القانون الدولي " المرآة العاكسة"

بي دي ان |

28 ابريل 2021 الساعة 11:05ص

حتى نفهم عن ماذا نتحدث لازم يكون هناك "حدوتة" والحدوتة هي الإنسان ( تاريخ الإنسان )، عندما وجد الإنسان على الأرض كون جماعات وهذه الجماعات كونت ما بينها علاقات والعلاقات بطبيعة الحال تحتاج إلى قانون طالما في إنسان ومجتمع إذا في قانون ينظم هذة العلاقات بين الأفراد داخل الجماعة وبين الجماعات، وعندما تطورت الجماعات من أسرة إلى قبيلة ثم إلى دولة ! ونشأت فكرة الدولة أصبح في إقليم و شعب و سلطة حاكمة و هذه كما نعرف أنها عناصر أو أركان كل دولة، وأصبحنا نتحدث عن دول فأصبح المجتمع الدولي الكبير على مستوى العالم هو " المجتمع الدولي " أفراد ودول كل دولة من هذة الدول تدخل في علاقات في ما بينها مع دولة أخرى وبالتالي يجب أن تنظم هذة العلاقات الدولية بواسطة قانون اسمه "القانون الدولي".
 
القانون الدولي كان مرآة عاكسة لطبيعة العلاقات بين الدول فقد كانت الدول في العهد القديم قائمة على مبدأ الصراع ولا سيما أنه كان هناك علاقات تجارية وسلمية وعلمية ، لكن كان الأساس والمنطق بين الدول هو منطق الصراع منطق السطو ، إلى أن قامت الحرب العالمية الثانية والتي دمرت العالم وقتلت ملايين من البشر وحرقت دول بأكملها ! واستخدام الأسلحة النووية والذرية .. الخ
 
ساد منطق جديد اسمه منطق " التعاون " وهو سيادة مبدأ السلم والأمن الدوليين ، الا يوجد منطق الصراع وأن يكون منطق التعاون وبتالي نتج عن هذا الأمر أن القانون الدولي لا بد أن يكون المرآة العاكسة لنفس الصفة ! وأنه لا يكون قانون صراع ويكون قانون سلم وتعاون ، لكن الحقيقة كقانون هو ذلك الموجود في الكتب وفي الأوراق الخاصة بالأمم المتحدة والمعاهدات ، والمنظمات الدولية ! 

ولكن سياسياً على أرض الواقع ما زال قانون صراع ! ومنطق الصراع موجود ولكن اختلف الأمر قليلاً فمثلاً بعد ما كان صراع عسكري أصبح هناك صراع اقتصادي ، ثقافي ، ديني ، إعلامي بمعني آخر " قوة ناعمة " ومع كل ذلك فإن القانون الدولي مهم ولم يفقد أهليته ولكن نستطيع أن نستخدم قوته في الرأي العام الدولي والعقوبات الدولية والجزاءات الدولية ، ومع ذلك المنطق مازال غير عادل وأن القوي دولياً هو الذي يسيطر على الضعيف دولياً.

فعلى سبيل المثال نحن كفلسطينيين نستخدم القانون الدولي ومازلنا نستخدمه ضد دولة الإحتلال ، والعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ، ولم نتأخر عن تقديم التقارير والشكاوي الدولية لمنظمات المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحكمة الدولية ، ونذهب بإتجاه الرأي العام الحر والإعلام العالمي والجرائد العالمية لنير الأحتلال وتحقيق المصير وتحرير الأرض ، ونزع هذا المكون الغريب الذي يطعن في خاصرة فلسطين ، ولكن هل يغني الحذر من قدر ؟