في يوم التضامن.. ماذا لو كان المغتصب دولة عربية؟!

بي دي ان |

01 ديسمبر 2021 الساعة 02:53م

منذ أن دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، للاحتفال في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد سبق أن اعتمدت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين ( القرار 181)، والعالم يقوم باحياء هذه المناسبة اعترافا منه بحق الشعب الفلسطيني على أرضه وحقه في تقرير مصيره، وتأتي هذه القرارات من قبل منظمة أممية لم تفلح في فرض قراراتها الدولية على كيان مغتصب لأرض لها جذور ولها أصحاب، وكأنها تقول أن لم أفلح فافعلوا أنتم ما تشاؤوا. 

بإحياء هذا اليوم هو فرصة للفلسطينيين لتجديد تمسكهم والتأكيد على حقوقهم رغم كل ما يواجهونه من محتل غاصب مفتقد لأدنى المفاهيم القيمية والإنسانية، ضاربا بعرض الحائط بكل القرارات الدولية التي تقر حق الفلسطيني على أرضه، ولسوء حظ الفلسطينيين أن مرجعيتهم الدولية هي مرجعية تكيل بمكيالين فَلَو كان المعتدي دولة عربية لقامت الدنيا وتحركت جيوش العالم لتردعها، بالتالي فإننا الفلسطينيين مطالبون اليوم بتكثيف جهودنا والعمل المتواصل والمنتشر في كل أرجاء المعمورة ليكون هذا اليوم من كل عام هو يوم استنفارٌ دولي واستنهاض عربي، فان الشعوب ما زالت حية والمناصرين لعدالة قضيتنا كثر ولابد للوصول إليهم والتنسيق معهم، وما شهدناه خلال الأيام القليلة السابقة في معظم ساحات العالم العربية والأجنبية من تظاهرات ولقاءات ومؤتمرات مناصرة لقضيتنا الفلسطينية يعتبر دافعا قوي للاستمرار في النضال وفضح جرائم الاحتلال الكولونيالي في كل الساحات، فما شهده ويشهده العالم من حالة تضامن مع الفلسطينيين هو حالة مطمئنة ويدعو للتفاؤل والتقدم بخطوات واثقة للوصول إلى أكبر قدر من المؤسسات والجامعات ومختلف الفئات على مستوى العالم. 

وبالرغم من موجات التطبيع مع دولة الكيان والتي تعتبر خنجراً مسمومًا في خاصرة قضية العرب الأهم، إلا أن شعوبنا العربية ما زالت على ثبات عدالة قضيتنا، واختلاف ورفض واضح لقرارات حكومتها الداعية للتطبيع وما حدث في دولة المغرب الشقيق من خروج مسيرات وتظاهرات ضخمة تندد بقرار حكومتها الداعم للتطبيع وكذلك ما حدث بالسودان والبحرين، جميعها تؤكد أن شعوبنا حية وتسبق حكوماتها وعلى الشعوب الرهان.

مئات الفعاليات في أكثر من مئة دولة بالعالم أحيت اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هذا يستوجب نقل جزء من نضال شعبنا إلى الساحات الدولية وإثارة الرأي العام لفضح ممارسات الاحتلال من قتل وهدم بيوت وتهويد القدس واستيطان غير شرعي وقتل واعتقال الأطفال والنساء، مئات الجرائم الإسرائيلية التي ممكن فضحها عبر وسائل اعلام عالمية مناصرة لنا، وهنا يأتي دور الحملة الدولية الأكاديمية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والابارتهايد، وحملات ومبادرات أخرى للعمل فرادى أو بالشراكة مع سفاراتنا وجالياتنا بالخارج لتكذيب الرواية الإسرائيلية وفرض الحقيقة الفلسطينية، ورغم ذلك، كل هذا لايكفي لو بقي الفلسطينيون منقسمين ويشكلون نموذجا بائسًا فلا بد أن نتضامن ونتوحد مع أنفسنا أولا، ونحافظ على وحدتنا الوطنية والجغرافية ووحدة الخطاب كي نستحق تضامن الآخرين.