللت العوائد المتزايدة وتوقعات الانتعاش الاقتصادي من جاذبية المعدن كأصل و ملاذ امن، لذا بدأت أسعار الذهب في التراجع التصحيحي عن القمة التي وصلت لها قرب 1875 دولار للأوقية، ويعود هذا لتحسن شهية المخاطرة وسيطرة التفاؤل على الأسواق مما عزز الطلب في أسواق الأسهم على حساب الذهب.
ويجد الذهب نفسه حاليا أمام حالة عدم يقين حول اتجاهه القادم، فمن ناحية التوترات العالمية ومخاوف البريكست وتفشي كورونا يدعمان عودته للارتفاع، ومن ناحية أخرى إيجابية القرارات الأمريكية تدعم السوق الأمريكي والطلب على الأسهم بإعتبارها أصول ذات مخاطرة مرتفعة بالمقارنة مع الذهب الذي يصنف كملاذ أمن يلجأ له المستثمرون في حالات التشاؤم، وعليه، يعتمد اتجاه الذهب المقبل على حركة الأسواق العالمية والتطورات الاقتصادية ومن المرجح أن يظل الذهب في حالة ترقب حتى ظهور أنباء جديدة تحدد اتجاه المقبل. 
يدعم هذا السناريو تصريحات جانت يلن سكرتيرة الخزانة الجديدة والرئيسة السابقة للفدرالي، التي أعلنت عن التزامها بسياسة الدولار القوي التي اتبعتها الولايات المُتحدة مُنذ 1995 وحتى مجيء إدارة ترامب التي ركزت على إنعاش نشاط التصدير لسد العجز المُتنامي في الميزان التُجاري الأمريكي، وكذلك تصريحاتها حول العملات الرقمية، بضرورة التاكد من أن هذه العملات لا تستخدم في مجالات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، ودعت الى ضرورة وضع طرق نظامية ورقابية جديدة على تداولاتها بعدما أصبحت ملاذ للتمويلات غير الشرعية ما يجعلها مصدر للقلق، وهذا كان سببا في هبوط حاد على العملات الرقمية وخاصة عملة البتكوين التي تراجعت من مستويات 42الف دولار، الى 28الف دولار للوحدة، يليه عملة الاثيريوم
اما على صعيد سعر صرف الدولار مقابل الشيكل، فقد ادي الاعلان المفاجى لبنك اسرائيل عن قراره بشراء 30 مليار دولار من سوق الصرف الأجنبي خلال عام 2021 لوقف ارتفاع الشيكل، إلى ارتفاع كبير في الدولار ، بعد أن وصل سعر صرف الدولار إلى مستوى منخفض قدره 3.11 شيكل وتشير التقديرات إلى أن هذه السياسة التي يتبعها بنك اسرائيل ستؤدي إلى ارتفاع الدولار لمستويات 3.40 شيكل خلال شهر.
وفي ظل سياسة الادارة الامريكية الجديدة القائمة على التحفيز الحكومي على حساب المديونبة، تبقى فرص تعافي الاقتصاد العالمي قائمة، في ظل المؤشرات والخطط الجديدة التي تبنتها وتنوي اعلانها ادارة الرئيس الامريكي الجديد جوبايدن.