ظلمات السجون

بي دي ان |

06 مارس 2022 الساعة 08:38م

ها هو الاحتلال كعادته يمارس الانتهاكات بحق الاسرى انتهاكات تعد قديمة جديدة خصوصا بعدما أستطع ستة أسرى من الهروب من سجن جلبوع أو ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي بالخزنة الحديدية إذا استطاع هؤلاء الاسرى بكسر قيد حريتهم بأدوات بدائية مما جعل الاحتلال يزداد صرعا وهمجيه بحق الاسرى الفلسطينيين الذين واجهوا اجرامه بالصمود والعزيمة الذين يزدادوا يوما بعد يوم راجين صفقة قريبة تكسر القيد كما هو حال الأهالي الصابرين والمنتظرين لحظة بلحظة من اجل رؤية أبنائهم.

حياة ومعاناة وقمع للأسرى داخل السجون..

 أحياء داخل قبور كلمات اختصر فيها الكثير حسب قول الأسير المحرر أسعد أبو صلاح المحرر ضمن صفقة وفاء الاحرار عام 2011 الذي أصدر بحقه حكماً بالمؤبد حيث تم اعتقاله عام 2006 رفقة أبناءه الذين مازالوا أسرى في سجون الاحتلال وقد التقى مع أولاده في سجن نفحة الصحراوي وعبر أن الاسرى هم موتى داخل السجون ولكنهم يتنفسون وتم اعتقال أسعد بتهمة مقاومة الاحتلال وبقي اسيرا الى أن تحرر من سجن يمكن أن تشببه بعالم اخر مليء بأجهزة التجسس والتحصينات المصنوعة بأصلب الفولاذ وهذه هي حياة الاسرى في سجون الاحتلال.

 وصف الأسير اشتياقه للأحبة بانه لا يقتصر على الاحباب والعائلة وإنما عبارة عن الاشتياق للحياة بكل ما فيها بسبب الغرفة التي يعيش بها الاسرى وتحتوي على 10 أسرى على الأقل وثم يخرجون لساحة لمدة ساعة فقط موضحاً ان التفكير كله متوقف بسبب هذا الطريقة التي تعد أساليب التعذيب موكد على أنهم كان يشتاقوا الى رؤية الأطفال بشارع بسبب عذلهم عن الحياة الخارجية ووضعهم في زنازين ضيقة.

حرية ولقاء..

قال أسعد ميلاده الأول كان في 67 والميلاد الثاني كان لحظة الخروج من السجن أشبه بميلاد جديد موضحاً أن الانسان لو سجن ساعة وخرج يكتب له ميلاد جديد ولكن لم تكان الفرحة مكتملة بسبب تركه أبناءه في سجون الاحتلال إن دل يدل على حجم الأسى لهؤلاء الذين يفنون حياتهم ويتركون ذويهم من أجل تراب الوطن.

معاناة والم وتوجع ام على ابناءها..

تحدث أم فهمي أم الاسيرين فهمي أبو صلاح وصلاح أبو صلاح الذين أسروا عام 2006 برفقة والدهم بحجة مقاومة الاحتلال وحكم على فهمي 22 عام وصلاح ب 17 عام وكان يبلغ من العمر 16عام مع أسرهم تركوا فراغاً كبير في حياة الام الذي أصبح على كاهلها حملاً كبير وثقيل خصوصا بعد هدم منزلهم عام 2008 ولفترة كبيرة لم تزور أحد من أبناءها ولا زوجها وعبرت عن فرحة خروج جوزها من الاسر بانها كانت منقوصة بسبب بقاء ابناءها بالأسر واكانت اول زيارة للأبناء ولكن كان خلف الواح الزجاج وأجهزة تليفون رديئة الصوت كان بهدف تثبيط معنويات أهالي الاسرى ويعد فهمي هو أول من قام بتهريب نطفة من السجن وأنجب طفله الذكر أسعد وهذا كان بمثابة انتصار على السجان بالنسبة لأسير وعائلته.

أكمل الاسيرين تعليهما داخل الاسر وحصل الاسيرين على درجة البكالوريوس في التاريخ رغم ما قامت به قوات الاحتلال من تمزيق مدونات الدراسة ولكن لم ينل ذلك من عزيمتهم فتكوبوا وأكملوا تعليمهم وهزموا السجان بإصرارهم ولفت الى أن رواتب الاسيرين والزوج مقطوعة مطالبة من الرئيس النظر والرفق بحال الاسرى دخل السجون وتخفيف المعاناة عليهم، وختمت الام أننا نفتخر ونرفع رؤوسنا بأبنائنا رغم الألم ونار الاشتياق الموقدة داخلها معبرة عن أن الوطن يستحق الكثير.

 انتهاكات الاحتلال ضد الأسرى..

بدوره قال المحلل السياسي ماجد الزبدة يعتبر نجاح أسرى نفق الحرية في التحرر من سجن جلبوع قد وجه ضربة كبيرة لمنظومة الاحتلال الأمنية ولمصلحة السجون على وجه التحديد، حيث أنهم نجحوا في التحرر من السجن الذي يُطلق عليه "الخزنة الحديدية" لشدة حراسته باستخدام أدوات بدائية مما جعل الاحتلال الى العمل لاستعادة هيبته بسرعة من خلال الإجراءات القمعية بحق جميع الاسرى في سجون الاحتلال.

يتابع أن الاحتلال يدرك جيدا أنه غير قادر على 1ان يستمر في الإجراءات القمعية لمدة طويلة كون قضية الاسرى من القضايا التي ممكن أن تشعل انتفاضة شعبية يخشى الاحتلال حدوثها في الضفة والقدس ومواجهة عسكرية يتجنب وقوعها من غزة.

وأكد على أن يحج على الكل الفلسطيني تقديم الدعم والنصرة للأسرى من خلال فعاليات شعبية لمؤزرتهم في السجون ملفتً الى ضرورة الضغط ميدانيا على الاحتلال بشتى الوسائل المتاحة وتحذيره من الاستمرار في عدوانه واجراءاته بحق الاسرى.

المطلوب من المؤسسات الدولية والحقوقية..

وأشار الى أن قضية الاسرى هي قضية إنسانية بالدرجة فالأسرى الفلسطينيين لم ينتهكوا القانون الدولي الذي أكد أن الشعب الفلسطيني يقبع تحت الاحتلال والذي أتاح المقاومة ضد الاحتلال بشتى الوسائل المتاحة

ويتابع يجب على المؤسسات الدولية والحقوقية الضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى سيما الأطفال والنساء والمرضى منهم، وإرغامه على التراجع عن اجراءاته القمعية ضد الأسرى.

وأضاف يقع على كاهل المؤسسات الحقوقية الدولية ملاحقة ومحاسبة قادة الاحتلال لمخالفتهم المواثيق الدولية بحقوق أسرى الحرب سيما اتفاقيات جنيف مشيرا الى وجوب رفع قضايا دولية على جرائم الاحتلال وقادته المخالفة للقانون الدولة والقانون الدولة الإنساني المتمثلة بحرمان الاسرى من حقوقهم وفق القانون والعديد من القضايا الإنسانية وخاصة الاعتقال الإداري واحتجاز جثامين الشهداء.

صفقة تبادل جديدة..

يرى أنه رغم نجاح المقاومة الفلسطينية في إبرام صفقة وفاء الحرار فبل عقد من الزمن والمساعي التي تجري حاليا من أجل صفقة جديدة من أجل الافراج عن أسرى جدد من سجون الاحتلال موضح أن حكومة الاحتلال تتلكأ في إطلاق مفاوضات جادة ما يوحي بعدم رغبتها في دفع أثمان باهظة لإتمام صفقة تبادل جديدة.

وختم الزبدة خوف بينت من السقوط وهشاشة الائتلاف السياسي الحاكم يعد أبرز المعيقات امام إتمام صفقة جديدة على المدى المنظور وثبات المقاومة الفلسطينية خلف مطالبها والتمسك بالإفراج عن أسرى صفقة وفاء الاحرار الذين أعيد اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال قبل سنوات مما يجعل الظروف غير مهيأة لصفقة تبادل وهذا ما يجعل المقاومة من مراكمة أعداد الجنود الاسرى في قيضتها من أجل الضغط على الاحتلال ودفعوا لتنازل عند شروط المقاومة.

خاتمة..

ومازال الاسرى يقاومون غطرسة الاحتلال رغم المعاناة والاعتداءات والانتهاكات والتعذيب بجميع انواعه من خلال سياسة الإضرابات المفتوحة وهذا ما قام به أسرى حركة الجهاد الإسلامي مؤخرا وتمكنت ارادتهم من هزيمة السجن والسجان.