أهمية الرأي العام الفلسطيني خلال قضية الانتخابات الحالية

بي دي ان |

02 ابريل 2021 الساعة 07:44م

تُجرى الانتخابات في السلطة الفلسطينية لممارسة حق الفلسطينيين في تقرير المصير فيما يتعلق بحقهم في إقامة دولتهم الخاصة، ولكنها تخضع للاحتلال العسكري. يتم تقييدهم في إطار اتفاقات أوسلو ، مما يعني أن سلطة السلطة الوطنية الفلسطينية كانت (ولا تزال) مقصورة على مسائل مثل الثقافة والتعليم وبطاقات الهوية وتوزيع الأراضي والمياه وفقًا لأوسلو. (اتفاق مؤقت).

لا تسمح إسرائيل بالممارسة الحرة للأنشطة السياسية؛ فنقاط التفتيش والجدران الفاصلة تعيق العديد من الأنشطة الاجتماعية، لا يمكن للمجلس التشريعي أن يعمل بشكل صحيح لأن السفر الحر مستحيل، خاصة بين غزة والضفة الغربية، بغض النظر عن الأعمال العدائية بين فتح وحماس. تعرض أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وغيرهم من السياسيين لعمليات اعتقال طويلة أو حتى قُتلوا من قبل إسرائيل.

فهنا كل نتائج استطلاعات الرأي العام التي يُعلن عنها حاليًا قد تنقلب في أي لحظة، وبكل الأحوال فإن هذه الاستطلاعات لا تحظى بثقة عالية في المجتمع الفلسطيني بسبب تجربة الانتخابات التشريعية لعام 2006، لكن رغم كل شيء ثمة أهمية بالغة للرأى العام الفلسطيني بالانتخابات الحالية .

والرأي العام هو مجموعة من آراء الأفراد حول قضية ما تمس المصالح العامة، وغالباً ما يكون لهذه الآراء تأثيرها على سلوك الأفراد والجماعات وسياسة الحكومات

فاستطلاعات الرأي وظيفتها ليس فقط التنبؤ بسلوك الناخبين والناخبات؛ وإنما أيضًا الانتباه لسلوك الناس، وأتحدث هنا عن الأهمية الكبيرة لاستطلاعات الرأي، فهي ليست فقط تبيّن المزاج العام في الأراضي الفلسطينية، بل هي أيضًا تقيس الرأي العام تجاه قضايا معينة في ظل غياب سلطة المجلس التشريعي المعطّل منذ الانقسام، بالتالي كان يجب أن تنعكس نتائجها على كيفية تعاطي صنّاع القرار مع القضايا التي تهمّ المواطنين.

وفي ظل تعطّل عمل المجلس التشريعي، كان من المهم قياس الرأي العام تجاه التعديلات التي أجريت على قانون الانتخابات وعلى مشاركة المرأة والبرامج السياسية للأحزاب والشروط الموجودة في القانون الانتخابي ورأي الناس في التعديلات، وقياس مدى معرفة الجمهور أصلًا بهذه التعديلات وتفاصيلها، كل هذه الأمور يجب أن تتحدث عنها استطلاعات الرأي وليس فقط توقّع من سيفوز.

ثمة أهمية بالغة لتحلّي استطلاعات الرأي بالمهنية اللازمة والدقة والحياد لتخرج بنتائج أكثر شفافية من أجل تقديمها لصنّاع القرار حول كل ما يهم المواطن، فكما أرى؛ منهجية إجراء الاستطلاع هنا مهمة جدًا فالناس يتخوّفون مثلًا من الاستطلاعات الهاتفية بينما المقابلات الوجاهية تعطي مصداقية أعلى.

وفي النهاية ندكر انه بكل الأحوال يبقى الوضع في فلسطين عصيّ على التوقّع، فكل شيء هنا قد ينقلب ب لحظة، أي حدث سياسي يمكن أن يقلب الأمور تمامًا مثلما ارتفعت شعبية حماس بشكل مفاجئ عند العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكما ارتفعت شعبية فتح عند قرار وقف التنسيق الأمني، ليبقى الباب مفتوحًا على كل الاحتمالات حتى اللحظة التي يقول فيها الصندوق كلمته.