وليد العوض: التطبيع إشهار لعلاقات قديمة تربط بعض الأنظمة العربية بالكيان ويعكس حالة الإنهيار

بي دي ان |

23 سبتمبر 2020 الساعة 10:25م

أكّد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني " ان  اتفاقيات التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني مجرد إشهار لعلاقات قديمة تربط بين بعض الأنظمة العربية والكيان، معتبرا أن الشعوب العربية لن تقبل بالتطبيع ولن تتخلى عن فلسطين.

وقال العوض:  في حوار مع "الشروق التونسية" أن جميع الفصائل والقوى الفلسطينية تعمل على توحيد رؤيتها وتشكيل جبهة عربية واسعة لمقاومة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني.

وفيما يلي نص الحوار كاملًا:

س.. في البداية ، ماهي برأيكم تداعيات التطبيع الخليجي مع الكيان الصهيوني على مستقبل القضية الفلسطينية وأحلام شعبها في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية ؟

ج.. جاءت خطوة التطبيع الإماراتي والبحريني مع دولة الاحتلال برعاية امريكية بمثابة الخنجر الغادر في صدر القضية الفلسطينية والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في وقت تتصدى فيه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لصفقة ترامب وخطة الضم التي تقوم على شطب حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها ..هذه الصفقة كتبت بيد "اسرائيلية" وبتوقيع امريكي وتقوم بالأساس على ضم القدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال وضم اكثر من 33 بالمائة من اراضي الضفة وبالتالي شطب امكانية اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .

لكن رغم مخاطر هذه الخطوة فإنها لن تؤثر على استمرار كفاح الشعب الفلسطيني حتى تحقيق اماله وأحلامه بالعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وسيتمكن الشعب الفلسطيني من احباط هذه المؤامرة كما اسقط العشرات قبلها ولن تجني "إسرائيل" من تطبيعا سوى الخيبة لان ما تطمح له هو التطبيع الثقافي مع الشعوب وهذا لن يتحقق فالشعوب العربية كلها تقف إلى جانب الحق الفلسطيني.

س.. هل تتوقعون التحاق دول عربية جديدة بموجة التطبيع مع الكيان الصهيوني ؟

ج.. لا يخفى على احد إن هناك حالة من التهاوي التي تصيب النظام الرسمي العربي وهناك دول تقيم علاقات سرا مع دولة الاحتلال منذ فترة ليست قصيرة ، لكن المجاهرة بهذه العلاقة وتحويلها لاتفاقات تطبيع بدأت في الاونة الاخيرة. ونتوقع إن تلتحق بعض هذه الدول خاصة في ضوء الموقف المؤسف لمجلس وزراء خارجية الدول العربية الذي رفض ادانة اتفاق التطبيع مع الإمارات. وبالتالي هذا الموقف مثّل ضوء أخضرا لهؤلاء المتهافتين والمهرولين للسير في طريق التطبيع المذلّ.

س.. برأيكم هل يعني التطبيع الذي أقدمت عليه البحرين والامارات نهاية للمبادرة العربية للسلام القائمة على إنشاء دولة فلسطينية وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل السلام مع "إسرائيل" ؟

ج.. رغم ان بيانات جامعة الدول العربية تؤكد تمسكها بقراراتها وبمبادرة السلام العربية لقمة بيروت 2002 إلا ان واقع الامر يقول إن الزعماء العرب نقضوا توقيعهم وباتوا يتجاوزون ليس فقط المبادرة العربية بل وميثاق جامعة الدول العربية ذاتها وهذا أمر مؤسف يعكس حالة الانهيار الرسمي العربي. وفي نفس السياق فنحن ننظر بخطورة شديدة للاتفاق الامريكي القطري الذي اعلنت قطر بموجبه موافقتها لرؤية ترامب وصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية الامر الذي يعني ان قطر اشهرت تطبيعها مع العدو الاسرائيلي والتحقت بركب التطبيع الذي كانت قد رفضته من قبل.

س.. ما هي برايكم أليات الرد الفلسطيني حكومة وأحزابا وشعبا على التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني ؟

ج.. ستصّر القيادة الفلسطينية على مواجهة هذا التطبيع لما يحمله من مخاطر على القضية الفلسطينية .كما ستحرص القيادة على رفضها لتحويل الجامعة العربية إلى حصان طروادة لتمرير التطبيع او تبريره.
ومن ناحية اخرى تعمل القوى والأحزاب الفلسطينية على تعميق العلاقات في مختلف البلدان العربية لتشكيل جبهة عربية موحدة في مواجهة التطبيع والعمل على اسقاطه ونحن بدون شك نثق بالشعوب العربية جمعاء بأنها لن تسمح لهذه المؤامرة ان تمر.

س.. هل تقود موجة التطبيع العربي إلى توحيد الفلسطينيين لإنهاء الانقسام ومواجهة التحديات بشكل موحد؟

ج.. منذ إن اعلان صفقة ترامب والتطبيع اتخدت كافة القوى الفلسطينية موقفا واحدا برفضها لهذه الصفقات جملة وتفصيلا. وتم تشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية. كما تم الاتفاق على وضع آليات عملية لانهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية.

س.. هل تعتقد ان المنطقة ستشهد ولادة تحالف عسكري خليجي صهيوني ضد ايران وربما ضد المقاومة الفلسطينية ايضا؟

ج.. أعتقد إن "اسرائيل" لن تذهب لبناء تحالفات مع دول الخليج هي ستعمل على امتطاء ظهورهم لتحقيق عدة غايات اهمها محاولة عزل القضية الفلسطينية  والضغط على ايران من اجل تعديل الاتفاق النووي .اضف إلى ذلك ان الكيان الاسرائيلي يريد الاستمرار في اضعاف مصر اقتصاديا من خلال تهميش دور قناة السويس بعد أن ينجح في تشغيل انبوب النفط الممتد من "ايلات" . وهذا الانبوب سينقل النفط من دول الخليج لعسقلان دون المرور بقناة السويس الامر الذي سيكون له اثار سلبية  على الاقتصاد المصري لذلك كان مستغربا ترحيب مصر بهذا التطبيع الذي يمس دورها ومكانتها.