فقط لا غير
بي دي ان |
02 سبتمبر 2025 الساعة 12:57م

فارسًا شجاعًا.. كان الأمر في البداية نبلًا وأصبح الآن لعنة، وجفَّ النبع الذي كان يتألم للآخرين، في عصر اختفت فيه المسافات والحدود، وانهارت فيه الأوهام، ففي غمرة انحطاط الوعي العام الذي يهيِّئ الشعوب لالتماس العزاء بعيدًا عن الواقع الكارثي على أرض الواقع، أو يجذب الفضول عيون العوام إلى هؤلاء المنقذين، امام الخلاص الزائف.
الخاطر...أحسسنا إن ثمَّة شيئًا رهيبًا يحدث، ولكن في صمت، ولا أحد يتكلم !! وإنما حملقت الناس كلها، وطالت لألسن على آخرها...وقلوبهم بين أيديهم يضرعون إلى المجهول، لم يعلنها البعض، ولكنه بالتأكيد هناك. من كان يضمرها ويجهر بها سرًّا، والبعض الآخر نافقهم خوفًا وجبنًا...بين ألة الطمع وعدم تحكم العقل والضمير.
أحسسنا أن انفجارًا حقيقيًّا في مختلف أرجاء حياتنا سوف يحدث، ولكننا كنا نفتش عبثًا عن تفسيرٍ لما يحدث، فلا نجد حلًّا سوى الصمت أو الكلام القليل الذي يومئ بشيءٍ ويخفي أشياء، أو الكلام الكثير الذي لا يقول أي شيء. يمكن أن نتفهم حالتهم النفسية وردود أفعالهم، بل وحتى دوافعهم. لكن من الصعب أن نبرر لهم أي فعل، أو رد فعل يتجاوز الحدود الطبيعية ليشكل خطرا على حياة الأبرياء.
وبينما هو في خِضم ذلك الكابوس الرهيب عنَّ له سؤال: أليس من الجائز أن يكون مخطئًا؟ ماذا لو...؟ وكأنما دق جرس صَدِئ دقةً واحدةً صاخبة في عقله، بدا وكأنه لم يفكر أبدًا في خطورة المسألة، أو أنه كان قد فكر فيها فلم يأخذها أبدًا على أنها ستشكل كارثة خطيرة تستوجب إعمال الفكر. قبل التفاؤل الكذب.
فالتفاؤل حيال واقع كابوسي نوع من السذاجة والبلاهة.
فالجميع يشمُّون دخان المحرقة.. كأنها رائحة القبر، رائحة الموت حين يلتهم الأحياء...رائحة الورق الأخضر الحي وهو يموت، والموت الأسود الزاحف وهو يعيش على الأخضر الحي. وأحسَّ الناس بالزلزال، وعوت الكلاب من قبل أن تتفجر نيران الكارثة الكبرى، والذين في قاع الجحيم يهتفون وكانوا يرون الجحيم بعيون مفتوحة، كقوة متوحشة تقترب - منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني - و تلتهم في طريقها كل أخضر ويابس.
ودفع الأبرياء الثمن فادحًا؛ فإذا نظرتَ إليه لا تعرف ما إذا كان يحقد أم يتألم، وهل يُوجَد شعب لا يحقد ولا يتألَّم؟! عندما وقَف وظهره يقطر دماء كان صامدًا لا يهتز، يستعذب قدرته على الصمود. لكن بعض الشعوب لم تعُد تعبأ بهذا اليوم، فقط...يهتفون ويلوِّحون بأيديهم... فقط لاغير..!! قالوا..ضيع نفسه.
أفظع شيء أن تبدأ في البحث عن نفسك متأخرًا؛ هل كان مشتركًا في اللعبة ويفهم قواعدها ويسير عليها، لكنهم طبَّقوا القواعد عليه فقط؟ بعد أن سالت الدماء على صدره هو فقط لاغير؟ كان يؤمن بأنه أفضل من الآخرين، وربما كان ولا يجد ما يمنع من ذلك، وقد قدَّم كل شيء لديه، لكنه ليس مهزوم في لعبة لا تعرف الرحمة وليس لها في الحقيقة أية قواعد، ولا يمكنه فيها أن يقرِّر الصح من الخطأ، وليس المنتصر هو المصيب بالضرورة، إنما هو أمهر وأمكر، وأخبث وأكثر حظًّا؛ وانقلبت القضية سوقًا أرخص ما فيها الكلام، بل لا شيء فيها غير الكلام...!! فقط لاغير.
الشاهد.. إياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب! فحربهم إشاعة.. وسيفهم خشب، وعشقهم خيانة...ووعدهم كذب إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب فكلها نحو وصرف وأدب، ولغة المال حروفها وأرقامها، في النهاية تكتب...فقط لاغير.
الخاطر...أحسسنا إن ثمَّة شيئًا رهيبًا يحدث، ولكن في صمت، ولا أحد يتكلم !! وإنما حملقت الناس كلها، وطالت لألسن على آخرها...وقلوبهم بين أيديهم يضرعون إلى المجهول، لم يعلنها البعض، ولكنه بالتأكيد هناك. من كان يضمرها ويجهر بها سرًّا، والبعض الآخر نافقهم خوفًا وجبنًا...بين ألة الطمع وعدم تحكم العقل والضمير.
أحسسنا أن انفجارًا حقيقيًّا في مختلف أرجاء حياتنا سوف يحدث، ولكننا كنا نفتش عبثًا عن تفسيرٍ لما يحدث، فلا نجد حلًّا سوى الصمت أو الكلام القليل الذي يومئ بشيءٍ ويخفي أشياء، أو الكلام الكثير الذي لا يقول أي شيء. يمكن أن نتفهم حالتهم النفسية وردود أفعالهم، بل وحتى دوافعهم. لكن من الصعب أن نبرر لهم أي فعل، أو رد فعل يتجاوز الحدود الطبيعية ليشكل خطرا على حياة الأبرياء.
وبينما هو في خِضم ذلك الكابوس الرهيب عنَّ له سؤال: أليس من الجائز أن يكون مخطئًا؟ ماذا لو...؟ وكأنما دق جرس صَدِئ دقةً واحدةً صاخبة في عقله، بدا وكأنه لم يفكر أبدًا في خطورة المسألة، أو أنه كان قد فكر فيها فلم يأخذها أبدًا على أنها ستشكل كارثة خطيرة تستوجب إعمال الفكر. قبل التفاؤل الكذب.
فالتفاؤل حيال واقع كابوسي نوع من السذاجة والبلاهة.
فالجميع يشمُّون دخان المحرقة.. كأنها رائحة القبر، رائحة الموت حين يلتهم الأحياء...رائحة الورق الأخضر الحي وهو يموت، والموت الأسود الزاحف وهو يعيش على الأخضر الحي. وأحسَّ الناس بالزلزال، وعوت الكلاب من قبل أن تتفجر نيران الكارثة الكبرى، والذين في قاع الجحيم يهتفون وكانوا يرون الجحيم بعيون مفتوحة، كقوة متوحشة تقترب - منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني - و تلتهم في طريقها كل أخضر ويابس.
ودفع الأبرياء الثمن فادحًا؛ فإذا نظرتَ إليه لا تعرف ما إذا كان يحقد أم يتألم، وهل يُوجَد شعب لا يحقد ولا يتألَّم؟! عندما وقَف وظهره يقطر دماء كان صامدًا لا يهتز، يستعذب قدرته على الصمود. لكن بعض الشعوب لم تعُد تعبأ بهذا اليوم، فقط...يهتفون ويلوِّحون بأيديهم... فقط لاغير..!! قالوا..ضيع نفسه.
أفظع شيء أن تبدأ في البحث عن نفسك متأخرًا؛ هل كان مشتركًا في اللعبة ويفهم قواعدها ويسير عليها، لكنهم طبَّقوا القواعد عليه فقط؟ بعد أن سالت الدماء على صدره هو فقط لاغير؟ كان يؤمن بأنه أفضل من الآخرين، وربما كان ولا يجد ما يمنع من ذلك، وقد قدَّم كل شيء لديه، لكنه ليس مهزوم في لعبة لا تعرف الرحمة وليس لها في الحقيقة أية قواعد، ولا يمكنه فيها أن يقرِّر الصح من الخطأ، وليس المنتصر هو المصيب بالضرورة، إنما هو أمهر وأمكر، وأخبث وأكثر حظًّا؛ وانقلبت القضية سوقًا أرخص ما فيها الكلام، بل لا شيء فيها غير الكلام...!! فقط لاغير.
الشاهد.. إياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب! فحربهم إشاعة.. وسيفهم خشب، وعشقهم خيانة...ووعدهم كذب إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب فكلها نحو وصرف وأدب، ولغة المال حروفها وأرقامها، في النهاية تكتب...فقط لاغير.