المتباكون على اوكرانيا يرتكبون مجازر في فلسطين

بي دي ان |

10 ابريل 2022 الساعة 11:12م

لعل من فرط غرور الكيان الإسرائيلي وفرط نفاق المجتمع الدولي معه وانحيازه بالكامل، بالتالي لا تقبل إسرائيل إلا أن تنتصر وتنتصر ولا تقبل بأي حال من الأحوال أي مقاومة ومواجهة أو خسائر ممكن تلحق بها. 

إسرائيل التي ترتكب جرائم متعددة بشكل يومي بل بشكل لحظي ورغم ذلك تتعامل مع نفسها ضحية، ولعل الأوقح من ذلك تباكيها على القتلى الأوكرانيين دون أي احساس أو ادراك بفظاظة ما تفعله بحق المواطنين الفلسطينيين العزل. 

لقد وأدت إسرائيل حل الدولتين وأفشلت اتفاق أوسلو مسبقا، وأفشلت أي حل ممكن أن يؤدي إلى حالة استقرار وهدوء ولو نسبي وربما هذا كان من أهم دوافع العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيين وخاصة الشباب ضد هذا الكيان، وذلك بعد انسداد الأفق وكثرة الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي يمارسها الاحتلال بحق المواطنين والتي لن تكون اخرها اليوم، قتل المواطنة غادة بساتين في بيت لحم وهي أم لستة أطفال تقوم بتربيتهم بعد وفاة والدهم.

إسرائيل هي من تعد قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، لأنها تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني بأرضه وبيته وهي من تهدم البيوت وتقتلع الأشجار وتقتل النساء والشباب بتهم واهية، وتعتقل الأطفال وتعذبهم بطريقة وحشية في فعل إجرامي يتنافى ليس مع القوانين والأعراف الدولية، بل يتنافى مع الحد الأدنى من القيم الانسانية. 

إسرائيل التي تدرك جيدا فظاعة سلوكها وتضييق الحياة على المواطنين بكل الأشكال والسبل ، كان عليها أن تدرك جيدا أنها ستظل في حالة صراع دائم وأنها ستبقى تتلقى ضربات منها الهينة ومنها الموجعة وفي العمق، وأنه لا يجب عليها الاستخفاف بتلك القنابل التي أعدتها بفعل وحشية الأداء وسرقة الأرض والبيت وقتل الأب والأم الأرملة التي تسعى على قوت أطفالها الأيتام.
 
قد تعتقد دولة الكيان أنها تستمد شرعية سوءتها وجرائمها من بضع حكام لدول عربية قاموا بالتطبيع معها، لكنها نسيت أن رهان فلسطين على فلسطينية أهلها أولا وثم شعوبنا العربية الحية التي لا تقتلع قناعتها بالقضية الفلسطينية، اتفاقية هنا أو اتفاقية هناك، مع العلم أن هذه الدول تنتظر قرب اللحظة التي تنهي حالة القطب الامريكي الواحد المهيمن على الكون ليخرجوا من تحت عباءة هذا الشيطان، وعلى الأغلب نحن باتجاه الذهاب إلى عالم يحكمه قطبين وهذا بدوره يزعزع العرش الامريكي ويخلخل أعمدته المنصوبة فوق حكام كثر من العرب والغرب على حد سواء.

لا يجب أن نغفل أن الكثير من المفكرين حتى الإسرائيليين حذروا من نهاية دولة الكيان، وبدء الانتهاء ونحن لا نقول أن هذا سيحدث في ليلة وضحاها وإنما للنهايات نبوءات وبوادر ومقدمات. 

على إسرائيل أن تدرك أنها ليست وحدها صاحبة القرار على هذه الأرض وأن هناك سكان أصليون لهم الكلمة الأولى والأخيرة، هذا ما يقوله التاريخ والواقع وأن انعدام فرص حل الدولتين وإخراج  الحل السلمي من المعادلة سيكرث ويضاعف العمل والفعل المقاوم الذي سيستنزف إسرائيل شاءت أم أبت، وعليها أن تدرك أن قضيتنا لم ولن تكن يوما مشروع إقتصادي، قضيتنا قضية وطن ووجود وأرض، بالتالي مع كل بناء مستوطنة جديدة سيكون هنالك بركان جديد وطوفان يأخذ الأخضر واليابس، ولن يفيد بشيء انحياز دولي أو تطبيع وتطويع عربي، فالحل فقط يكمن عند الفلسطيني.