صلاح خلف جبل فتح وبوصلة بندقيتها

بي دي ان |

14 يناير 2021 الساعة 07:13ص

يناير شهر النهايات العظيمة، ففيه ودعنا صلاح خلف أبو إياد أبرز القادة الفلسطينيين والذي أقدرهم واعتز بهم، وتأثرا بفكرهم ونضالهم وممن اعجبت بشخصيتهم ودققت يتفاصيلها وقرأت ما كتب عنهم وما كتبوا وما قالوا، فكتاب فلسطيني بلا هوية ابتعته وانا طالب في الجامعة، وقرأته كله وكثيرا ما أعود إليه، وصلاح خلف باني الامن الفلسطيني وله نظريات سابقة لزمانه ولو أفاق اليوم أبو إياد ووجد التنسيق الامني لمات انتحارا وكمدا على واقع أجهزة الأمن في الضفة.

اغتيال ابو اياد أفقدنا كفلسطينيين الكثير الكثير من الذخر، فما هي المجتمعات إلا برموزها وقادتها ومنظريها وفلاسفتها، وما أدراك لو اجتمع كل هذا في شخص واحد.

أبو اياد خط نضالي مرن عميق قوي حاسم، تبنى معظم العمليات المعقدة أهمها مجموعة أيلول الأسود، والتي جابت العالم شرقا وغربا للانتقام والعمل الصادم.

قتل ابو اياد بعملية سخيفة، حيث أطلق مرافقه عليه النار دون تردد  ليفتح باب التساؤل كيف ولماذا أزيح أبو اياد من المشهد قبل حرب العراق الثانية والتغيرات الاستراتيجية في المنطقة؟!

كان أبو إياد الشخصية المركزية مع الرئيس عرفات, وعارض خط محمود عباس ابو مازن  ويعتبر مطالباته بوقف الانتفاضة وترك العمل المسلح وجهة نظر خيانية، وخشي من تفشي رؤية عباس وأن يأتي الوقت الذي تفرض سيطرتها على الحركة.

القاتل هو حمزة عبد الله أبو زيد، انشق عن حركة فتح قبل ثلاث سنوات من الجريمة، ثم انضم إليها وعين رغم الشبهات مرافق لابي الهول المسؤول الأمني الكبير وعضو اللجنة المركزية.

رحم الله أبو إياد فقد كان شخصية محورية في العمل النضالي وله مواقف واضحة ورؤية عميقة في آلية العمل النضالي، واعتبر ان النظم العربية سبب أزمة وليس حل، وتواجه مع معظمها,وكان صوت معارض داخلي يرفض بيع المواقف لأحد.

حقيقة أثر غيابه تأثيرا جوهريا على خط ياسر عرفات حتى انحرف المسار بتوقيع اتفاقية أوسلو المشؤمة، اليوم هناك إهمالا فتحاويا متعمدا لذكرى وذكر الشهيد أبو إياد، ويكاد لا أحد يأتي على سيرته خوفا من الرئيس عباس الذي يمقته ويثرثر متبرما عنه في جلساته الخاصة.

نعيش اليوم رحيله ونتمنى العودة لاستراتيجية ابو إياد في المواجهة والتحدي والوحدة وسنة الاستبدال.