حائز على جائزة دولية..

باحث يعالج مشكلة تلوث المياه بغزة بطرق صديقة للبيئة

بي دي ان |

03 مايو 2021 الساعة 03:45ص

يعاني قطاع غزة منذ عشرات السنين من مشكلة المياه الأمر الذي دفع العديد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية لتطلق نداءات تحذر من خطورة الوضع المائي في قطاع غزة بسبب ارتفاع نسبة المياه غير صالحة للاستهلاك البشري وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية التي وصلت لـ 97%.

من هنا بدأ الباحث صلاح الصادي من التفكير بحلول إبداعية صديقة للبيئة، فنضجت في عقله فكرة تقوم على حلّ مشكلة المياه باستخدام التكنولوجيا الخضراء، والتي مكنّه من الحصول على الجائزة الأولى في فئة الأفراد التي أطلقتها لأول مرة منظمة المجتمع العلمي العربي "ARSCO".

قال الصادي إن "الفكرة أتته عندما كان طالباً في الدراسات العليا قبل عامين، ليبدأ التفكير في كيفية البحث عن حلول جذرية صديقة للبيئة لمعالجة مشكلة تلوث المياه في غزة، مع مراعاة الظروف والإمكانيات المتوفرة لأن البحث العلمي يواجه العديد من المشكلات بسبب العزلة وقيود الحصار الإسرائيلي وقلة الإمكانيات والدعم المالي".

وأضاف أن المشروع هو نتاج دراسة بحثية استغرقت أكثر من عامين، وهدفت إلى إزالة ومعالجة المياه من النترات وبعض الملوثات باستخدام التكنولوجيا الخضراء، المتمثلة في خليط حيوي من "بذور الشيا والرشاد، والكتان، ونوى الزيتون والبلح"، وتتم معالجتها بطرق صديقة للبيئة دون إضافات كيميائية، ووفق الخطة المطروحة فإنه يتم استخدام هذا الخليط كمرشحات لمعالجة وتصفية المياه من التلوث بنسبة 95%.

واللافت أن ما يميز دراسته هو أن عملية تنقية المياه تتم طبيعيًّا، دون إلحاق ضرر بالبيئة كالطرق التقليدية للتنقية، وأنها تحافظ على نسبة المياه دون فاقد بعد تنقيتها، مشدداً على أن فكرة مشروعه نبعت من كون 68% من المياه غير صالحة للشرب.

وحول آلية المعالجة ذكر الباحث أنه استخدمت بذوراً معينة من النباتات، وقد تمت معالجتها بطرقٍ صديقةٍ للبيئة دون الحاجة إلى استخدام أي من المواد الكيميائية، هذه البذور تُوظف لاستخدامها كفلاتر أو مرشحات، سواء في أحواض لمعالجة المياه الملوثة، أو في فلاتر بأشكالٍ وأنواعٍ مختلفةٍ من أجل إزالة الملوثات من المياه، وتوضع في قوالب تسمح بتبادل الخليط الحيوي مع المياه، واستقطاب الملوثات ضمن هذه القوالب، ومن ثم يعاد تدويرها من خلال إزالة المادة الحيوية، واستخدامها مرة أخرى في معالجة المياه.

وأشار إلى أن ما يسعى إليه في الوقت الراهن من خلال هذا البحث أن يتمَّ عمل مشروعٍ كاملٍ أو عمل نظامٍ متكاملٍ على كلا الجانبين، الجانب الأول معالجة المياه واستخدامها في الزراعة، والجانب الثاني معالجة المياه واستخدامها في مياه الشرب.

ويرى الصادي أن المشروع قابل للتجسيد على أرض الواقع، وإمكانية تطويره في حال وجد الدعم اللازم من الجهات ذات الصلة، كما يُمكن تطبيقه في جميع أنحاء العالم وليس بغزة فحسب، مورداً أنه طرح الفكرة بعدة مؤتمرات دولية، لاقت اهتمام وتشجيع من جهات عدة لتطويرها بحيث تُستخدم فعليًا بحل مشكلات مائية على مستوى العالم.

ويطمح الباحث صلاح الصادي الحصول على درجة الدكتوراة، والتوسع أكثر في البحث عن تحلية مياه قطاع غزة الذي يعاني من نقصٍ في المياه الجوفية وزيادة في أعداد سكانه، منوها أنه على الشباب الاستفادة من كل قدراتهم البحثية والعلمية، وعدم إهمال مشاريعهم بعد التخرج من الجامعة، فقد تكون يومًا ما، هي نافذتهم على مستقبلٍ أكثر إشراقًا وتميزًا وانفتاحًا.

حاز مشروع الباحث الذي حمل عنوان "معالجة مياه الشرب والري بالتكنولوجيا الخضراء"، على الجائزة الأولى لمسابقة منظمة المجتمع العربي العلمي لفئة الأفراد في نهاية عام 2020، معبراً عن فخره بهذه الجائزة، التي تمكّن من خلالها التحليق باسم فلسطين في الوسط العلمي العربي.

 واختتم بقوله يوجد العديد من المشاريع البحثية الجيدة في فلسطين، والكفاءات قادرة على تحقيق الإنجازات، لكنّ صعوبة الظروف السياسية والاقتصادية، تحيل أحيانًا دون ذلك.