استقالات اقليم شرق غزة

بي دي ان |

18 يونيو 2021 الساعة 02:46ص

..Written by Dr.Montgomery Howwar 


من لا يعرف التحديات التي واجهها الأخوة في حركة فتح - إقليم شرق غزة، داخل فتح وخارجها، هو انسان مغيب وعليه مراجعة معرفته وفتحاويته وانتمائه، واستقالة هذا الفرع تحديدا له دلالات بل أهمية خاصة يجب أخذها بعين الاعتبار:

 بداية، إنهم إخوة منتخبون ضمن الأطر الفتحاوية في عملية ديمقراطية لم تشبها شائبة، وهم يمثلون القواعد الفتحاوية في شرق غزة تحت مظلة تلك العملية الديمقراطية التي جرت داخل الحركة، ولهذه المنطقة الجغرافية من قطاع غزة مكانة خاصة يعلمها القاصي والداني جراء ما تعرضت له من اعتداءات سافرة واجتياحات متكررة من قبل قوات الاحتلال الغاصب، وقد تكبدت تلك المنطقة بأسرها خسائر فادحة لا تزال صورها عالقة في أذهاننا كفلسطينيين.

ثانيا، ينتمي أعضاء هذ الإقليم لنفس المنطقة الجغرافية التي ينتمي لها الأخ أحمد حلس، عضو اللجنة المركزية ومفوض عام التعبئة و التنظيم في المحافظات الجنوبية.

 ثالثا، لقد عبر الأخوة في إقليم شرق غزة عن سخط حقيقي داخل حركة فتح جراء عدم الالتزام بقرارات السيد الرئيس محمود عباس القاضية برفع العقوبات كاملة عن قطاع غزة ومنها المستحقات المالية للموظفين بشطريهم المدني والعسكري، والخصومات والتقاعد المالي وانهاء ملف تفريغات 2005. رابعا، لقد وصل الأخوة في إقليم شرق غزة مرحلة لا يستطيعون الدفاع فيها عن المماطلة والتسويف التي تنتهجها حكومة الدكتور/ محمد اشتية وهذا ما نبهنا له منذ فترة طويلة بأنه يجب الفصل بين العقوبات التي تهدف الى اعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد مع تحفظنا على هذا الاجراء، وبين أبنائك من أبناء حركة فتح.

الأجدر بحكومة الدكتور/ محمد اشتية، وكما جاء على لسانه شخصيا وحرفيا، أنه رئيس وزراء لكل الشعب الفلسطيني ولكن المماطلة في تنفيذ قرارات السيد الرئيس تضعه، وبكل أسف، في خانة رئيس وزراء الضفة الغربية فقط لا غير، وهذا بالنسبة لأبناء حركة فتح مرفوض جملة وتفصيلا فالجميع حريص على وحدة أبناء شعبنا تحت مظلة منظمة التحرير سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة وحتى أهلنا في ال 48 وفي مخيمات اللجوء والشتات.

بكل مسئولية، الدكتور محمد اشتية والأخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح مطالبون بتدارك ما آلت اليه الأمور والتي من الممكن أن تكون سابقة لأقاليم أخرى لتقديم الاستقالات والدخول في دوامة نحن في غنى عنها، وفي المقابل، هم مطالبون بتقديم كل ما من شأنه أن يساهم في تقوية حركة فتح، تحديدا في قطاع غزة. فتح تستحق ذلك من الكل الفتحاوي فهي فتح الياسر وأبي جهاد، ومخطئ من يظن أن بدون حركة فتح ستقوم له قائمة في الوسطين الفلسطيني والعربي.

يدرك جميعنا تماما حجم التحديات المحيطة ونعلم جميعا أنه لا يمكن مواجهة تلك التحديات دون ترتيب البيت الفتحاوي. ان القوى المتربصة بحركة فتح في قطاع غزة تفرض علينا تحديات جسام وعلى اللجنة المركزية لحركة فتح مراجعة سياساتها في القطاع وإيجاد آليات تدعم مسألة التواصل الجغرافي بين شطري الوطن، وعليهم أيضا أخذ هذه الاستقالة بصدر رحب ولكن على محمل الجد فهم يمثلون شريحة مهمة وهم من دفع الثمن غاليا في الانقلاب الاسود وتحديدا أهلنا في عائلة حلس، دون انتقاص من بقية العائلات في شرق غزة. 

مطلوب من حركة فتح القيادة أن تنزل الى القواعد وأن تساهم وتحل الأزمات والمشاكل ولا يكون ذلك عبر لجان وأشخاص لا يحظون بثقة أبناء فتح بل عبر قادة ميدايين ممن لامسوا الجرح للخروج بخلاصات وآليات عمل للنهوض بحركة فتح من جديد.

ان امتناع الشرائح المثقفة والأكاديمية في حركة فتح وترفعها عن تسليط الضوء على المشاكل التي تتعرض لها الحركة لن يفيد ولن يصب في مصلحة الحركة.