رغم الإعاقة البصرية.. وسيم راضي يحصل على مرتبة الشرف في تخصصه
بي دي ان |
14 ديسمبر 2021 الساعة 08:40م

غزة - بي دي ان - إيمان المصري
أُصيب بالإعاقة البصرية منذ صغره، لكنه استمر في الجد والاجتهاد وكان لديه اصرار وعزيمة على التميز، وبالفعل حقق الأُمنيات الجميلة بأن يكون من المتميزين والأوائل.
الطالب الكفيف وسيم أحمد راضي (20 عاما) من جامعة الأزهر بغزة، سبق أن حصل قبل عامان على معدل 97% في امتحانات الثانوية العامة فرع العلوم الانسانية.
وسيم طالب من ذوي الاعاقة البصرية يدرس تخصص اللغة الانجليزية-فرنسية، في جامعة الأزهر، وهو الطالب الأول الذي يتعلم هذا المجال، والأول على تخصصه بمعدل ٩٢% مع مرتبة الشرف.
إبتدأ راضي حديثه عن مشاوره التعليمي حيث قال: " كانت بداية الطريق في التعلم صعبة، لأنني استخدمت طريقتين، الأولى الأحرف الكبيرة وكنت أقرأها بنظارتي الخاصة، حيث كان لدي ولا يزال بقايا إبصار لكن في مرحلة الطفولة كانت أكثر لذلك كنت ارتدي النظارة السميكة التي يطلق عليها (كعب كباية)، وخشية من فقدان نظري بيوم من الأيام تعلمت الطريقة الثانية وهي طريقة البراي، وهي صعبة من حيث اللمس بالاصابع وتحتاج إلى جهد".
وأضاف: "من وقف معي وساندني في مرحلتي أربعة أشخاص، أولهم عمتي دعاء، كانت تقوم بدراسة محاضراتها وانا أعيد من وراءها دون أن تعلم، كنت أبلغ من العمر حينها عام ونصف، فلاحظت هذا، ونظرت إلي نظرة مستقبل باهر، وعلمتني الكتابة بالقلم والرسم ومع مرور الأيام والاستماع لها أصبحت أناقشها في الطب والادوية وحرِصَت أن يكون لدي علم كافي عن الأمراض التي تصيبني والادوية التي احتاج إليها كي لا يضرني أحد، اما الشخص الثاني فهي مس نعمة أبو عيدة رحمة الله عليها كانت تعلمني البريل."
وأكمل راضي" الشخص الثالث فهي عمتي زينب، كانت تأخذني إلى مركز النور لتأهيل المعاقين بصرياً لتعلم البريل، وهذه كانت بداية طريقي لتعلم، كانت بداية مشرقة وان الجميع يشعر أن وسيم شخص متميز متحمس لتلقي العلم، حتى أنني عندما كنت بالصف الثاني التحقت بدورة حاسوب كان يقدمها الاستاذ ماهر الديب وهو من الأشخاص المعاقين بصرياً، وهو الشخص الرابع الذي كان له دور كبير في مسيرة تعلمي لاحقاً، عندما سجلت كنت أصغر المسجلين وحصلت على المركز الاول، حيث انني اقوم بالكتابة سريعا على الكيبورد".
أما فيما يخص الصعوبات التي واجهها قال راضي: "الصعوبات التي اوجهها منذ صغري إلى يومنا هي التنميط، وهي عبارة اننا نحن فئة نسير على نمط معين لا يجوز الحياد عنه لأن المجتمع وضعنا فيه، أي أن جميع الأشخاص الذين هم من حالتي يدرسون الشريعة أو اللغة العربية وفي الجامعة الإسلامية، هذه الصورة النمطية تزعجني جدا، إضافة إلى المشاعر الزائدة اتجاه ذوي الاعاقة البصرية وضرورة التعاطف معهم على انهم أشخاص غير عاديين، ومن الصعوبات التي واجهتني أيضاً هي تلخيص المحاضرات داخل الجامعة وكتابة الواجبات والامتحانات، لانني شخص بطيئ بالكتابة واحتاج إلى من يساعدني فيها.
وأردف راضي: "من أكبر التسهيلات التي قدمت لي هي جملة الاستاذ ماهر عندما قال لي 《يا بني أسبق التكنولوجيا قبل ان تسبقك》، لم اعي هذه الجملة بالبداية، ثم قال لي احرص على أن تواكب أحدث البرامج التي تساعدك في القراءة والكتابة، وواكب التطورات التكنولوجية وسخرها لمساعدتك، وكان هذا بالفعل سر نجاحي واستمرار مسيرة الحياتية، حيث انني من دون جهازي المحمول واللابتوب الخاص بي لا استطيع الاستمرار".
وأضح سبب اختياره لتخصصه حيث قال" تخصصي انجليزي فرنسي، لماذا بسبب عمتي دعاء التي كانت تتحدث بمصطلحات فرنسية إضافة إلى قواعد اللغة الصعبة التي تشبه الرياضيات فتحمست أكثر وأصبح لدي شغف وإلمام باللغة الفرنسية وأن أكون قدوة وأول مدرس لغة فرنسية من ذوي الاعاقة البصرية لذوي هذه الاعاقة، وان أنشر هذه اللغة للمجتمع، إضافة إلى أنني أول من طلب يدرس هذا التخصص لانني شخص مغامر لا يحب النمطية."
وتحدث راضي عن اخته، قائلا" أختي سهاد علاقتي بها لا توصف، العلاقة التي بيننا عميقة ليس من السهل وصفها، وجودها بجانبي داخل الجامعة كان سنداً كبيراً لي، ودعماً وتشجيعاُ، إضافة إلى الذكريات والمناكفات الاخوية التي تحدث بيننا، أتمنى لها مستقبل باهر وان تحقق أمانيها، لاننا نكمل بعض، حيث أننا رسمة من لونين تكمل بعضها."
ووجه راضي رسالة شكر لكل من سانده فقال: "الذي ينظر إلى وسيم قبل اربع سنوات لا يقول أنه نفس الشخص حالياً، في كل خطوة أريد أن أخطوها أذهب إلى الأستاذ ماهر واستشره، علمني كيف أكون شخصاً عادياً وأباً ومعلماً، شكراً جزيلاً له ولعماتي ومعلماتي وأختي ولكل من علمني حرفاً وجعل مني وسيم الشخص الذي تعرفونه حالياً".
الطالب الكفيف وسيم أحمد راضي (20 عاما) من جامعة الأزهر بغزة، سبق أن حصل قبل عامان على معدل 97% في امتحانات الثانوية العامة فرع العلوم الانسانية.
وسيم طالب من ذوي الاعاقة البصرية يدرس تخصص اللغة الانجليزية-فرنسية، في جامعة الأزهر، وهو الطالب الأول الذي يتعلم هذا المجال، والأول على تخصصه بمعدل ٩٢% مع مرتبة الشرف.
إبتدأ راضي حديثه عن مشاوره التعليمي حيث قال: " كانت بداية الطريق في التعلم صعبة، لأنني استخدمت طريقتين، الأولى الأحرف الكبيرة وكنت أقرأها بنظارتي الخاصة، حيث كان لدي ولا يزال بقايا إبصار لكن في مرحلة الطفولة كانت أكثر لذلك كنت ارتدي النظارة السميكة التي يطلق عليها (كعب كباية)، وخشية من فقدان نظري بيوم من الأيام تعلمت الطريقة الثانية وهي طريقة البراي، وهي صعبة من حيث اللمس بالاصابع وتحتاج إلى جهد".
وأضاف: "من وقف معي وساندني في مرحلتي أربعة أشخاص، أولهم عمتي دعاء، كانت تقوم بدراسة محاضراتها وانا أعيد من وراءها دون أن تعلم، كنت أبلغ من العمر حينها عام ونصف، فلاحظت هذا، ونظرت إلي نظرة مستقبل باهر، وعلمتني الكتابة بالقلم والرسم ومع مرور الأيام والاستماع لها أصبحت أناقشها في الطب والادوية وحرِصَت أن يكون لدي علم كافي عن الأمراض التي تصيبني والادوية التي احتاج إليها كي لا يضرني أحد، اما الشخص الثاني فهي مس نعمة أبو عيدة رحمة الله عليها كانت تعلمني البريل."
وأكمل راضي" الشخص الثالث فهي عمتي زينب، كانت تأخذني إلى مركز النور لتأهيل المعاقين بصرياً لتعلم البريل، وهذه كانت بداية طريقي لتعلم، كانت بداية مشرقة وان الجميع يشعر أن وسيم شخص متميز متحمس لتلقي العلم، حتى أنني عندما كنت بالصف الثاني التحقت بدورة حاسوب كان يقدمها الاستاذ ماهر الديب وهو من الأشخاص المعاقين بصرياً، وهو الشخص الرابع الذي كان له دور كبير في مسيرة تعلمي لاحقاً، عندما سجلت كنت أصغر المسجلين وحصلت على المركز الاول، حيث انني اقوم بالكتابة سريعا على الكيبورد".
أما فيما يخص الصعوبات التي واجهها قال راضي: "الصعوبات التي اوجهها منذ صغري إلى يومنا هي التنميط، وهي عبارة اننا نحن فئة نسير على نمط معين لا يجوز الحياد عنه لأن المجتمع وضعنا فيه، أي أن جميع الأشخاص الذين هم من حالتي يدرسون الشريعة أو اللغة العربية وفي الجامعة الإسلامية، هذه الصورة النمطية تزعجني جدا، إضافة إلى المشاعر الزائدة اتجاه ذوي الاعاقة البصرية وضرورة التعاطف معهم على انهم أشخاص غير عاديين، ومن الصعوبات التي واجهتني أيضاً هي تلخيص المحاضرات داخل الجامعة وكتابة الواجبات والامتحانات، لانني شخص بطيئ بالكتابة واحتاج إلى من يساعدني فيها.
وأردف راضي: "من أكبر التسهيلات التي قدمت لي هي جملة الاستاذ ماهر عندما قال لي 《يا بني أسبق التكنولوجيا قبل ان تسبقك》، لم اعي هذه الجملة بالبداية، ثم قال لي احرص على أن تواكب أحدث البرامج التي تساعدك في القراءة والكتابة، وواكب التطورات التكنولوجية وسخرها لمساعدتك، وكان هذا بالفعل سر نجاحي واستمرار مسيرة الحياتية، حيث انني من دون جهازي المحمول واللابتوب الخاص بي لا استطيع الاستمرار".
وأضح سبب اختياره لتخصصه حيث قال" تخصصي انجليزي فرنسي، لماذا بسبب عمتي دعاء التي كانت تتحدث بمصطلحات فرنسية إضافة إلى قواعد اللغة الصعبة التي تشبه الرياضيات فتحمست أكثر وأصبح لدي شغف وإلمام باللغة الفرنسية وأن أكون قدوة وأول مدرس لغة فرنسية من ذوي الاعاقة البصرية لذوي هذه الاعاقة، وان أنشر هذه اللغة للمجتمع، إضافة إلى أنني أول من طلب يدرس هذا التخصص لانني شخص مغامر لا يحب النمطية."
وتحدث راضي عن اخته، قائلا" أختي سهاد علاقتي بها لا توصف، العلاقة التي بيننا عميقة ليس من السهل وصفها، وجودها بجانبي داخل الجامعة كان سنداً كبيراً لي، ودعماً وتشجيعاُ، إضافة إلى الذكريات والمناكفات الاخوية التي تحدث بيننا، أتمنى لها مستقبل باهر وان تحقق أمانيها، لاننا نكمل بعض، حيث أننا رسمة من لونين تكمل بعضها."
ووجه راضي رسالة شكر لكل من سانده فقال: "الذي ينظر إلى وسيم قبل اربع سنوات لا يقول أنه نفس الشخص حالياً، في كل خطوة أريد أن أخطوها أذهب إلى الأستاذ ماهر واستشره، علمني كيف أكون شخصاً عادياً وأباً ومعلماً، شكراً جزيلاً له ولعماتي ومعلماتي وأختي ولكل من علمني حرفاً وجعل مني وسيم الشخص الذي تعرفونه حالياً".