التحولات الإيجابية في اميركا
بي دي ان |
22 سبتمبر 2025 الساعة 12:21ص

بالتلازم مع اعلان عدد من الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ونيوزيلاندا وايسلندا وغيرها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعضها اعترف رسميا أمس الاحد 21 أيلول / سبتمبر الحالي، وبعضها اليوم الاثنين ستعترف في مؤتمر نيويورك الدولي لدعم الاعتراف بخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، وإعطاء قوة دفع وزخم للدولة الفلسطينية وعملية السلام ووقف الإبادة الجماعية والمجاعة والامراض في قطاع غزة المتواصلة حتى الان منذ عامين خلت، بادرت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس 18 سبتمبر الحالي (2025) بطرح أول مشروع قرار يحث على اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بدولة فلسطينية، في خطوة تعكس تطورا هاما في المؤسسة التشريعية الأميركية، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"
ويقود المبادرة النائب الديمقراطي جيف ميركلي عن ولاية أوريغون، الى جانب عدد من زملائه الديمقراطيين، رغم ان مشروع القرار قد يصطدم بعقبة النواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لأنهم يتمتعون بأغلبية 53 صوتا مقابل 47 للديمقراطيين، الا ان صاحب المبادرة ميركلي واقرانه من الديمقراطيين لم يقفوا مكتوفي الايدي، وشرعوا في احداث اختراق في الاستعصاء الرسمي الأميركي، وقال ميركلي في بيان صحفي "تقع على عاتق الولايات المتحدة مسؤولية القيادة، وحان وقت العمل"، وأضاف مشروع القرار يدعو الى اعتراف أميركي بدولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش جنبا الى جنب مع الاحتلال، بما يضمن أمن الطرفين، مشيرا الى ان ذلك من شأنه فتح الأفق للأمل ويعزز فرص السلام.
وفي مجلس النواب، بدأ النائب الديمقراطي رو خانا (كاليفورنيا) بتوزيع رسائل لحشد الدعم من اجل الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن جهود تشريعية موازية. ويشارك في هذه المبادرة داخل مجلس الشيوخ عدد من المشرعين البارزين بينهم الديمقراطيين: كريس فان هولن (ماريلاند)، تيم كين (فيرجينيا)، بيتر ولش (فيرمونت)، تينا سميث (مينيسوتا)، تامي بالدوين (ويسكونسن)، ومازي هيرونو (هاواي)، ومعهم النائب بيرني ساندرز (فيرمونت) حليف الديمقراطيين.
وكان ساندرز صرح يوم الأربعاء الماضي 17 سبتمبر، بأن ما يجري في غزة يُعد "إبادة جماعية"، ليصبح اول سيناتور أميركي يستخدم هذا الوصف علنا. وجاء إعلانه مع صدور تقرير عن لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي خلص الى ان إسرائيل ترتكب اعمال إبادة جماعية في غزة. ووفقا لاستطلاع رأي أجرته وكالة "رويترز" بالتعاون مع "ايسوس" الشهر الماضي، فإن 58% من الاميركيين يؤيدون أن تعترف جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين. وهو ما يعكس التحول الإيجابي والانزياح الواضح في الرأي العام الأميركي لصالح الاعتراف بدولة فلسطين.
وعلى صعيد آخر، صوت التجمع التقدمي في الكونغرس الأميركي، أحد أكبر التكتلات البرلمانية في الولايات المتحدة، لأول مرة في خطوة تاريخية على تأييد تشريع يهدف الى وقف نقل الأسلحة الأميركية الى إسرائيل. ويأتي هذا التحرك بعد ان أعلن التجمع، الذي يضم ما يقرب من 100 عضو في مجلس النواب، دعمه لمشروع قانون "حظر القنابل (Block the Bombs Act)، ويقضي المشروع بوقف شحنات القنابل الخارقة للتحصينات، والقنابل زنة الفي رطل، وذخائر التوجيه المباشر المشترك (JDAMs)، وذخائر الدبابات عيار 120 ملم، وقذائف المدفعية عيار 155 ملم، وذلك الى حين توقف إسرائيل عن انتهاكات حقوق الانسان.
وصرح رئيس التجمع النائب غريغ كاسار في بيان نشرته منصة "Zeteo" الإعلامية الأميركية إن "الولايات المتحدة لا يمكن ان تستمر في ارسال قنابل تعلم انها ستستخدم في ارتكاب فظائع مروعة في غزة." ويقود مشروع القانون النائب ديليا راميريز عن ولاية الينوي، حيث يركز على أكثر أنظمة الأسلحة المستخدمة في غزة، وأوضحت راميريز أن "قانون حظر القنابل يمثل الخطوة الأولى نحو الرقابة والمساءلة عن قتل الأطفال باستخدام أسلحة أميركية الصنع وممولة من أموال دافعي الضرائب، وفي مواجهة استبدادين ينفذون حملة إبادة جماعية، فإن حظر القنابل هو الحد الأدنى من الإجراءات التي يجب على الكونغرس اتخاذها."
هذه المؤشرات وغيرها من الحراك الطلابي والرأي العام الأميركي في مختلف الولايات الأميركية تعكس الارهاصات المتدحرجة الإيجابية، وتسهم بشكل مباشر في تنامي القوى الضاغطة على الإدارة الافنجليكانية برئاسة دونالد ترمب لمراجعة مواقفها الخطيرة التي تزعزع الاستقرار والسلم والامن الدولي وفي الداخل الأميركي. لا سيما وان أموال الدعم لإسرائيل والأسلحة المرسلة لها من مختلف الصنوف الفتاكة والقاتلة للأطفال والنساء في فلسطين عموما وقطعا غزة خصوصا وسوريا ولبنان واليمن وقطر، جميعها تدفع من أموال دافعي الضرائب الاميركيين، مما يترك اثارا سلبية على الساحة الأميركية، وتهدد السلم الأهلي، وتعزل البناء الفوقي عن البناء التحتي، وكذلك على الساحة الدولية، حيث تواجه واشنطن انعزالا واضحا الى جنب ربيبتها اللقيطة إسرائيل، رغم قوة وغطرسة الإدارة الأميركية على العالم كله، فالقوة وحدها لا تساوي شيئا، بل تكون عارا وعبئا على من يستخدمها ويرسلها للنازيين في إسرائيل، في ظل الغالبية الدولية التي أخذت في الاعتراف بالدولة الفلسطينية والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية والمجاعة الكارثية على الشعب الفلسطيني، التي ارقت وادمت قلوب شعوب الأرض بما في ذلك الشعب الأميركي ذاته.
مؤكد التحول الإيجابي الآخذ في التطور، مازال بحاجة الى مزيد من الجهود وتعاظم الفعل لإحداث النقلة النوعية المرتجاة في الولايات المتحدة، ولكن قطار التحولات انطلق من محطته الأولى ويسير بخطى جادة نحو المحطات الأكثر إيجابية.
[email protected]
[email protected]
ويقود المبادرة النائب الديمقراطي جيف ميركلي عن ولاية أوريغون، الى جانب عدد من زملائه الديمقراطيين، رغم ان مشروع القرار قد يصطدم بعقبة النواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لأنهم يتمتعون بأغلبية 53 صوتا مقابل 47 للديمقراطيين، الا ان صاحب المبادرة ميركلي واقرانه من الديمقراطيين لم يقفوا مكتوفي الايدي، وشرعوا في احداث اختراق في الاستعصاء الرسمي الأميركي، وقال ميركلي في بيان صحفي "تقع على عاتق الولايات المتحدة مسؤولية القيادة، وحان وقت العمل"، وأضاف مشروع القرار يدعو الى اعتراف أميركي بدولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش جنبا الى جنب مع الاحتلال، بما يضمن أمن الطرفين، مشيرا الى ان ذلك من شأنه فتح الأفق للأمل ويعزز فرص السلام.
وفي مجلس النواب، بدأ النائب الديمقراطي رو خانا (كاليفورنيا) بتوزيع رسائل لحشد الدعم من اجل الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن جهود تشريعية موازية. ويشارك في هذه المبادرة داخل مجلس الشيوخ عدد من المشرعين البارزين بينهم الديمقراطيين: كريس فان هولن (ماريلاند)، تيم كين (فيرجينيا)، بيتر ولش (فيرمونت)، تينا سميث (مينيسوتا)، تامي بالدوين (ويسكونسن)، ومازي هيرونو (هاواي)، ومعهم النائب بيرني ساندرز (فيرمونت) حليف الديمقراطيين.
وكان ساندرز صرح يوم الأربعاء الماضي 17 سبتمبر، بأن ما يجري في غزة يُعد "إبادة جماعية"، ليصبح اول سيناتور أميركي يستخدم هذا الوصف علنا. وجاء إعلانه مع صدور تقرير عن لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي خلص الى ان إسرائيل ترتكب اعمال إبادة جماعية في غزة. ووفقا لاستطلاع رأي أجرته وكالة "رويترز" بالتعاون مع "ايسوس" الشهر الماضي، فإن 58% من الاميركيين يؤيدون أن تعترف جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين. وهو ما يعكس التحول الإيجابي والانزياح الواضح في الرأي العام الأميركي لصالح الاعتراف بدولة فلسطين.
وعلى صعيد آخر، صوت التجمع التقدمي في الكونغرس الأميركي، أحد أكبر التكتلات البرلمانية في الولايات المتحدة، لأول مرة في خطوة تاريخية على تأييد تشريع يهدف الى وقف نقل الأسلحة الأميركية الى إسرائيل. ويأتي هذا التحرك بعد ان أعلن التجمع، الذي يضم ما يقرب من 100 عضو في مجلس النواب، دعمه لمشروع قانون "حظر القنابل (Block the Bombs Act)، ويقضي المشروع بوقف شحنات القنابل الخارقة للتحصينات، والقنابل زنة الفي رطل، وذخائر التوجيه المباشر المشترك (JDAMs)، وذخائر الدبابات عيار 120 ملم، وقذائف المدفعية عيار 155 ملم، وذلك الى حين توقف إسرائيل عن انتهاكات حقوق الانسان.
وصرح رئيس التجمع النائب غريغ كاسار في بيان نشرته منصة "Zeteo" الإعلامية الأميركية إن "الولايات المتحدة لا يمكن ان تستمر في ارسال قنابل تعلم انها ستستخدم في ارتكاب فظائع مروعة في غزة." ويقود مشروع القانون النائب ديليا راميريز عن ولاية الينوي، حيث يركز على أكثر أنظمة الأسلحة المستخدمة في غزة، وأوضحت راميريز أن "قانون حظر القنابل يمثل الخطوة الأولى نحو الرقابة والمساءلة عن قتل الأطفال باستخدام أسلحة أميركية الصنع وممولة من أموال دافعي الضرائب، وفي مواجهة استبدادين ينفذون حملة إبادة جماعية، فإن حظر القنابل هو الحد الأدنى من الإجراءات التي يجب على الكونغرس اتخاذها."
هذه المؤشرات وغيرها من الحراك الطلابي والرأي العام الأميركي في مختلف الولايات الأميركية تعكس الارهاصات المتدحرجة الإيجابية، وتسهم بشكل مباشر في تنامي القوى الضاغطة على الإدارة الافنجليكانية برئاسة دونالد ترمب لمراجعة مواقفها الخطيرة التي تزعزع الاستقرار والسلم والامن الدولي وفي الداخل الأميركي. لا سيما وان أموال الدعم لإسرائيل والأسلحة المرسلة لها من مختلف الصنوف الفتاكة والقاتلة للأطفال والنساء في فلسطين عموما وقطعا غزة خصوصا وسوريا ولبنان واليمن وقطر، جميعها تدفع من أموال دافعي الضرائب الاميركيين، مما يترك اثارا سلبية على الساحة الأميركية، وتهدد السلم الأهلي، وتعزل البناء الفوقي عن البناء التحتي، وكذلك على الساحة الدولية، حيث تواجه واشنطن انعزالا واضحا الى جنب ربيبتها اللقيطة إسرائيل، رغم قوة وغطرسة الإدارة الأميركية على العالم كله، فالقوة وحدها لا تساوي شيئا، بل تكون عارا وعبئا على من يستخدمها ويرسلها للنازيين في إسرائيل، في ظل الغالبية الدولية التي أخذت في الاعتراف بالدولة الفلسطينية والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية والمجاعة الكارثية على الشعب الفلسطيني، التي ارقت وادمت قلوب شعوب الأرض بما في ذلك الشعب الأميركي ذاته.
مؤكد التحول الإيجابي الآخذ في التطور، مازال بحاجة الى مزيد من الجهود وتعاظم الفعل لإحداث النقلة النوعية المرتجاة في الولايات المتحدة، ولكن قطار التحولات انطلق من محطته الأولى ويسير بخطى جادة نحو المحطات الأكثر إيجابية.
[email protected]
[email protected]