البرش: مستشفيات غزة مهددة بالتوقف خلال 48 ساعة بسبب أزمة الوقود

بي دي ان |

23 سبتمبر 2025 الساعة 10:33م

د. منير البرش
حذّر مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، د. منير البرش، من توقف المستشفيات عن العمل كليًا خلال 48 ساعة فقط نتيجة النقص الحاد في الوقود، مؤكدًا أن استمرار الأزمة ينذر بـ كارثة إنسانية غير مسبوقة.
 
وقال البرش إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف المنظومة الصحية بشكل مباشر، حيث دمّر مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون، وأخرج مستشفى حمد للتأهيل كليًا عن الخدمة، إلى جانب تدمير مركز صحي للإغاثة الطبية وسط غزة.
 
 وأضاف أن هذه الاعتداءات أدت إلى تعطيل أو تدمير 38 مستشفى منذ بدء الحرب، ولم يتبق سوى 13 تعمل جزئيًا وسط عجز كامل عن تلبية احتياجات آلاف المرضى والجرحى.
 
وأشار إلى أن الوقود هو التهديد الأكبر، إذ لم يتبق في المخزون سوى ما يكفي لتشغيل الأقسام الحيوية لمدة يومين فقط، محذرًا من أن انقطاع الكهرباء عن الحضانات وأجهزة التنفس والعناية المركزة يعني "موتًا جماعيًا" للأطفال الخدج والمرضى.
 
واستعاد مشهد إخلاء مستشفى الرنتيسي، حيث خرج المرضى يحملون أكياس المحاليل بأيديهم ويجرّون أجسادهم المثقلة بالجراح، فيما امتلأت أقسام مستشفى ناصر جنوب القطاع بأعداد تفوق طاقته الاستيعابية.
 
وبيّن أن الاحتلال قلّص تدريجيًا كميات الوقود المخصصة للقطاع الصحي من إمدادات شهرية إلى أسبوعية ثم إلى الحد الأدنى، قبل أن يوقفها تمامًا، ما تسبب في الأزمة الراهنة. وأوضح أن تدمير مستشفى الرنتيسي حرم مرضى الأورام والكلى والقلب من خدمات العلاج، تاركًا إياهم بلا مأوى صحي.
 
كما أكد أن استهداف الكوادر الطبية يجري بشكل ممنهج، مشيرًا إلى أن عدد شهداء القطاع الصحي ارتفع إلى 1723 بينهم أطباء وممرضون وصيادلة، بينهم د. إيهاب الحلبي استشاري الغدد الصماء، والحكيم أشرف أبو محسن.
 
وشدّد البرش على أن غياب الأمن داخل المستشفيات يضاعف الضغط النفسي على الطواقم الطبية والمرضى على حد سواء، داعيًا المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لتوفير الحماية للطواقم الصحية وضمان إدخال الوقود والإمدادات الطبية، إضافة إلى إجلاء نحو 16 ألف مريض في حالة حرجة لا يمكن علاجهم داخل القطاع المحاصر.
 
وتتزامن هذه التحذيرات مع تقرير لمنظمة الصحة العالمية أكد أن المنظومة الصحية في غزة تقف على حافة الانهيار بسبب الحصار ونقص الوقود، مشيرًا إلى أن المستشفيات تعمل بأضعاف طاقتها وسط اكتظاظ غير مسبوق وعجز كامل عن استيعاب مزيد من المصابين.