من الذى وأد التعاطف العربي مع فلسطين؟

بي دي ان |

18 ابريل 2022 الساعة 12:27ص

في خضم المجازر التي ترتكبها إسرائيل، في جميع أنحاء فلسطين وخاصة القدس، وما تلاه من اعتداءات وجرائم وإرهاب واضح بحق الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي 15/4 حيث ضرب المصليين بالهراوات واطلاق الرصاص الحي واعتقال المصليين المسالمين حيث تم اعتقال أكثر من أربعمائة مواطن وإصابة ما يقارب مائة وخمسون مصلي، حتى النساء لم تسلم كما الفتيات، هجوم شرس كما اقتحامهم للأقصى في نية وتخطيط مدبر لاستفزاز مشاعر الفلسطينيين فقط، فعلى مايبدو لم يتم استفزاز سوا مشاعر الفلسطينيين فقط منهم المسلمين والمسيحيين، لطالما انتظرنا مسيرة أو وقفة أو حشود عربية ومسلمة في شوارع العروبة، فلم نجد سوا شعوب تم تغييبها بفعل حكامها وأنظمتها. 

لقد غيب التطبيع حالة تعاطف عربية وفعل عربي مساند للقضية الفلسطينية، كان ممكن أن يشكل جرعة دعم ولو ضعيفة للفلسطينيين الذين أنهكتهم آلة الحرب العسكرية والأيدي الهمجية التي تثبت كل يوم أن هؤلاء ليس إلا قطعان جاؤوا لسرقة ليست الأرض فقط، بل لقتل معنى الإنسانية والقيم الأخلاقية التي يجهلونها تماما، وواضح أن قتل اكثر من عشرين شهيدا خلال أيام على يد جيش الاحتلال وتدنيس الاقصى من قبل قطعان المستوطنين بحماية شرطة العدو وضرب النساء هناك، كل التفاصيل الدامية بحق الفلسطينيين لم تهز عروش أي من الحكام العربية أو غير العربية، قد نستوعب نفاق المجتمع الامريكي والغربي والازدواجية بالتعامل مع القضية الفلسطينية، لكن كيف لنا أن تستوعب صمت دولنا الإسلامية والعربية أو اكتفائها ببيان ادانة وشجب حيال تدنيس المسجد الأقصى المبارك، مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وقتل المواطنين الأبرياء؟! 

ما زالت الدول الغربية تدفع بالكثير والكثير مما لديها من دعم عسكري ومادي ولوجستي لأوكرانيا ضد روسيا، لكنها في ذات الوقت تصدر بيانا خجولًا لادانة جرائم حرب تقوم بها دولة الكيان بحق الشعب الفلسطيني دون أي فعل حقيقي أو جدي يذكر، إنها لغة المصالح بعيدا عن الحقوق. والقانون في المصالح لا شرعية إلا للمصالح ، هذا في الغرب لكن المفترض أننا كمسلمين لدينا خطوط حمر وقدس الأقداس وعقيدة راسخة، بالتالي علينا الدفاع عن حقوقنا وقيمنا الدينية وأن تصطف شعوبًا عربية وإسلامية تدافع عن الأراضي العربية والشعوب العربية بكل ما أوتيت من قوة، فلدينا الكادر البشري والعلماء والنفط والمال والمواد الخام ولدينا كل ما يهيء لنا أن نكون أمة عربية قادرة على استقلالية قرارها وخطواتها ( لو أرادت ). 

المرحلة خطيرة ونحن في مرحلة تحول عالمية في ظل الوضع الروسي الآن والتوجه لإنهاء حالة القطب الواحد.. نحن بحاجة لإعادة النظر من جديد في واقعنا والتفكير عربيا في تغيير الواقع العربي التابع، والذي يجعلنا ندفع كشعوب عربية أثمانًا باهظة من دماءنا وحياتنا ومستقبلنا. 

فلسطينيا نحن بحاجة لصحوة جادة وإعادة ترتيب بيتنا الفلسطينيي، وإنهاء الانقسام ورص الصفوف، والتخلي عن الأجندات التي عبثت كثيرا وبما يكفي في الساحة الفلسطينية، وما كان منها إلا أن عززت الانقسام وزادت الهوة بين الفلسطينيين جميعًا وحرضت على هدم النسيج المجتمعي وقتل كل بدايات تحقيق الحلم الفلسطيني، فشعبنا لن يغفر ولن يصمت كثيرا، نحن كشعب ووطن الخاسر الأول والأكبر من حالة الانقسام الفلسطيني وحالة التبعية العربية، وهنا نوجه دعوة للأكاديميين الفلسطينيين والعرب لأخذ المبادرة وطرح مباديء أو ميثاق للعمل على نهضة عربية قوية تعيد للدول العربية الاعتبار والهيبة.