كي لا نكون كاذبين !

بي دي ان |

03 مايو 2021 الساعة 05:55ص

بعد تباينات وتخمينات من هنا وهناك من عامة الشعب الذين ينتظرون بشغف عملية انتخابات وانتخاب من يمثلهم ويكون مؤتمن على قضاياهم على أمل تغيير واقع مشين، وبين فئة ومرشحون تختلف النوايا ما بين خدمة شعبهم ومنهم من يتملكه شهوة السلطة والجاه وما بين هذا وذاك، أصدر الرئيس أبو مازن مرسوما بتأجيل الانتخابات لعدم موافقة "إسرائيل" على إجراء العملية الانتخابية في القدس الشرقية.

قرار أثار جدل كبير بين من وافقه القرار وأثنى عليه على اعتبار أنه لا يجوز إجراء الانتخابات بدون القدس، ومن طرف آخر واجه القرار استياءا كبير من أوساط عديدة على اعتبار أن هذا يعني استسلام ورضوخ للرغبة والقرار الإسرائيلي، في كل الأحوال الانتخابات رغبة وأمنية لدى كل أبناء الشعب الفلسطيني فهناك جيل كامل لم يسبق له الانتخاب وهناك حالة فلسطينية بحاجة إلى نفض الغبار عنها وتجديد وجوه ومسارات لم تنقذ شعبنا من حال البؤس الذي يسود.

من هنا ندرك أن القدس هي المعضلة في إجراء الانتخابات وبالطبع لا أحد يستطيع أن يجري انتخابات بدون القدس ولكن، هناك الكثير من التساؤلات الواجبة في هذا المقام أولها هل تم الحديث أثناء حوارات القاهرة حول القدس كقضية مركزية في العملية الانتخابية ماذا لو رفضت إسرائيل؟ أم أن هذا التساؤل سقط سهوا؟ وفِي حقيقة الأمر أنه مشكلة فعلا لو لم يتم التطرق لهذا الموضوع في القاهرة.

ثانيا ومنذ أن أرسلت القيادة الفلسطينية طلب للجانب الإسرائيلي، كان واضحا سلبية الرد فَلَو كان هنالك موافقة لكان ردا على الطلب حينها، فلماذا لم يتم الدعوة مبكرا لمناقشة الأمر قبل الوصول للنقطة الاخيرة، وثالثا القوائم الانتخابية والتي من المفترض أنه لديها برنامجها الوطني وعلى رأسه القدس ماذا كان برنامجهم أو استراتيجيتهم للقدس قبل وبعد ؟ ثم أن العملية الانتخابية على أهميتها هي وسيلة للنهوض وخلق واقع أفضل والدفاع عن قضايانا الوطنية وإيجاد حلول وتحقيق اختراق في قضايا عديدة تكلست بفعل الاهمال الوطني لها، فكان لابد للقدس أن تكون جامعة موحدة، نعم كان لابد أن بكون النضال أعظم والتكاتف واضح والحشد والتحشيد والاندفاع نحو القدس لفرض قرارنا الفلسطيني وخاصة في ظل اتفاقيات موقعة.

فمن السذاجة أن نفترض موافقة الاحتلال على الانتخابات لأن ما نحن عليه من انقسام وانفصال وفرقة وتشرذم هو الحال الذي يرتضيه عدونا لنا تماما، ومشاحناتنا وأنانيتنا وتفضيل الحزب على الوطن والجزء على الكل هو ما يعزز هذه الرغبة الإسرائيلية في استمرار الوضع الكارثي، فالكثير ممن هم بالمشهد جاثمين على صدورنا احترفوا الكذب والتمثيل مع عدم إدراكهم لحالة الوعي التي وصل إليها شعبنا، وأن الشعارات والتذاكي لم يعد ينطلي على عقل هذا الشعب المنهك الذي فقد الثقة بجميع من حوله.

القدس درة التاج تتعرض من وقت طويل لكل أنواع الاعتداءات والاقتحامات والهدم والتهجير، فهل باتت القدس وصفة انتخابية فقط، سنوات كارثية وليال مظلمة مرت ومازالت تمر على القدس ولَم نرى الحشودات ولا المؤتمرات ولا المسيرات، فهل أصبحت اليوم تستحق، أم أصبحنا نحسن استخدامها ؟!

وبعد تأجيل الانتخابات هل سنعاود إهمال القدس ؟ لا شك أنه بات مطلوب من كل أوساط شعبنا أن نتعامل مع الانتخابات "دافعا للطرق على الخزان فلنضع خططا وبرامج وبشكل عاجل للتصدي للعدوان الغاشم على القدس وخاصة تهجير السكان، وتعزيز صمود أهلنا بالقدس، وفِي ذات السياق استمرار الضغط على الاحتلال بشتى الطرق لإجراء الانتخابات وأولها الضغط الميداني الفلسطيني وأن تكون الحالة الفلسطينية موحدة، فشعبنا لم يعد يثق باي قول نحن فقط بانتظار فعل وطني ثوري قادر على أحداث التغيير واستعادة الكرامة للوطن والمواطن.