ما لا تخفيه المقاومة

بي دي ان |

14 سبتمبر 2020 الساعة 10:50م

بالمقاييس البشرية، فقد ترك النبي ابراهيم" عليه السلام"، أمنا هاجر ووليدها إسماعيل في صحراء قاحلة، لا ماء فيها ولا زرع، فكان الهلاك في انتظارهم، ولكن في ميزان الرحمة الربانية، جاء الغوث والنجدة سريعا لأم اسماعيل، وزمّت الماء بيديها، واجتمع حولها الطير والبشر وبدأ موطن جديد يذكر فيه اسم الله.

هذا ما تحياه غزة منذ ان أطبق عليها الحصار بفكيه، على مدى خمسة عشر عاما، لم تحظ المدينة الباسمة فيه فكاكا من القهر والعذب والحرمان، فكانت سنوات ثقيلة جدا حملت معها دموعا غزيرة، وآلاما لا تنتهي.

وايضا بمقاييس البشر، حاولوا اغراقها بالهموم والنكبات، وقتل أي بصيص للعيش فيها بهناء ورخاء، الا أن الله قد قضى أمرا آخرا، لم يسع فيه المرجفون، ولا المتخاذلون او الاعداء ان يمنعوا فضل الله وبركاته من ان يصل غزة واهلها.
 فرغم انوفهم، كان المدد الرباني يصل دون انقطاع، و على أي وجه كان، ويحل الفيض في شتى المجالات، بما يُعجز اهل الشرور.

وكان من هذا الفضل الرباني، أن يُدبر لأهل غزة ومقاومتها ما عجز عن تدبيره البشر،  بعد ان ظنوا انهم أعجزوها وجففوا منابع الامداد والاعداد.
 فمن باطن الارض اخرجت المقاومة الاسطوانات الحديدية لتحولها إلى حمما تقذف بها رؤوس الاعداء، بعد ان طواها النسيان.

ويشاء ربك ان يُغرق اهل غزة سفنا بحرية بريطانية قبل نحو مائة عام، بمعاونة الجيش العثماني في اخر ايامه في فلسطين،  على ساحل دير البلح، ليأتي الاحفاد من نجباء مجاهدي هذه الارض الطيبة ان يخرجوا مافي جوف هذه السفن، ليعود بريقها يلمع في سماء فلسطين مرة اخرى بأيدي أبنائها، ليردوا العدوان ويقطعوا دابر البغاة.

 فما لا تخفيه المقاومة الفلسطينية، انها عاقدة العزم على ان تخوض البحر وتقطع سكون الليل، وتطير في السماء، وتضرب فأسا شديدا في ارضنا، بحثا عن درعنا وترسنا، وتزيد من عزمنا، والا تترك بابا للعدو يكسر فيه شوكة أهل غزة ومقاومتها.

 وما لا تخفيه المقاومة في غزة، انها ماضية في طريقها حتى تحقق تطلعات شعب فلسطين، مهما عظمت التضحيات، وتكتب فجرا جديدا للحرية، بسواعد ابنائها الأفذاذ.

وحقا فان ما لا تخفيه المقاومة، انها تضرب موعدا جديدا، مع النصر والتحرير، بكل عزم وإصرار وتحدٍ، غير قابلة للتشويه او التشتيت او التقليل من قدرها.

فطوبى لأولئك الجنود المجهولين، وحوش البحر الذين غاصوا وخاضوا عباب البحر ليخرجوا لنا هذه اللآلىء، فهذا ما لاتخفيه المقاومة.