ثورة يوليو في ذكراها الـ73
بي دي ان |
25 يوليو 2025 الساعة 07:38ص

لا يجوز ان تمر ذكرى يوليو 1952 المصرية العربية دون التوقف امامها، وتسليط الضوء على أهميتها ودورها التاريخي في رفع مكانة مصر العربية في العصر الحديث، ودورها الريادي في حركة التحرر العربية، ودورها الأممي الرائد، ورغم أية أخطاء وقعت فيها قيادة الثورة المصرية، الا انها كانت ومازالت بوصلة للنضال الوطني التحرري بشروط الزمان والمكان الذي نعيشه، والاستفادة من نواقصها وتعميق ايجابياتها العظيمة، ورسم ملامح المستقبل المصري والعربي واستنهاض الواقع العربي المتردي، وإعادة الاعتبار لمكانة الامة العربية التي تعيش ظروفا وزمنا بائسا لا يسر صديق ولا يكيد العدى.
ثورة الضباط الاحرار بقيادة الخالد جمال عبد الناصر شكلت إنعطافة تاريخية هامة في سطوع مكانة حركة التحرر العربية، ولم تنحصر أهميتها في الإصلاح الزراعي وتأميم قناة السويس، وبناء السد العالي، وتحرير مصر من التبعية للاستعمار، ومواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، وإحداث ثورة ثقافية رائدة، انما كانت رافعة مركزية في تحرر العديد من الدول العربية، وساندت الثورات العربية في اليمن والجزائر وفلسطين، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وساهم الزعيم الخالد في حماية الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهو صاحب المقولة "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، وساندت مصر بقوة الدول العربية بكل امكانياتها دون تردد او تلكؤ.
كما انها ساهمت بدور عظيم في دعم ثورات حركة التحرر العالمية في افريقيا واسيا وأميركا اللاتينية، وكان عبد الناصر أحد أبرز رموز حركة التحرر العالمية، والذي لعب دورا أساسيا في بناء حركة عدم الانحياز، وتصدى النظام الناصري للغرب الرأسمالي، ورفض الانصياع لإملاءات الولايات المتحدة الأميركية، وأصل للعلاقات التحالفية الاستراتيجية مع الاتحاد السوفييتي، واستورد السلاح منه، وكذلك مع الصين الشعبية ومع كوبا كاسترو ومع نهرو الهند وكوامي نكروما الغاني واحمد سوكارنو الاندونيسي.
العرب اليوم، وأعني أصحاب مشروع التحرر العربي، الحالمين والطامحين للتغيير أو الإصلاح الجدي في بناء مشروع وطني تحرري بمعايير العصر الحديث، بحاجة الى استحضار التجربة المصرية الرائدة التي مثلها النظام الناصري، والاخذ بالعوامل والمظاهر الإيجابية للثورة المصرية، دون استنساخها، أو أخذها على علاتها بما لها وما عليها، وانما الاستفادة من دروسها وعبرها وقيمها الوطنية والقومية والإنسانية الأممية، وإخراج الامة وشعوبها من حالة التمزق والتعثر والتطبيع المجاني الاستسلامي مع دولة النازية الإسرائيلية. لأن بقاء الحال على ما هو عليه، يشي بأن التشظي وتقسيم الدولة الوطنية هنا أو هناك الى دول قزمية، وخلق هويات دينية وطائفية ومذهبية واثنية تعمق حالة الضياع والتبعية للدول الامبريالية ودولتهم اللقيطة والنازية إسرائيل، الذين لم يخفوا مشروعهم الاستراتيجي بتفتيت العالم العربي أكثر مما هو مفتت ومقسم، وفي السياق يسعون لتبديد القضية الفلسطينية وخنق المشروع الوطني التحرري الفلسطيني، وطمس الكيانية الفلسطينية الوليدة، ونفي الشعب من أرض الوطن عبر عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري.
المشهد العربي المعاش عقيم وفاسد ومشوه وعبثي، ولا يوجد صوت لأي قوى تغيير أو اصلاح حقيقي في الواقع الراهن، هناك حالة موات اكلينيكي، وانكفاء على الذات، والغرق في صراعات وهمية وثانوية، وتلاشي أي مظهر من مظاهر النهوض، ولا وجود ليمين ولا يسار ولا وسط، الجميع في حالة من التيه والخنوع والتأقلم مع الحالة العربية السائد، وإسرائيل ماضية في مشروعها الصهيوني للسيطرة على الوطن العربي، وليس من النيل للفرات، بل من المحيط الى الخليج بدعم ومشاركة كاملة من الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها.
هذا المشهد العربي بحاجة ماسة الى ترشيد واستنهاض، وتغيير معالم الواقع البائس والمثخن بالجراح، بما يؤمن مصالح الشعوب والدول العربية، ويضعها على سكة الاستقلال السياسي والاقتصادي الحقيقي، وبناء تنمية مستدامة دون تبعية للغرب ولقيطتهم إسرائيل النازية.
لذا استحضار تجربة ثوة عبد الناصر الخالدة حاجة وطنية وقومية وأممية، لإعادة الاعتبار للامة العربية وشعوبها مع الاحترام والتكامل مع الاثنيات والأقليات الاصلانية التي تعيش بين ظهرانية الشعوب العربية، وبناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقيقية، والاستناد لصناديق الاقتراع، وإصلاح البيوت العربية في الدول الشقيقة، وحماية الكفاءات والطاقات والثروات الوطنية والقومية من التبديد. فهل هناك من قوى قادرة على المبادرة والامساك بزمام الأمور ومستعدة دون مغامرات دونكشوتية ومراهقات صبيانية؟
[email protected]
[email protected]
ثورة الضباط الاحرار بقيادة الخالد جمال عبد الناصر شكلت إنعطافة تاريخية هامة في سطوع مكانة حركة التحرر العربية، ولم تنحصر أهميتها في الإصلاح الزراعي وتأميم قناة السويس، وبناء السد العالي، وتحرير مصر من التبعية للاستعمار، ومواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، وإحداث ثورة ثقافية رائدة، انما كانت رافعة مركزية في تحرر العديد من الدول العربية، وساندت الثورات العربية في اليمن والجزائر وفلسطين، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وساهم الزعيم الخالد في حماية الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهو صاحب المقولة "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، وساندت مصر بقوة الدول العربية بكل امكانياتها دون تردد او تلكؤ.
كما انها ساهمت بدور عظيم في دعم ثورات حركة التحرر العالمية في افريقيا واسيا وأميركا اللاتينية، وكان عبد الناصر أحد أبرز رموز حركة التحرر العالمية، والذي لعب دورا أساسيا في بناء حركة عدم الانحياز، وتصدى النظام الناصري للغرب الرأسمالي، ورفض الانصياع لإملاءات الولايات المتحدة الأميركية، وأصل للعلاقات التحالفية الاستراتيجية مع الاتحاد السوفييتي، واستورد السلاح منه، وكذلك مع الصين الشعبية ومع كوبا كاسترو ومع نهرو الهند وكوامي نكروما الغاني واحمد سوكارنو الاندونيسي.
العرب اليوم، وأعني أصحاب مشروع التحرر العربي، الحالمين والطامحين للتغيير أو الإصلاح الجدي في بناء مشروع وطني تحرري بمعايير العصر الحديث، بحاجة الى استحضار التجربة المصرية الرائدة التي مثلها النظام الناصري، والاخذ بالعوامل والمظاهر الإيجابية للثورة المصرية، دون استنساخها، أو أخذها على علاتها بما لها وما عليها، وانما الاستفادة من دروسها وعبرها وقيمها الوطنية والقومية والإنسانية الأممية، وإخراج الامة وشعوبها من حالة التمزق والتعثر والتطبيع المجاني الاستسلامي مع دولة النازية الإسرائيلية. لأن بقاء الحال على ما هو عليه، يشي بأن التشظي وتقسيم الدولة الوطنية هنا أو هناك الى دول قزمية، وخلق هويات دينية وطائفية ومذهبية واثنية تعمق حالة الضياع والتبعية للدول الامبريالية ودولتهم اللقيطة والنازية إسرائيل، الذين لم يخفوا مشروعهم الاستراتيجي بتفتيت العالم العربي أكثر مما هو مفتت ومقسم، وفي السياق يسعون لتبديد القضية الفلسطينية وخنق المشروع الوطني التحرري الفلسطيني، وطمس الكيانية الفلسطينية الوليدة، ونفي الشعب من أرض الوطن عبر عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري.
المشهد العربي المعاش عقيم وفاسد ومشوه وعبثي، ولا يوجد صوت لأي قوى تغيير أو اصلاح حقيقي في الواقع الراهن، هناك حالة موات اكلينيكي، وانكفاء على الذات، والغرق في صراعات وهمية وثانوية، وتلاشي أي مظهر من مظاهر النهوض، ولا وجود ليمين ولا يسار ولا وسط، الجميع في حالة من التيه والخنوع والتأقلم مع الحالة العربية السائد، وإسرائيل ماضية في مشروعها الصهيوني للسيطرة على الوطن العربي، وليس من النيل للفرات، بل من المحيط الى الخليج بدعم ومشاركة كاملة من الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها.
هذا المشهد العربي بحاجة ماسة الى ترشيد واستنهاض، وتغيير معالم الواقع البائس والمثخن بالجراح، بما يؤمن مصالح الشعوب والدول العربية، ويضعها على سكة الاستقلال السياسي والاقتصادي الحقيقي، وبناء تنمية مستدامة دون تبعية للغرب ولقيطتهم إسرائيل النازية.
لذا استحضار تجربة ثوة عبد الناصر الخالدة حاجة وطنية وقومية وأممية، لإعادة الاعتبار للامة العربية وشعوبها مع الاحترام والتكامل مع الاثنيات والأقليات الاصلانية التي تعيش بين ظهرانية الشعوب العربية، وبناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقيقية، والاستناد لصناديق الاقتراع، وإصلاح البيوت العربية في الدول الشقيقة، وحماية الكفاءات والطاقات والثروات الوطنية والقومية من التبديد. فهل هناك من قوى قادرة على المبادرة والامساك بزمام الأمور ومستعدة دون مغامرات دونكشوتية ومراهقات صبيانية؟
[email protected]
[email protected]