الخطأ الإيراني ومستقبل الحرب النووية

بي دي ان |

15 يونيو 2025 الساعة 01:55ص

الكاتبة
شاهدنا بالأمس 13 يونيه 2025 ضرب إسرائيل لمحيط مطار طهران وحي شهيد محلاتي وشوارع باسدران وغيرها في عملية أسماها الكيان بالأسد الصاعد وردت إيران بدورها بوابل من الصواريخ التي تمت على ستة مراحل استهدفت أهداف مختلفة بالأراضي المحتلة. ولكن مع تلك الأحداث علينا الوقوف والتدبر هل خدعت إيران من الأمريكان تحت وهم التقارب خلال عملية المفاوضات التي كانت مستمرة قبيل تلك الضربات؟

هل لم تتعلم إيران من دروس التاريخ ولا من النهج الصهيوني والأمريكي في إدارة المعارك. هل لم تفهم إن إسرائيل لا تكسب إلا بالمكر والدهاء والخداع وبالطبع الخيانة. ولم تتعلم من درس الرئيس العراقي صدام حسين قبيل حرب الخليج الثانية حينما وثق في الأمريكان وكان فعله بداية زوال عرشه.

لقد خدعت إبران ودخلت على مفاوضات مع قاتل سليماني ولم تتعظ من تصفية الشيخ نصر الله وتقويض اذرعها وقبلها إبادة غزة وتصفية هنية بداخل الأراضي الإيرانية ورئيسي ولم تفهم توقيت كل تلك الأحداث ومحاولة اتهام حماس يوم 7 أكتوبر بتنفيذها لمخطط إيراني من قبل البعض وإن إيران قد باعتها. فهل لم تفهم الرسالة ولن أقول كما استنتج البعض أن الهدف إيران.

رغم كل تلك النقاط ولكن الأخطر لم يأتي بعد فإيران هي أحد المحطات وإسرائيل هي أحد الأدوات وأمريكا هي أحد الرعاة.

فلماذا لم نتسأل لماذا كل الأحداث الآن في هذا التوقيت؟ هل لم نكن نعلم عن سبب الدعم الأمريكي المتمثل في الصهيونية المسيحية للصهيونية بإسرائيل؟ هل جديد علينا ان إسرائيل تحلم بحلم من النيل للفرات؟

كل ذلك ليس بجديد ولكن لماذا كل ذلك الآن ؟ ولماذا أصبح الدين حاكم في السياسة الدولية وأًصبح التقارب مع إسرائيل يسمي برمز ديني “رسول الله إبراهيم عليه السلام”؟ وما علاقة ذلك بضرب إيران؟ فهل لم تعلم إمريكا وربيبتها إسرائيل أن تلك الضربة قد تؤدي إلى حرب إقليمية قد ينتج عنها تدمير لمناطق كثيرة بالداخل الإسرائيلي ومقتل المئات أو الآلاف من الصهاينة؟ ولماذا لا يمكن أن تتحول لحرب عالمية بدخول أطراف أخرى كباكستان وروسيا والصين ورمانة الميزان الأهم كوريا الشمالية؟

هل لم تقرأ إيران تقديرات موقف منشورة منذ أكثر من عام لخبراء بإسرائيل والولايات المتحدة حول تقديم ضربة نووية محدودة لإيران؟ لماذا لم تستمع لصوت العقل وأخذت في التقارب الأمريكي والدعم المستتر لاتفاقات ابراهام؟ وأخذت ترفض الحديث عن اية منافذ تنتقد إسرائيل بل وأخذت بعض قنواتها تدعوا لحوارات فكرية حول الابراهيمية وتدفع من إجل التطبيع السلبي مع الرموز القومية الرافضة؟

لقد خدعت إيران.

ومع تلك الخديعة لم يعد التراجع ممكنا فالآن إيران والعالم ككل يقف في مرحلة على شفي هرمجدون النووية يحركها قوى خفية تتخذ من إسرائيل والولايات المتحدة أدوات للتعجيل بنهاية العالم وقرب ظهور مهندس الكون الأعظم كما يطلقون عليه.

ما يحدث الآن خطة منشورة من قبل تتحدث عن ضربة نووية محدودة لإيران قد تتطور لحرب نووية شاملة ودعوني اسرد ما نشر من بعض الخبراء الصهاينة والأمريكان؛ حيث تتعدد الجهات التي تناولت هذا السيناريو بداخل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مثل مركز بيجن السادات[i]، ومركز تعليم سياسة منع النووي في أرلينجتون بولاية فرجينيا، و Purdue University بولاية انديانا بالولايات المتحدة الأمريكية. يفترض هذا السيناريو الكشف الانتقائي عن الغموض النووي للسلاح النووي الإسرائيلي وتوجيه إسرائيل لضربة نووية محدودة أو ما يسمى بحرب نووية محدودة لإيران؛ حيث يستند هذا السيناريو على فرضية إرسال إسرائيل إلى خصمها الإيراني رسالة مفادها بأنها سوف تتجاوز عن عمد عتبة الرد النووي لمعاقبة كل أعمال العدوان الوجودي أو شبه الوجودي عبر شن حرب نووية محدودة. وباستخدام لغة عسكرية أكثر وضوحاً.

ويبدا السيناريو بشن إسرائيل ضربة نووية “دقيقة” لاحقة باستخدام خمسين سلاحاً ضد خمسة وعشرين هدفاً عسكرياً إيرانياً (بما في ذلك مواقع الدفاع الجوي الروسية المأهولة). والهدف من ذلك شل القوات الهجومية الإيرانية وربما إحداث قدر كاف من الفوضى لدفع النظام الثوري الإيراني إلى الانهيار. ولكن بعد الضربة الإسرائيلية مباشرة تقريباً، تشن إيران هجوماً نووياً ضد قاعدة جوية إسرائيلية يتواجد فيها عسكريون أميركيون وهكذا تنج إسرائيل في دفع الولايات المتحدة لمساندتها في تلك الضربة النووية المحدودة.

يعتبر السيناريو أن كوريا الشمالية هي نقطة التحول في السيناريو؛ الذي سيتحول إلى أسوأ سيناريو واضح لـ”حرب نووية غير متماثلة”، عبر انخراط كوريا الشمالية، حليفة إيران النووية بالفعل، في حرب نووية مباشرة مع الدولة اليهودية. ورغم أن هذا السيناريو “غير متكافئ” من حيث أصل الحرب، فإنه قد يتحول بسرعة إلى تمثيل للتكافؤ الفعلي بين القوات النووية القتالية الفعلية لإسرائيل وكوريا الشمالية أو التفوق النووي الفعلي لبيونج يانج. وقد يتحول بدوره للسيناريو الكارثي “الحرب النووية الشاملة”

وتتمثل تكتيكات الحرب في تحديد المخططون الإسرائيليون “فجوات” نيران نووية متوقعة لدى إيران. كدراسة ـ”المحفزات” التي قد تؤدي إلى الانتقال من عتبة عسكرية إلى أخرى.
وترى إسرائيل ان الخطر ونقاط التخول بجانب الدور الكوري أيضا انتشار عقيدة الشهادة بين مقاتلي إيران، وعدم عقلانية الساسة والقادة بإيران، إضافة إلى تغير الساسة العقلانين في محيط إسرائيل.
ولكن هذه الركائز الخطيرة قد تودي بالموقف إلى حرب نووية شاملة تتوقف على عدد من المحددات مثل الضرر الذي قد تلحقه الضربات النووية الإسرائيلية بالمواقع النووية والصاروخية الإيرانية والبنية التحتية إضافة للخسائر البشرية، والقدرات التشغيلية النووية والصاروخية الإيرانية وقدرتها على الصمود، ومدى تأثر اقتصادات المنطقة بالضربة، واحتمالية دخول واشنطن أو بكين أو موسكو في الصراع.
وتتمثل المخاطر والتداعيات المستقبلية في أن تشن كوريا هجوما نوويا