قراءة في منهجية د. حيدر عبد الشافي اتجاه التحديات الراهنة

بي دي ان |

21 سبتمبر 2020 الساعة 06:31م

بالذكرى الثالثة عشر لوفاة القائد الوطني الكبير د. حيدر عبد الشافي حيث فارق الحياة بتاريخ 25/9/2007 من إلهام إستذكار مسيرته وقيمه ومبادئه وذلك تقديراً له بوصفه رمزاً لِنَّزاهة والمصداقية وعنواناً للوحدة الوطنية من جهة ومن أجل إستلهام تجربته والتعلم منها واستخلاص العبر والدروس في مواجهة التحديات الماثلة أمام شعبنا وأمام القضية الوطنية بصورة عامة من جهة ثانية .

تأتي هذه المقالة في إطار التصور لمنهجية تفكير الراحل الكبير د.حيدر عبد الشافي وذلك بناء على مسار حياته الحافل بلعطاء في مواجهة تحديات الواقع الراهن .

فكيف كان سيفكر ويتصرف المرحوم د.حيدر لو بقي حياً بهذه الظروف وأمام المخاطر الكبرى التي تعصف بقضية شعبنا والممثلة بصفقة القرن وخطة الضم ومسار التطبيع ومخاطر فايروس كورونا ؟؟.

بالتأكيد فهو سيرفض كل ذلك وسيدعو إلى توفير الوسائل والطرق والأدوات لإفشال المخططات السياسية ومقاومتها هي وفايروس كورونا

أنه سيعمل بالضرورة على الضغط وحث كافة الأطراف وخاصة الحركتين الكبيرتين فتح وحماس على إنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة الوطنية بالسرعة الممكنة وبالعمل على إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ومؤسساته التمثيلية على أرضية ديمقراطية وتشاركية وعبر الإنتخابات والتي من خلالها سيتم تجديد الدماء وإعطاء الفرص للأجيال القادمة من الشباب على طريق تعزيز الشراكة السياسية.

لقد كانت لديه رؤيا ثاقبة اتجاه إتفاق أوسلو وخاصة اتجاه تأجيل موضوع الإستيطان لمفاوضات الحل النهائي حيث اعتبر أن الأرض هي ساحة الصراع الرئيسية وبدون وقف الإستيطان لا معنى لأية عملية سياسية وهذا كان موقفه الذي يؤكد عليه في مفاوضات مدريد واشنطن عندما كان يرأس الوفد الفلسطيني.

كانت إجابته باستمرار على تساؤل ما العمل ؟ الذي كان يعكف على ترديدة دائما يكمن بتحقيق الوحدة الوطنية وتشكيل القيادة الوطنية  الموحدة التي بجب أن تشمل كل فصائل العمل الوطني والإسلامي دون إستنثاء وذلك بهدف إدارة الصراع الوطني في مواجهة الإحتلال والإستيطان حيث وصل عدد المستوطنين في الضفة إلى أكثر من 750 ألف بالوقت الذي كان عددهم أبان توقيع إتفاق أوسلو حوالي 120 ألف إلى جانب الكفاح ضد نظام الابارتهاييد والمعازل العنصري .

كان سيدعو إلى تعزيز صمود المواطنين والتركيز على البقاء ومقاومة سياسات وإجراءات التهجير الإحتلالي وتوفير سبل العيش الكريم لهم أي لأبناء شعبنا .

وسيدعو أيضاً إلى تعزيز العلاقة مع قوى التضامن الشعبي الدولي وكشف طبيعة الممارسات العدوانية للإحتلال أمام الشعوب والمحافل الدولية ذات الطابع الإستعماري والعنصري .

كان سيتمسك بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تنتهكها دولة الإحتلال بصورة منهجية ومنظمة وذلك في مواجهة سياسة العنف والقوة وتقويض القانون الدولي من قبل الإحتلال .

تترابط حلقات التفكير المنهجي عند المرحوم د. حيدر عبد الشافي بين الأبعاد الوطنية والتي كان يركز بها على الوحدة والكفاح الشعبي والديمقراطية والتي كان يركز بها على القيادة الجماعية والإنتخابات و الحقوقية والذي كان يركز بها على البعد الإجتماعي لضمان العيش الكريم والعدالة خاصة للفئات الفقيرة والمهمشة .

إضافة إلي تشديده على ضرورة إتباع معايير الحكم الرشيد وإتباع منهجية النظام والتخطيط بدلاً من التجريب أو العفوية .

وبالتأكيد لو كان حياً لكان قد حذر من خطر فايروس الكورونا وذلك ليس بوصفه طبيباً فقط بل في إطار حرصه على الإنسان الفلسطيني بوصفه الثروة الرئيسية بالمجتمع وكان قد طالب بإتباع معايير الوقاية والسلامة الصحية وتوحيد كافة الطاقات في مواجهته وكان قد أبرز في ذات الوقت عيوب النظام الرأسمالي العالمي الذي يطبق معايير الخصخصة بما يشمل التعليم والصحة ويركز عل  آليات السوق ودعم مؤسسات القطاع الخاص الضخمة من بنوك وشركات وذلك على حساب برامج الحماية الإجتماعية وخاصة لطبقات الفقيرة بالمجتمع .

ينبع الإجتهاد الخاص بمنهجية تفكير الراحل الكبير وفق هذا المقال بناء على قراءة لمواقفه خلال مسيرته وتفاعله مع لأحداث عبر مواقف عديدة أثبت من خلالها صوابية بالرؤية والتحليل والممارسة .

لا يسعنا بالذكرى التالثة عشر لوفاته إلا أنا نؤكد وفائنا له ولمسيرته العطرة والمشرفة تقديراً له ومن أجل الإستفادة من القيم والمبادئ التي كان يرددها بهدف نقل تجربته .ومسيرته للأجيال القادمة من الشباب 

 .أنتهي