غوتيريش: أهوال غزة تدخل عامها الثالث والبشرية في عصر من الاضطرابات القاسية

بي دي ان |

24 سبتمبر 2025 الساعة 01:24ص

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحذيراً شديد اللهجة إلى قادة العالم، مؤكداً أن البشرية دخلت عصراً قاسياً من الاضطرابات والمعاناة الإنسانية، وسط انهيار ركائز السلام وتآكل المبادئ التي قامت عليها المنظمة الدولية قبل ثمانية عقود.
 
وقال غوتيريش، في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ما يناقشه المجتمع الدولي اليوم "مسألة حياة أو موت لملايين البشر"، مشيراً إلى صورة قاتمة للنظام العالمي الراهن.
 
وأكد أن "أهوال غزة تقترب من عامها الثالث، وهي نتيجة قرارات تتحدى أبسط المبادئ الإنسانية". وأوضح أن حجم الموت والدمار في القطاع "يتجاوز أي صراع آخر"، مشدداً على أنه "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني أو التدمير الممنهج لمقدرات حياته".
 
وأشار إلى أن المجاعة باتت واقعاً في غزة رغم التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية، داعياً إلى تنفيذ هذه التدابير بشكل فوري، مؤكداً أن "الحل الوحيد القابل للتطبيق هو حل الدولتين"، محذراً من أن الإفلات من العقاب يمثل أساس الفوضى العالمية.
 
وحذّر غوتيريش من تداعيات تقليص الدعم المالي المخصص للمساعدات الإنسانية، معتبراً أن "خفض مساعدات التنمية يسبب فوضى ويحكم بالإعدام على كثيرين، ويمثل سرقة لمستقبل أعداد أكبر". وانتقد ما وصفه بـ"المفارقة المؤلمة" قائلاً: "نعرف ما الذي نريده، لكننا ننزع طوق النجاة الذي يجعل الوصول إليه ممكناً".
 
كما نبّه إلى اتساع رقعة الأزمات في العديد من البلدان، محذراً من خطر انتشار الأسلحة النووية ومن تفاقم آثار غياب الردع القانوني، موضحاً أن "العديد من الأزمات تتواصل بلا رادع فيما يهيمن الإفلات من العقاب"، مضيفاً أن الخروج عن القانون "عدوى تقود إلى الفوضى وتسرّع الإرهاب وتزيد أخطار الأسلحة النووية".
 
وقال إن أسس السلام العالمية تتعرض لتصدع "تحت ثقل الإفلات من العقاب وانعدام المساواة واللامبالاة"، مشيراً إلى أن "بلداناً تتصرف وكأن القواعد لا تنطبق عليها، فيما يُعامل ملايين البشر وكأنهم أقل من البشر".
 
 وتطرّق إلى الوضع في السودان مؤكداً أن "المدنيين يُقتلون ويُجوّعون وتُكمم أصواتهم".
 
واختتم غوتيريش كلمته بدعوة المجتمع الدولي إلى الاستثمار في الأمم المتحدة ودعم دورها، قائلاً: "يجب ألا نختار الاستسلام، وهذا وعدي لكم من أجل السلام والعدالة والإنسانية".