مسرحية منصور والشورى هزلية

بي دي ان |

19 ابريل 2022 الساعة 01:08ص

في خطوة بهلوانية مكشوفة الابعاد والمرامي، اعلن منصور عباس، زعيم الحركة الإسلامية الجنوبية، ومجلس شورى الحركة المذكورة "تجميد عضويته في الائتلاف والكنيست" اول امس الاحد الموافق 17 ابريل الحالي، وذلك للخروج من دوامة الغضب الداخلي في أوساط الحركة نفسها، ومن سخط واستياء وتهديد بعض أعضاء كتلة "راعم" بالخروج من الكتلة والائتلاف في حال واصلت الحكومة الإسرائيلية الغارقة في الاعمال الإرهابية المتصاعدة ضد أبناء الشعب والاقتحامات الدامية في المسجد الاقصى منذ مطلع شهر رمضان المبارك، وأيضا للضحك على الجماهير الفلسطينية الساخطة والمستنكرة موقف كتلة ما يسمى بالعربية الموحدة بقيادة النائب منصور عباس الشريك "الفلسطيني" في الائتلاف الحاكم بقيادة بينت / لبيد الذي يقود عملية فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، وينفذ جرائم القتل والاعتقال والتصعيد الهادف والمقصود في مختلف محافظات ومدن وقرى ومخيمات المحافظات الشمالية، وفي داخل الداخل، والذي اعلن شخصيا مرات عدة وعلى الفضائيات الإسرائيلية عن ادانته وتجريمه للعمليات الفدائية، وتأكيده المتواصل والمستمر عن تمسكه بالاتئلاف الصهيوني الحاكم كخادم امين للمشروع الكولونيالي الصهيوني وعلى حساب الشعب في كل تجمعاته ووجوده وفي المقدمة ضد الجماهير في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية المختلطة، وضد مشروع السلام الممكن والمقبول على أساس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام1967.
ولعبة منصور عباس ومجلس الشورى المنساق باغلبيته في ركاب زعيمه باتت مكشوفة ومفضوحة، ولا تحتاج لا لمساحيق ولا لمحسنات وأدوات التجميل المختلفة، لان عباس أولا نسق موقفه مع بينت ولبيد في خطوته الوهمية؛ ثانيا الكنيست الان في عطلة حتى الثامن من أيار / مايو القادم؛ ثالثا بالتالي لا يوجد أي تهديد للحكومة بحجب الثقة؛ رابعا للتغطية على اللعبة البهلوانية والمسرحية الهزلية للنائب منصور. لان من يريد ان يكون إلى جانب شعبه في ظل التصعيد الاجرامي والوحشي لحكومة التغيير الاستعمارية عليه ان ينسحب كليا من الائتلاف، وان بقطع صلاته بكل قوة صهيونية ترتكب جريمة التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، ويحول دون الخطوة الاجرامية التي يقودها ميخائيل موريس، زعيم المجموعة المتطرفة " عودة الهيكل" في تقديم القرابين في المسجد الأقصى والتي يدعمها كل اقطاب اليمين الصهيوني الفاشي وفي المقدمة منهم نفتالي بينت، زعيم حزب "يمينا" وحليفه في الائتلاف جدعون ساعر، زعيم "أمل جديد" وباقي مركبات الائتلاف الايل للسقوط. ولا اضيف جديدا للقارىء بالتذكير ان النائبين مازن غنايم ووليد طه من أعضاء كتلة "راعم" هددا علنا بالانسحاب من الائتلاف الحاكم، الامر الذي سرع من اقدام النائب المهزوم المدعو عباس على الحركة الالتفافية المسرحية لتخطي حالة الغضب، وتطويق ردود الفعل. لا سيما وان عددا من شيوخ الحركة الجنوبية ومنهم العضو السادس في الكتلة علاء جبارين والشيخ الدكتور محمد سالمة حسن (الشيخ أبو علي) وغيرهم طالبوا صراحة منصور بالانسحاب فورا من الائتلاف الحاكم، لانهم جميعا لم يقبلوا المهانة والذلة التي يمارسها رئيس الحكومة الإسرائيلية ضد أبناء شعبهم من قتل ومطاردة واعتقال وجرائم ضد المرابطين وكل المصلين، وفي باحات ومصليات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والذي اعلن على الملأ اطلاق يد الجيش وحرس الحدود وأجهزة الامن الإسرائيلية باستباحة الدم الفلسطيني في المسجد الأقصى وفي القدس العاصمة الأبدية وفي جنين ونابلس وكل المحافظات الفلسطينية دون استثناء.
كان اشرف لمنصور عباس الانسحاب من الائتلاف الحاكم، لانه ائتلاف لا يشرف أي فلسطيني الوجود به، او التعامل معه، والتغطية على جرائمه، والسير في ركابه كالاذلاء والعبيد المنسحقين في ركاب الفاشية الصهيونية، وذلك احتراما لنفسه ولكتلته وحركته ولانصاره، الذين دعموه للوصول لمقاعد الكنيست، ولرد الاعتبار لمكانته التي اهتزت، ولم يعد لها رصيد في الشارع الفلسطيني الا في أوساط العملاء والجواسيس وتجار الانتخابات.
واذا كان النائب مازن غنايم مازال مؤمنا بوطنيته ومكانته الشخصية في أوساط جماهير سخنين وأبناء الجليل، عليه الانسحاب فورا ليحفظ مكانة مازن ذاتها بين اهله وذويه، لانه لا يشبه منصور عباس ولا كتلته بشيء، وكون تهديده لا يقدم ولا يؤخر عند بينت ولبيد وغانتس وساعر وشاكيد وليبرمان ان لم يقرن القول بالفعل. لذا ان كان تهديده جادا عليه كسب ماء وجهه والخروج من نفق الائتلاف الصهيوني الاجرامي.