ترقّب لتحرك أميركي.. الكابينت الإسرائيلي يؤجل قراره النهائي بشأن مستقبل الحرب على غزة
بي دي ان |
01 يوليو 2025 الساعة 03:39ص

تل ابيب - بي دي ان
تتواصل المشاورات داخل المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت) حول مستقبل الحرب في قطاع غزة، وسط تصاعد الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري، وترقب لتحرك أميركي يُنتظر أن يدفع نحو صفقة تبادل أسرى.
وعقد الكابينت جلستين خلال 24 ساعة، بينما أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مداولات أمنية مصغّرة لبحث الاتجاه نحو صفقة تبادل أسرى أو توسيع العمليات العسكرية، دون التوصل إلى قرار حاسم حتى الآن.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الخلاف الأبرز داخل الكابينت يتمحور حول التحذيرات التي أطلقها كل من رئيس أركان الجيش إيال زامير، والمسؤول عن ملف الأسرى نيتسان ألون، من أن تعميق التوغّل العسكري في قطاع غزة قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، في مقابل ضغوط من وزراء في الحكومة لتوسيع العمليات العسكرية.
وفي الوقت الذي لم تُسجّل فيه أي اختراقات ملموسة في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، تُتابع القيادة الإسرائيلية عن كثب التحركات الأميركية، في ظل تقارير تشير إلى ترتيبات تجري لزيارة محتملة لنتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن جلسة الكابينت الثانية، التي انعقدت مساء الاثنين، لم تفضِ إلى نتائج واضحة، لكنها شهدت تقديرات تشير إلى احتمال حدوث تقدم في ملف الصفقة، بالتوازي مع استعدادات ميدانية لاحتمال توسيع الحرب على غزة.
وفي المقابل، وصفت مصادر عسكرية المداولات بأنها "عقيمة"، في ظل خلافات علنية بين قادة الجيش وعدد من وزراء الحكومة، من بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين طالبا بتوسيع العمليات العسكرية واتهما الجيش بمحاولة فرض خيارات سياسية.
ونقلت قناة "كان 11" عن مصادر مطلعة أن النقاشات الجارية تُوصف بأنها "حساسة"، وأن الانقسام داخل الكابينت يتعلّق بما إذا كان يجب السعي إلى صفقة تبادل أسرى أو استكمال السيطرة العسكرية على مناطق إضافية من قطاع غزة.
وخلال إحدى الجلسات، كرّر رئيس الأركان ومبعوث الأسرى تحذيراتهما من أن استمرار التوغل قد يزيد من خطر المساس بحياة الأسرى، وهو ما أدى إلى نقاش حاد، بحسب القناة 13، حيث اتهم زامير الوزراء بأن الوضع الحالي يُفاقم الخطر على الأسرى، وهو ما أثار غضب بن غفير وسموتريتش.
ونُقل عن سموتريتش قوله: "نحن نريد استعادة الأسرى، لكننا لن نُفرّط بمصير الدولة من أجلهم". أما نتنياهو، فطرح خلال النقاش خطة من أربع مراحل لمواصلة العمليات، دون الكشف عن تفاصيلها، فيما واصلت المؤسسة الأمنية دعواتها للتحرك نحو صفقة.
في هذا السياق، أفادت تقارير إعلامية أن مكتب رئيس الوزراء يبحث إمكانية تقديم موعد زيارته إلى واشنطن، لتُعقد الأسبوع المقبل، بهدف التباحث حول سبل التوصل إلى اتفاق، في ظل تصريحات متكررة من الرئيس الأميركي تدعو إلى إتمام صفقة شاملة تشمل تبادل الأسرى.
ومن المقرر أيضًا أن يتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى واشنطن، حيث سيلتقي بمبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي يتولى مهام مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب.
وفيما تتكثف الاتصالات والضغوط، نقلت قناة "كان" عن مصدر مطلع أن المفاوضات مع حماس لم تشهد أي تقدم جوهري، وأن الحركة لم تُقدّم تنازلات جديدة حتى الآن، مضيفًا أن "الجميع ينتظر ما ستحمله الخطوة الأميركية المرتقبة".