الخارجية السودانية: لا نعارض الهدنة الإنسانية لكننا نتحفظ على نوايا "الدعم السريع"

أكد المستشار الإعلامي بوزارة الخارجية السودانية والخبير الاستراتيجي عمار العركي أن الحكومة السودانية لا ترفض الهدنة الإنسانية المقترحة، لكنها تبدي مخاوف من استغلال قوات الدعم السريع لها لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وقال العركي، في تصريحات صحفية اليوم السبت، إن الحكومة "منفتحة على أي هدنة تراعي السيادة الوطنية وتلتزم بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان"، مشددًا على أن موقف الخرطوم منفتح من حيث المبدأ، طالما أن الهدنة لا تمس وحدة البلاد ومؤسساتها الشرعية.

وأوضح أن تحفظ الحكومة ينبع من خشيتها من أن تكون موافقة قوات الدعم السريع على الهدنة "محاولة لإعادة تنظيم صفوفها بعد سيطرتها على دارفور"، مذكّرًا بأنها "رفضت في السابق كل نداءات مجلس الأمن ومبادرات الحكومة، وتقبل اليوم بالهدنة فقط بعد ارتكابها انتهاكات أدانها المجتمع الدولي".

وأشار العركي إلى أن الصراع في السودان يتجاوز البعد الداخلي، إذ "تدخلت فيه أطراف دولية متعددة، ما أدى إلى تمييع المواقف الدولية"، لافتًا إلى أن بعض الدول، بينها مصر والاتحاد الأفريقي وعدد من الدول العربية، تتبنى مواقف إيجابية تدعم وحدة السودان واحترام مؤسساته، وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، الخميس الماضي، موافقتها على مبادرة الهدنة الإنسانية التي طرحتها الرباعية الدولية، وتنص على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، تمهيدًا لبدء حوار سوداني – سوداني يهدف إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر.