أحمد أبو حليمة يحارب مرضه بصور وفيديوهات مؤثرة

بي دي ان |

26 فبراير 2021 الساعة 06:46ص

"مضعفتش لأني بحب الحياة"
"سأهزم المرض بعد هذه الرحلة الطويلة:"
كلمات كبيرة لطفلٍ صغير أحمد أبو حليمة يبلغ من العمر خمسه سنوات، صاحب الابتسامة الصافية والوجه البشوش، والملامح التي تنطق بالبراءة، والعيون التي تخفي خلفها الأوجاع ورحلة العذاب الطويلة مع السرطان، ذلك القاتل الذي ترك بصمته الحزينة في وجوه الكثيرين.

لتعرف أكثر على أبو حليمه ومعاناته مع السرطان تقول والدته سارة:"عاد ابنى ليمارس حياته بشكل شبه طبيعي، تحت المراقبة الطبية وإجراء الفحوصات العامة كل عدة أشهر:" حيث تم تشخيص إصابة أحمد بالسرطان في العشرين من يونيو عام 2020، ولا زال يتلقى علاجه في الداخل المحتل
ابتداءً بحرق العروق والأوردة والشرايين "العلاج بالكيماوي" ،انتقالاً للإشعاع الذري الطاحن والفحوصات الإشعاعية والصور الملونة الدورية لإجراء عملية استئصال الورم التي تكللت بالنجاح ، والعودة لتلك الحروق الوريدية والإشعاعات الذرية والفحوصات الدورية للوصول إلى الشفاء التام والعودة للحياة الطبيعية ، أمضى أحمد 9 أشهر في هذه الرحلة العلاجية ومازال يتلقاها أملاً بالشفاء وقد تكبدت عائلته كل التكاليف دون تدخل او تغطية او دعم من رئيس او وزير .

ولدي أحمد صفحة على الانستقرام يشارك متابعينه صورها ومقاطع فيديوهات مؤثرة فى مواجهه مرضه ورحلتة الصعبه الطويلة، فيتلقى أحمد الدعم والمساندة من قبل متابعينه ويساندوه فى رحلتة الصعبه ويتمنون له الشفاء العاجل 

وتؤكد والدة أحمد أن ابنها كان مثالاً للصبر والتحمل في هذه الرحلة العلاجية الطويلة، بكل ما تحمله من ألم ووخزات الإبر وصور الأشعة وغيرها، و رغم كل ذلك الألم يقول الأطباء أن أحمد ما زال بحاجة للمتابعة الصحية والكثير من الوقت لتأكد شفاءه بشكل كامل، لأن هذا المرض له تأثيرات خفية قد تحدث في جسم المصاب وبشكل مفاجيء.

بمزيج من الألم والدموع أخبرتنا والدة أحمد عن اللحظات الأولى لاكتشاف مرض ابنها، حيث قال لها الطبيب:" أنا شايف حاجة في الكلى، مش عارف ايش هيا! ومش متأكد بس محتاجين اختبارات أكتر"

أوضحت أن هذه الكلمات التي نطق بها الطبيب كان لها احتمالات كثيرة وتفسيرات غير محدودة، مما جعل خيال الأم وخوفها يصور لها الكثير من الألم والخوف على مستقبل وصحة ابنها ذو الخمس سنوات، ومواسيةً نفسها بدأت أم أحمد بالاستغفار والحوقلة إيماناً منها بأن هذا الموقف كان اختباراً من الله سبحانه وتعالى لصبرها وقدرتها على تقبل قدر الله.

أشارت الى أنه تم اكتشاف إصابة أحمد بالمرض بعد إجراء عملية صغيرة، وبدأ يظهر بعد أسبوع من العملية انتفاخ كبير في بطن أحمد، مما جعل أهله يهرعون لطبيب الأطفال الذي طلب إجراء الفحوصات والتحاليل، وهنا نطق الطبيب بما حيّر أهل أحمد وهو أنه مصاب بمرض سرطان في الكلية اليمنى، طالباً منهم الإسراع لتحويله لمستشفيات الداخل المحتل، الأكثر قدرة على مواجهة مثل هذا المرض وتقديم العلاج المناسب له، مع الخوف الذي كان مسيطراً بسبب احتمالية استئصال الكلية لتجنب انتشار الورم السرطاني، مما جعل الأسرة تمر بوقت عصيب جداً، أثر على نفسيتهم رغم تقبلهم لقدر الله.

يتحدث أبو أحمد بمرارة عن هذه الفترة واصفاً إياها بالمرحلة الأصعب لاصابة فلذة كبده وبكره بهذا المرض الخطير، وعلاجه الصعب الذي لا يستطيع الكبار تحمله فكيف بالأطفال؟

ويكمل الأب ودموعه تحتبس في عينيه بقوله:" بكيت كثيراً وتألمت بين نفسي ولم أظهر أمام ابني ووالدته إلا صلباً قوياً، لأكون دعماً لهم، وحتى لا يصيبهم الضعف في هذه المرحلة التي تحتاج العزيمة والصبر والصمود، ويختم بقوله:"ليتني أستطيع فداء ابني بكل الأموال، فصحته كانت تملأ علينا البيت فرحاً وسعادة".

 

وعن أصعب مراحل العلاج أخبرتنا والدة أحمد عن جلسات الكيماوي التي تسببت في خفض مناعة أحمد وأدت على تساقط شعره، الأمر الذي زاد وجع الأم الصابرة التي واجهت المرض بالدعاء والتضرع إلى الله، حيث قالت:" إحساس صعب لما حد يشوف جزء منه بيروح، قلبي كان يتفطر كلما نظر ابني بالمراية وشاف شعره ال بيوقع كل يوم عن يوم" وتكمل حديثها بكاءً مراً يفيض بكل المرارة التي مرت بها العائلة


حقاً إنه المرض الأكثر ألماً فهو، يسري بصمت في جسم الإنسان، ليصل إلى مرحلة الإعلان عن نفسه بقسوة، يقتل المناعة ويمحو ملامح المرضى من شعر وحواجب ويملأ الوجوه اصفراراً أليماً، يشعرهم كل لحظة أنه صديق الموت، يصيب العشرات والمئات في الوقت الذي يقف الطب عاجزاً إلا عن تقديم بعض الجرعات الكيماوية التي تحرق الأوردة وتحرق قلوب الأهل والمحبين.