الوعي آخر خطوط الدفاع: لا تفرحوا لقصف طهران!
بي دي ان |
14 يونيو 2025 الساعة 01:08م

في مشهد سريالي، يُستأنف العدوان الصِّهيو-أمريكي والتحالف الدولي، متجهاً هذه المرة نحو إيران، في استحضار فجٍّ لأكثر لحظات التاريخ قتامة. ورغم كل التباينات المشروعة في الموقف من سياسات طهران تجاه الأمة العربية، لا يجوز أن نغفل عن جوهر ما يجري؛ فالقصف ليس من أجل السلام، ولا دفاعاً عن القيم، بل هو جزء لا يتجزأ من مشروع استراتيجي صامت، يهدف إلى ضمان التفوق المطلق للكيان المارق، وفرضه كقوة أحادية تقود المنطقة نحو إعادة تشكيل استعماري بقالبٍ جديد.
إن الاحتفاء بهذا العدوان لا يعكس وعياً، بل يُجسّد ارتباكاً خطيراً في البوصلة، وغياباً مفزعاً للمعايير الوطنية والقومية، فالسقوط المحتمل لإيران لن يكون نصراً لأمن منطقة الشرق الأوسط برمّتها، بل سيكون انتصاراً ساحقاً للمشروع الصهيوني الأوسع: "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات... ومن أبو ظبي إلى طنجة"، ذلك الحلم الذي أُعيد إنتاجه تحت لافتة التطبيع، المبني على السلام الاقتصادي الوهمي، والتحالفات الاستراتيجية الإبراهيمية التي تُطبِّع العقول قبل الحدود، لخلق حلفٍ إقليمي تحت مسمى "الولايات المتحدة الإبراهيمية"، يُراد له أن يستبدل ملامح الصراع مع الاحتلال، بهدف دمج الكيان الذي يمتلك التكنولوجيا المتقدمة في المنطقة. وفي حال اكتملت الخطة، فإنها:
1- ستُخنق القضية الفلسطينية بمزيد من التطبيع الوهمي، وسيُدفن حلم الدولة في رمال التحالفات المتهافتة، وستُحوَّل الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة، بعد الانتهاء من تدمير قطاع غزة كلياً، بهدف نهب الثروات الطبيعية. وستذهب كافة المبادرات التي تهدف إلى حل الدولتين أدراج الرياح، لعدم مرورها عبر قنوات الاحتلال العسكرية والاستخباراتية.
2- وستُقصى مصر نهائياً من معادلة التوازن الإقليمي، باعتبارها الدولة الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه المشروع الصهيوني التوسعي. ولا تُخفي سلطات الاحتلال عداءها لمصر، رغم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في مارس 1979.
3- وستُدار دول الخليج أمنياً واقتصادياً من مراكز صنع القرار الصهيونية، تمهيداً لنهب ثروات العرب عبر مشاريع استثمارية ظاهرها التنمية، وباطنها الهيمنة المطلقة.
في ظل هذا المشهد الملتبس، والقراءة السطحية من قبل البعض، يتآكل الوعي الجمعي، ويُعاد تعريف العدو والصديق. فالعدوان على إيران، وقبله على فلسطين (غزة وشمال الضفة الغربية)، ولبنان، وسوريا، ليس هدفه محاولة منهجية لمحو الوعي، وليس إعادة رسم للحق. وإن امتلأت الفراغات بالكيان المارق، فستُملأ على حساب الجميع. والتاريخ لم يرحم أحداً، ولا يكرّر نفسه، لكنه يعاقب من لا يتعلّم. وها نحن اليوم أمام لحظة مفصلية: إما أن نستفيق، أو نُدفن جميعاً تحت ركام ما بعد التطبيع الوهمي وقيادة الكيان للمنطقة برمتها.
إن الاحتفاء بهذا العدوان لا يعكس وعياً، بل يُجسّد ارتباكاً خطيراً في البوصلة، وغياباً مفزعاً للمعايير الوطنية والقومية، فالسقوط المحتمل لإيران لن يكون نصراً لأمن منطقة الشرق الأوسط برمّتها، بل سيكون انتصاراً ساحقاً للمشروع الصهيوني الأوسع: "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات... ومن أبو ظبي إلى طنجة"، ذلك الحلم الذي أُعيد إنتاجه تحت لافتة التطبيع، المبني على السلام الاقتصادي الوهمي، والتحالفات الاستراتيجية الإبراهيمية التي تُطبِّع العقول قبل الحدود، لخلق حلفٍ إقليمي تحت مسمى "الولايات المتحدة الإبراهيمية"، يُراد له أن يستبدل ملامح الصراع مع الاحتلال، بهدف دمج الكيان الذي يمتلك التكنولوجيا المتقدمة في المنطقة. وفي حال اكتملت الخطة، فإنها:
1- ستُخنق القضية الفلسطينية بمزيد من التطبيع الوهمي، وسيُدفن حلم الدولة في رمال التحالفات المتهافتة، وستُحوَّل الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة، بعد الانتهاء من تدمير قطاع غزة كلياً، بهدف نهب الثروات الطبيعية. وستذهب كافة المبادرات التي تهدف إلى حل الدولتين أدراج الرياح، لعدم مرورها عبر قنوات الاحتلال العسكرية والاستخباراتية.
2- وستُقصى مصر نهائياً من معادلة التوازن الإقليمي، باعتبارها الدولة الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه المشروع الصهيوني التوسعي. ولا تُخفي سلطات الاحتلال عداءها لمصر، رغم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في مارس 1979.
3- وستُدار دول الخليج أمنياً واقتصادياً من مراكز صنع القرار الصهيونية، تمهيداً لنهب ثروات العرب عبر مشاريع استثمارية ظاهرها التنمية، وباطنها الهيمنة المطلقة.
في ظل هذا المشهد الملتبس، والقراءة السطحية من قبل البعض، يتآكل الوعي الجمعي، ويُعاد تعريف العدو والصديق. فالعدوان على إيران، وقبله على فلسطين (غزة وشمال الضفة الغربية)، ولبنان، وسوريا، ليس هدفه محاولة منهجية لمحو الوعي، وليس إعادة رسم للحق. وإن امتلأت الفراغات بالكيان المارق، فستُملأ على حساب الجميع. والتاريخ لم يرحم أحداً، ولا يكرّر نفسه، لكنه يعاقب من لا يتعلّم. وها نحن اليوم أمام لحظة مفصلية: إما أن نستفيق، أو نُدفن جميعاً تحت ركام ما بعد التطبيع الوهمي وقيادة الكيان للمنطقة برمتها.