عقبت الفصائل الفلسطينية صباح اليوم الخميس، على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، والتي أدت لارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين من بينها إصابات حرجة.

وقال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك: " جريمة بشعة ترتكبها حكومة الإرهاب الصهيونية في مخيم جنين معتقدةً أنها تستطيع هزيمة الإرادة الوطنية للشباب الفلسطيني.

وشدد، الحايك، على ان شعبنا مستمر في الدفاع عن وجوده ومقدساته مهما كانت التضحيات.

ودعا، المجتمع الدولي للتحرك الفوري لحماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان المستمر في جنين.

بدوره، اعتبر عضو قيادة "حماس" في إقليم الخارج هشام قاسم أن المجزرة الدامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم في مخيم جنين، تأتي تطبيقًا لتوجهات الحكومة اليمينية الفاشية الجديدة، من خلال تعليماتها لجنودها وضباطها باستخدام مزيد من النيران الحية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني بزعم مواجهة المقاومة المتصاعدة في أراضينا المحتلة.

وقال قاسم في تصريح صحفي، إن المقاومة الباسلة التي تصدت منذ ساعات الصباح لقوات الاحتلال المقتحمة للمخيم تؤكد أن إرادة المقاومة باقية وقوية، ولن ترهبها القوة الفتاكة الهمجية التي اقتحمت المخيم، تحت ذرائع واهية.

وأكد أن "مقاومتنا الباسلة لن ترهبها تصريحات الاحتلال، ولا تهديداته وتوعداته، لأنها مصممة على بلوغ طريق التحرير، مهما كلف من أثمان".

ونوه قاسم بأن ما يشهده مخيم جنين من ملحمة بطولية منذ ساعات صباح اليوم إنما يشكل دعوة لجميع قوانا وفصائلنا الحية بالانخراط في جبهة واحدة للتصدي للاحتلال، وتدفيعه أثمانًا على جرائمه الدامية، وعدم السماح له بتحقيق أي إنجازات على حساب شعبنا ومقاومته.

وأشار إلى أن ما رسمته اشتباكات مخيم جنين من انخراط لجميع المقاومين إنما يؤكد صوابية منهج المقاومة في تصديها للاحتلال وعدوانه.

من جانبه، وصف الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" ما جرى ويجري في مدينة جنين ومخيمها، والذين يتعرضان منذ ساعات فجر اليوم الخميس لاجتياح واسع من قبل قوات الاحتلال، بأنه مجزرة إسرائيلية حقيقية ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية يجب أن تحاكم إسرائيل عليها.

وقال، إن الوحشية التي مارستها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل في جنين ومخيمها حيث ارتقى العديد من الشهداء وأصيب مثلهم، يميط اللثام عن الوجه الحقيقي لحكومة نتنياهو، والتي تمثل أقصى اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، ويبعث برسالة واضحة لكل من لا يزال يعلق الأمل على إمكانية تحقيق السلام مع هذه الحكومة التي باشرت عمليا بتنفيذ برنامجها للإجهاز على كل ما هو فلسطيني ويمت للحق الفلسطيني.

وطالب "فدا" المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والسياسية من أجل معاقبة إسرائيل على هذه الجريمة الجديدة ومن أجل التوقف عن مسلسل الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين العزل ومن أجل المباشرة في توفير نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني في وجه هذه الجرائم.

وتوجه "فدا" لدول التطبيع العربي تحديدا الدول الأعضاء فيما يسمى منتدى النقب للسلام إلى الوقف الفوري وقطع وإنهاء كل علاقاتهم مع إسرائيل، وطالب القيادة الفلسطينية بالتنفيذ الفوري للقرارات المتعلقة بإنهاء كل أشكال العلاقة مع كيان الاحتلال وقطعها.

من ناحينها، زفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بكل فخر واعتزاز شهداء شعبنا الفلسطيني الذين ارتقوا خلال تصديهم البطولي لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين.

وأكدت أن هذه الدماء الطاهرة والحالة الثورية المستمرة التي يجسدها أبناء شعبنا الفلسطيني، ترعب المحتل الغاصب، وهي تتعاظم بفضل تضحيات شعبنا التي يتصدى لإرهاب المحتل.

ودعت  أبناء شعبنا الفلسطيني لمواصلة انتفاضة الاشتباك وثورة المواجهة في كافة نقاط الاشتباك الممكنة ضد قوات الاحتلال التي تواصل إجرامها اليومي بحق أبناء شعبنا.

وقالت الجبهة، نحمّل الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن جرائمه وانتهاكاته المتواصلة بحق شعبنا، ونؤكد أنّ دماء شهدائنا لن تذهب هدراً، كما ونحيي مقاومينا البواسل وشبابنا الثائر الذين يتصدون بكل قوة وثبات لإجرام العدو.

من جانبه، نعى نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، شهداء مخيم جنين الذين ارتقوا نتيجة العدوان الإسرائيلي صباح اليوم الخميس.

واعتبر في بيان صحفي، أن ما حصل هو جريمة حرب وعدوان موصوف لحكومة الحرب الفاشية في إسرائيل، والذي استهدف الأماكن السكنية والطواقم الصحفية والطبية، مطالبا الهيئات الدولية بتوفير الحماية لأبناء شعبنا ومعاقبة الاحتلال على جرائمه.

وصرح فيصل إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تثبيت معادلات جديدة بفرض مشروعه القائم على القتل والاعتقال والاستيطان وهدم المنازل، دون أن يدفع أي ثمن لعدوانه وسياساته التي هي ترجمة حرفية لبرنامج حكومة تحالف اليمين الفاشي والعنصري في إسرائيل، ويتطلب ردا وطنيا بحجم ما يرتكبه الاحتلال من جرائم، مؤكدا أن شعبنا وقواه الوطنية لن يسمحوا للاحتلال بالاستفراد بمخيم جنين وغيره من مواقع الصمود والمواجهة على امتداد كل الأرض الفلسطينية.

ودعا علي فيصل جميع قوى شعبنا إلى توحيد صفوفها وتصعيد فعاليات المقاومة على امتداد فلسطين التاريخية، وإجبار الاحتلال على التفكير بعواقب أي عدوان سيقوم به تطبيقا للقوانين والقرارات والإجراءات التي اتخذها والتي سيتخذها في إطار فرض مشروعه القائم على دفع شعبنا للاستسلام.
يتبع...