في ذكرى النكبة.. فلسطين تحمل على اكتافها نعش أيقونة

بي دي ان |

17 مايو 2022 الساعة 10:11م

مازال الفلسطيني في كل مكان يتجرع علقم النكبة التي حلت به عام ١٩٤٨، حيث مجازر عدة قامت بها إسرائيل بحق الفلسطينيين أصحاب الأرض والتي نتج عنها تهجير السكان الأصليين من مدنهم وقراهم. 


ذكرى النكبة لم تمر على الشعب الفلسطيني مرور الكرام من أي عام مضى ولا حتى العام الجاري الذي يشتد ضراوة بفعل جرائم المحتل، بل على العكس، تمثل ذكرى النكبة كل عام حالة اشتباك مع العدو في اصرار فلسطيني متواصل على حقه بأرضه وحقه بالوجود، وأن الفلسطيني مازال وسيبقى بذكرى العالم بالجرائم التي اقترفها العدو الإسرائيلي وما يزال، مذكرا كذلك العالم المنحاز لدولة الاحتلال بالقرارات الدولية التي أصدرتها الأمم المتحدة والتي تنص على حق العودة للفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها مرغمين بفعل المجازر الاسرائيلة بحقهم، والتي مازالت تتخذ شرعيتها المزعومة من النفاق العربي والدولي. 

مهم القول هنا: أن لا الصمت العربي وخذلانه للفلسطينيين ولا النفاق الدولي سيعيدان القضية الفلسطينية للوراء ولن يتم من خلالهما ثني الفلسطيني عن نضاله وإصراره بالتحرير وجلاء الاحتلال عن أرضه، فعلى مدار أكثر من أربع وسبعين عام أثبت الفلسطيني إرادته وصلابته وصموده وقراره في السير قدما تجاه التحرير، رغم كل الموآمرات الكونية التي يتعرض لها، والتي تعمل جاهدة على شطب القضية الفلسطينية من خارطة الكون. 

تمر ذكرى النكبة الـ٧٤ والفلسطيني الثائر يحمل على أكتافه أيقونة فلسطينية إعلامية، مناضلة، إنسانة تسمى شيرين أبو عاقلة، بعد اغتيال ممنهج ومقصود من قناص جندي احتلالي وبقرار من المستوى السياسي الإسرائيلي، أمام العالم أجمع، عملية اعدام مكتملة الأركان، لتشكل جريمة جديدة ونكبة أخرى تضاف إلى آلاف النكبات التي ترتكب كل لحظة بحق كل ماهو فلسطيني "مقدسات، بيوت، مواطنين، أطفال، أشجار، جرائم حرب لا تنتهي طالما بقي الاحتلال متبجحًا لا تردعه قوانين وقرارات دولية ولا إجراءات يتجرأ العالم باتخاذها ضده، ٌتماما كما لم يمنعه أمة عربية تخلى الكثير منها عن إخوانهم الفلسطينيين في مشهد انهزامي تدمى له القلوب. 

المتابع للحالة الفلسطينية مؤخرا يدرك حجم الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في ظل صمت عربي ودولي يتخلله بعض الادانات الخجولة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، إدانات لا تساوي الحبر الذي كتبت به. 

الفلسطيني وحده بالمعركة يواجه أعتى جيش بالعالم، بصدره العاري وايمانه الراسخ بقضيته. لقد أدرك الفلسطيني أن الرهان فقط على الفلسطيني والأحرار من هذا العالم الذين لا يمكن لنا تجاهل تضامنهم ونصرتهم لنا في كل الميادين بمختلف دول العالم.
 
في ذكرى النكبة والعالم يسعى لتعزيز فصل غزة عن الوطن الكل، تلميحات من هنا وهناك ومساعي لدى البعض الفلسطيني الجاهل لجوهر القضية، مطلوب وبقوة عودة غزة لحض الوطن، مطلوب الوقوف بكل مسؤولية وطنية من الجميع؛ فصائل ومجتمع مدني وشرفاء للعمل على ذلك، ومن ثم وضع برنامجا وطنيًا قادر على مواجهة التحديات الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية، كما هو مطلوب استنهاض حالة الوعي للحفاظ علي الهوية الوطنية الفلسطينية وكذلك مطلوب تعزيز صمود المواطنين خاصة في مناطق الاستهداف والتحدي، وتحديدا القدس وجنين والمناطق "ج" وغيرها. 

فلم يعد مقبولًا أن تأتي ذكرى النكبة كل عام دون تطوير الأداء الفلسطيني ودون إعادة تقييم الحالة النضالية وأدواتها ومخرجاتها، وعلينا أن نقر وبجرأة وأسف أن الوضع الفلسطيني الحالي لا يتناسب أبدا مع حجم التضحيات المقدمة على مدار أربع وسبعون عاما من الكفاح وبذل الدماء.