احذروا هذا الكيان الدموي!

بي دي ان |

27 أغسطس 2025 الساعة 11:07ص

المشرف العام
بعد أن حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي التنصل من جريمته التي شاهدها العالم على الهواء مباشرة حين تم قتل الصحفيين الخمسة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، والذي التحق بهم الصحفي السادس الدكتور حسن دوحان مراسل جريدة الحياة الجديدة بعد ساعات قليلة من جريمته الأولى، ليرتفع عدد شهداء الأسرة الصحفية إلى 246 صحفيا وصحفية، إلى جانب جرح واعتقال المئات وتدمير كامل المؤسسات الإعلامية منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023.

حيث شكل الجيش لجنة تحقيق لفحص سبب إعطاء الموافقة للدبابات على إطلاق النار، ومن المؤكد أن هذه اللجنة ستجد مزاعمها وافتراءاتها لتبرر جريمتها، تماماً كما عبر مكتب نتنياهو عن أسفه العميق للحادث المأساوي الذي وقع في مستشفى ناصر بغزة. 

وسواءً كانت اللجنة أو أسف مكتب نتنياهو كلاهما لذر الرماد بالعيون، لن تلغي جريمتهم ولا تمحو عنهم سلوك القتل العمد، فقد قامت دولة الكيان بقتل العشرات بل وصل حد المئات من الصحفيين على اعتقاد منهم أن يقتلوا رسل الحقيقة ويطفئوا صوت الحق الذي وصل إلى جميع سكان الأرض.

لا شك أننا ليس أمام حكومة فاشية متطرفة لديها شهوة القتل، بل نحن أيضاً أمام مجتمع دموي يختلف عن معظم مجتمعات العالم، مجتمع إسرائيلي يدافع عن القتل بل ويشجع إبادة الفلسطينيين وقتلهم، وهذا ما أكده أمس كبير معلقي قناة i24 الإسرائيلية تسفي يحزقيلي والذي علق على جريمة قتل الصحفيين الفلسطينيين في مجمع ناصر الطبي قائلا:"إذا كانت إسرائيل قد قررت بالفعل تصفية الصحفيين، فأن تأتي متأخرا أفضل من ألا يحدث أبدا، وللتوضيح فقط، هؤلاء صحفيون يختبئون في المستشفيات، يفتحون هناك غرف عمليات، ويعرضون للعالم صورة معاكسة تماما، وما زالوا يخدمون مصلحة حـماس". 

ويضيف: "يمكن القول إنهم رأس الحربة للجناح العسكري لحماس، هؤلاء الصحفيون المزعومون.
ولذلك أحسنت إسرائيل صنعا بتصفيتهم، برأيي كان ذلك متأخرا جدا، ولا يزال هناك الكثير منهم ممن يسببون أضرارا في الصورة والوعي في معركة نحن، للأسف، لا نبرع فيها كثيرا ." انتهى .

مع العلم أن جيش الاحتلال ذاته لم يزعم أن هنالك علاقة لأي من الصحفيين الذين قتلوا في مستشفى ناصر، بأي فصيل فلسطيني مما ادعى الأمر لأن يصدر مكتب نتنياهو شخصياً اعتذار على عملية القتل، وهذا الاعتذار بالمناسبة لن ينفي عنهم تهمة القتل الذي اقترفوه.

ثم إنه قد شهد شاهد من أهله، حيث ذكر المراسل العسكري لصحيفة هآرتس أن طاقم الدبابة أطلق قذيفتين، الأولى على المستشفى والأخرى على فريق الإنقاذ.

جرائم الاحتلال التي ارتكبها خلال المقتلة في غزة وقبلها - ومازال - لا تستدعي لجان تحقيق كاذبة من العدو ولا اعتذارات سخيفة، سمجة، بل إنه على الإتحاد الدولي للصحفيين، وعلى المنظمات الدولية تشكيل لجان تحقيق بالرغم من أن الجريمة حدثت على الهواء وغير قابلة للتشكيك، ويجب على الاتحاد الدولي للصحافيين التعامل بجدية مع الصحفي الفاشي تسفي يحزقيلي، ومقاطعة الصحفيين الإسرائيليين الذين لا يدينون مقتل الصحفيين الفلسطينيين، في ظل اتفاقات دولية تجرم المساس بالصحفيين. 

نحن أمام كيان يغوص في وحل الجريمة بكل فئاته بدءا من النشيد الوطني الخاص بهم إلى رئيس حكومتهم مرورا بمستوطنين وحاخاماتهم الذين يتلكؤن بأساطير التوراه، بالتالي مطلوب الإستمرار بفضح جرائمهم دوليا والتحذير من هذا الكيان الدموي الذي يتغذى على إبادة ليس الشعب الفلسطيني فقط وإنما الشعوب العربية أيضاً، كما يجب إحياء واستنهاض الوعي لدى الشعوب العربية تحديداً بمخاطر هذا الكيان على أمن واستقرار وسلامة الأرض والشعب العربي.