اليوم الأول بعد الحرب وصوملة غزة

بي دي ان |

09 يونيو 2025 الساعة 07:26م

الكاتب
لأكثر من عام رفض نتنياهو مجرد الحديث أو مناقشة اليوم التالي بعد الحرب على غزة .... الخيارات كانت محدودة جدا أمام نتنياهو في خيارين لا ثالث لهما وهما :-
أولا السيطرة على قطاع غزة سيطرة مباشرة " إحتلال القطاع " مع ما لهذا الخيار من مساوئ ليس أقلها أن تكون من أساسيات مهام هذا الاحتلال هو المسؤولية الأمنية و الاقتصادية والإجتماعية عن أكثر الأماكن إزدحاما وكثافة و تعقيدا في العالم .
ثانيا أن تنسحب قوات الاحتلال من قطاع غزة دون أن يكون هناك أي بديل جاهز ومستعد وقادر على حكم القطاع في الوقت الذي ترفض فيه دولة الاحتلال كل البدائل المطروحة مثل عودة السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة القطاع أو دخول قوات عربية لإدارة القطاع لفترة مؤقتة قد تطول وقد تقصر بالنتيجة ستقوم ح ماس بالسيطرة على القطاع في أقل من 48 ساعة وهذا ما لا يريده الإحتلال لأن ذلك يعني الفشل في تحقيق أي من أهداف المزعومة .
بدا أن نتنياهو وجد خيارا ثالثا متاحا ومستعدا لمنافسة ح ما س على حكم القطاع دون الحكم بقدرته على ذلك من عدمها . 
تبين لاحقا وبإعتراف المستوى السياسي لدولة الاحتلال أنهم يدعمون مليشيات شبه عسكرية في قطاع غزة .
الوضع الجيوسياسي هو الذي فرض على مليشيا مكافحة الإرهاب " مجموعات ياسر أبو شباب " الظهور  والإعلان عن نفسها مبكرا في شرق رفح ، ضمن البرنامج المتوقع سيكون هناك مليشيات على غرار مليشيات شرق رفح في كل مناطق ومحافظات قطاع غزة ... وقد تكون الآن موجودة ويتم دعمها بالمال والسلاح دون الإعلان عنها وإشهارها... بمعنى انها الآن خلايا نائمة ننتظر الأمر بالخروج والإعلان عن نفسها في الوقت المناسب ... والسؤال هنا متى سيكون هذا الوقت المناسب ؟ 
بتقديري أن هذا الوقت سيحين مع الوقت الذي ستقرر فيه دولة الإحتلال وقف عملياتها في القطاع دون وقف الحرب و هو الشرط الذي ما زالت دولة الاحتلال تقول انها لن تتنازل عنه والذي تصر ح م ا س على أن تتضمنه أي إتفاقية تبادل أسرى مع الإحتلال إذا علمنا أن هذا الشرط ما زال يعيق التوصل لاتفاق حتى الآن. 
عندما يحين الوقت سيقوم الاحتلال بوقف عملياته العسكرية في القطاع وستظهر المليشيات النائمة للسيطرة العسكرية على القطاع بدعم من الاحتلال تحقيقا لهدف نتنياهو المعلن من بداية الحرب وهو القضاء على ح ماس عسكريا وسلطويا بعد أن يكون الاحتلال قد قضى على قدرات ح ماس العسكرية وتركها بلا مخالب كما يخطط .
هنا وفي هذه اللحظة بالذات سنكون نحن القاطنين في القطاع وجها لوجه مع الحرب الأهلية التي بدأت تطل برأسها في أعمال الحرابة النهب المنظم للمعونات والمساعدات التي تصل للمحاصرين في غزة إلى أن نصل إلى صوملة القطاع وما لهذه الصوملة من تأثيرات وأضرار أضعافا مضاعفة عما عشناه طوال مدة هذه الحرب .