السوبر ماركت .. والتجار الجدد

بي دي ان |

11 أكتوبر 2020 الساعة 06:29م

في زمن غير بعيد، كان أحد التجار الكبار يمتلك سوبر ماركت كبير، ولا يستطيع أحد أن ينافسه في تجارته، وسيطر بتجارته على سوق العرض والطلب، وحارب كل من يحاول أن يفتح محلا تجاريا بجانبه أو قريب منه، كان قاسيا في التعامل مع منافسيه، وشديد القوة على معارضيه.
اتفق التجار المحليون على محاربته لكسر شوكته، فبحثوا عن نقاط ضعفه، واقتحموا عرينه، وبين ليلة وضحاها أصبح هناك عدد من الدكاكين بجوار السوبر ماركت، تبيع أرخص منه للفقراء والمحتاجين، فقويت شوكة التجار المحليون، وبدأت تجارته تبور، وتراجع دخل السوبر ماركت، وعزف الناس عنه.
رفض التنازل للتجار المحليين عن مكانته، وأصر على أنه التاجر الأول، فكان لابد من تحطيم تلك المكانة باستخدام الفقراء والمحتاجين من خلال دعمهم بالمواد الغذائية، فامتنع الفقراء والمحتاجين وعامة الناس عن دخول السوبر ماركت، وراجت تجارة التجار المحليين، فأصبحوا ملوك السوق.
كسرت الهيبة والمكانة والتجارة، وأفلس السوبر ماركت، ولكنه عنيد لم يتنازل بسهولة، ادار السوبر ماركت بما فيه من بضاعة، يبيعها دون أن يشتري غيرها، رافضا التسليم لهؤلاء المنافسين، فكانوا في الخفاء يرسلون أعوانهم لشراء ما في السوبر ماركت من بضاعة لتقصير عمره.
وحين جاء الوقت المناسب، اقتحم التجار المحليون وأعوانهم السوبر ماركت، ونهبوه، وطردوا التاجر الكبير إلى بيته، متحسرا على الهيبة والمكانة والتجارة، وسيطر التجار الجدد على السوبر ماركت.
غزة: 11/10/2020