"كريمة النجار" تخرج من العتمة إلى النور وتظهر موهبتها في الرسم

بي دي ان |

27 نوفمبر 2021 الساعة 02:07م

بعزيمتها واسرارها حققت ذاتها واقوامت نفسها رغم المحبطين من حولها، الشابة كريمة النجار 30 عاماً من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بإمكانياتها البسيطة خرجت من العتمة إلى النور لتظهر موهبتها في فن الرسم إلى العالم.

وتروي النجار قصتها قائله: "أصبحت رهينة الكرسي المتحرك جراء سقوطي على الأرض وأنا بسن الـ17 عاما، الأمر الذي سبب لي شلل نصفي في جسدي لكنه لم يعيقني طويلاً لأن عزيمتي واصراري وطموحي اقوى من أن يسيطر علي المرض ومضيت في طريقي إلى أن أبدعت في مجال الرسم. 

وتضيف النجار، إنها دائما ما حلمت بأن تكون مذيعة، ولكن الكرسي المتحرك كان عائقاً أمام طموحاتها، إذ جعلها تشعر أن أحلامها وكأنها سراب تراه أمامها ولكن لا تستطيع الوصول إليها، لعدة أسباب أبرزها نظرة المجتمع لها كونها مصابة بالشلل.

وأوضحت أنها جلست خمسة سنوات وهي منعزلة عن العالم الخارجي ولا رغبة لها بالخروج ومواجهة الآخرين، ما زاد ذلك من عجزها والمشاكل الصحية، مضيفةً أنها تعرضت للكثير من التنمر لمجرد تفكيرها بالظهور على كرسي متحرك أمام الجميع عبر مواقع السوشيال ميديا، ما أثر على نفسيتها بالحزن والإحباط الشديدين.

قررت النجار مواجهة العالم مهما كلفها الأمر بكل قوة وإرادة وطموح، على اعتبارها شخصية موهوبة بالرسم وبجانبها من قدم لها الدعم الكامل وهو أ. محمد أبو اللحم.

وبينت النجار، أنه من اختصاصها رسم صور البور تريه، لتأثرها بعدة شخصيات أهمها: محمود درويش، ياسر عرفات “أبو عمار” ونزار قباني وكله باستخدام قلم الرصاص فقط العامل الأساسي والمهم في كل ما ترسمه.

وتابعت : “من طموحاتها تطوير موهبة الرسم بشكل أكثر، وأن يكون لها معرض خاص، ولكن الظروف كانت سدا منيعا أمام ذلك، الأمر الذي سبب لها شحا في السيولة وأجبرها على الانتظار للحصول على طلبات حتى تقوم بتوفير مواد خام لرسمها”.

وأردفت: “أشعر بالحاجة للرسم بالألوان كونها تدل على الحيوية والجمال وتبرز خفايا الصورة، ولكن يتطلب الأمر توفير مواد خام مفقودة بالأسواق في قطاع غزة”.

وصرحت النجار، أنها ستنتج معرض فني يبرز جميع أعمالها، وإنجازاتها وتظهر موهبة الرسم التي بداخلها للجميع بإرادة وقوة، سواء كان داخل قطاع غزة أو خارجه.

وختمت النجار حديثها، أن لا أعاقة مع الإراده، ولا يأس مع العزيمة، ووجهت رسالة إلى المجتمع بأن يغير نظرته إلى ذوي الإعاقة، وتتمنى من أصحاب الإعاقة أن لا تقف أعاقتهم حاجزاً في حياتهم، وأن يستمروا في الإنجاز ليغيروا نظرة المجتمع اليهم.